كنز معطل من الغاز الروسي في بحر بارنتس
٢٦ يناير ٢٠١٣في حوار مع DWيتحدث البروفيسورمارسيلغوبايدولين،مدير معهدالنفط والغازفي جامعةالقطب الشماليالاتحادية في مدينة ارخانجيلسكالروسية(بالقطب الشمالي)، عن المشاكل التي تعترض المشروع الاستثنائي في حقل شتوكمان.
Global Ideas: لماذا قررت شركة غازبروم في صيف عام 2012 وقف العمل مبدئيا في مشروع شتوكمان؟
مارسيل غوبايدولين:المشروع كان مكلفا للغاية، فاحتياطي الغاز في حقل شتوكمان يوجد على بعد 600 كلم قبالة ساحل مورمانسك، والمسافة بعيدة بحيث تحتاج طائرة الهيلوكوبتر إلى وقود إضافي للوصول إلى هناك، أي أنها لا تصل إلى هناك حتى بعد ملء خزان الوقود عن آخره. لذا كان لا بد من بناء منصة منصة وسيطة في عرض البحر لتزويد طائرة هليكوبتر بالوقود الإضافي، أو كان لا بد من قطع الرحلة والتوقف في جزيرة صغيرة تسمى نوفايا زيمليا Nowaja Semlja (أو الأرض الجديدة). وبالإضافة إلى ذلك، فإن المياه هناك توجد على عمق يصل إلى 340 مترا تحت سطح الأرض.إذا كان لا بد من الحفر إلى عمق يعادل طول برج إيفل، حتى الوصول إلى عمق لا توجد فيه مياه ومع ازدياد العمق ترتفع التكلفة أيضا. وبخلاف ما ذكرت، هناك عوامل أخرى تتمثل في الجو العاصف والموجات العالية التي يصل ارتفاعها إلى 27 مترا، كما أن هناك تفاوت كبير في درجات الحرارة على مدار العام، وهي تتراوح بين 55 تحت الصفر و 33 درجة مئوية، وهذا ما يحول دون بناء منصة بالمواصفات المعتادة، أي ستكون هناك حاجة لبناء واحدة بمواصفات استثنائية. كل هذا يجعل من التقيب عن الغاز الطبيعي في شتوكمان أمرا مكلفا للغاية.
وقد حذر الخبراء من أن مشاكل التغير المناخي من شأنها كذلك أن تتسبب في استخراج احتياطيات الغاز الموجودة في شتوكمان، وعلي سبيل المثال فإن المزيد من الجبال الجليدية ستنهار في القطب الشمالي، وهذا يمكن أن يتسبب بدوره في تدمير منصة التنقيب.وقد كشفت دراسة لمكتب الأرصاد الجوي الروسيRosgidromet في عام 2007، أن الجبال الجليدية لن تتسبب في إيقاف المشروع، لكنها ستزيد من تكلفته بحوالي 30 مليار دولار أمريكي.
وقد لوحظ ظهورجبال جليدية في محيط مشروع شتوكمان، لكن الوضع ليس سيئا للغاية نسبة لعدم وجود جليد دائم في تلك المنطقة، وبالرغم من هذا فإن خطر الانجرافات الجليدية موجود، لذا كان من المفترض أن يتم بناء منصة عائمة كسفينة، أي ألا تبنى منصة ثابتة في قاع البحر، وهكذا يتسنى للمنصة تفادي جبل الجليد.
طول كل منصة من المنصات الأربع يعادل طول ثلاثة ملاعب لكرة القدم. هل يمكن تحريك منصة بمثل هذا الحجم الهائل ببساطة؟
جبل الجليد بدوره ليس سريعا، فهو يتحرك ببطء وهكذا يمكن التخطيط لتحريك المنصة.
وماذا عن شبكة الأنابيب يتم مدها تحت المنصة من أجل رفع الغاز الطبيعيمن قاع البحر إلى الأعلى، وماذا أيضا بشأن الخطوط، التي تنقل الغاز الطبيعي من البحر إلى اليابسة؟
يتم تركيب نظم الإنتاج والأنابيب على بعد عميق جدا في القاع، وجبل الثلج لا يصل إلى تلك الأعماق البعيدة.
ثمة مشكلة أخرى تواجه مشروع شتوكمان قبل توقفه وهي عدم وجود عدد كاف من المشترين. وفي الأساس كان من المقرر تصدير الإنتاج من الغاز الطبيعي إلى الولايات المتحدة الأمريكية،إلا أن وكالة الطاقة الدولية تقول في تقريرها العالمي عن الطاقة لعام 2012 إن الولايات المتحدة تحقق الاكتفاء الذاتي؟
في أمريكا الشمالية تم تعزيز التنقيب عن الغازالصخري والنفط على نطاق واسع، وقد أعلنت الولايات المتحدة أنها ليست بحاجة إلى استيراد الغاز الطبيعي المسال من دول أخرى، وأنها ليست بحاجة إلى النفط المسال المنتج في شتوكمان.لكن روسيا قامت بإبرام العديد من عقود التصدير، وكان من المفترض أن يصدر الغاز إلى دول أوروبا الغربية ومن بينها ألمانيا، و كذلك إلىآسيا أيضا.
ترددت شائعات أيضا بأن روسيا لا ترغب في تقاسم مواردها مع بقية الدول؟
نحن نفعل ذلك إذا كان الوضع في السوق يعود علينا بالفائدة. وعلى كل حال ليس بإمكان روسيا أن تستهلك وحدها جميع احتياطات للغاز الطبيعي الموجودة في شتوكمان.
وهل سيتم استغلال احتياطات الغاز عبر مشروع شتوكمان، أم سيتم تجميد المشروع ويبقى الغاز الطبيعي إلى الأبد تحت الجليد في القطب الشمالي؟
شركة شتوكمان للتنمية ترى أن المستقبل لا يزال مفتوحا أمام المشروع وأنا شخصيا أعتقد بأن احتياطيات الطاقة الهائلة في القطاع التابع لروسيا في القطب الشمالي بشكل عام وليس فقط الاحتياطيات الموجودة في شتوكمان، توفر فرصا جيدة مستقبلا، ومنها أيضا على سبيل المثال تلك الاحتياطيات المتوفرة في بحر كارا. ويعتبر الغاز الطبيعي الوقود الأحفوري الأكثررفقا بصحة البيئة وسلامتها. يبدو إنشاء البنية التحتية لمشروع شتوكمان مكلفا للغاية في الوقت الراهنولكننا لسنا في عجلة من أمرنا."
ماذا يجب أن يحدث ليصبح تنفيذ مشروع شتوكمان مجديا من الناحية الاقتصادية، ومتى يجب أن يحدث ذلك؟
تنفيذ مثل هذا المشروع الكبير ينبغي في كل الأحوال أن يكون مربحا من الناحية الاقتصادية، وهذا يعني أن يكون مربحا بالنسبة للمشاركين وهم في هذه الحالة الحكومة الروسية والمستثمرين. ويمكن تحقيق هذا من خلال خفض تكلفة التقنية والآلات وأيضا عبر التقليل من المخاطر البيئية على وجه الخصوص. وبخلاف هذا يجب أيضا ضمان سعر ثابت للموردين والمشترين، بحيث يتم ضمان وجود شريحة ثابتة من مستهلكي الغاز على المدى الطويل.