كييف تعلن وقف الهجوم الروسي شرقا .. وضربة لمؤتمر سويسرا
٢٤ مايو ٢٠٢٤تلقت الجهود الدبلوماسيةالرئيسية للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكيلتأمين دعم عالمي أوسع ضد تعرض بلاده للغزو الروسي ضربة مزدوجة قبل أقل من شهر من عقد قمة في سويسرا لإنهاء الحرب، بحسب ما أفادت وكالة بلومبِرغ للأنباء، الجمعة (24 مايو/أيار 2024).
وأعلنت كلا من البرازيل والصين، صباح الجمعة، عن مبادرة منافسة تهدف إلى جلوس أوكرانيا وروسيا إلى طاولة المفاوضات. وقالت بلومبرع إنه على ما يبدو أنه من المحتمل ألا يحضر الرئيس جو بايدن قمة سويسرا لتعارض توقيتها مع فعالية لجمع التبرعات لحملته الانتخابية في كاليفورنيا بمشاركة نجوم الفن ومن بينهم جورج كلوني وجوليا روبرتس.
وأثرت هذه التغيرات الدبلوماسية في إضفاء الأهمية على القمة المقررة في يومَي 15 وَ 16 يونيو / حزيران المقبل 2024 قرب مدينة لوسيرن السويسرية، والتي يأمل زيلينسكي أن تكون تتويجا أوليا لجهوده المستمرة منذ نحو عامين لحشد القوى العالمية -وخاصة في الجنوب العالمي- وراء مطالبه بسحب روسيا لقواتها من أوكرانيا كشرط مسبق لاتفاق سلام.
وأصبحت هذه الأهداف تبدو بعيدة المنالبشكل متزايد مع المكاسب الروسية المطردةفي ساحة المعركة هذا العام، ومع مخاطر تلاشي الدعم من حلفاء محتملين من خارج منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) ومجموعة السبع مع كل شهر يمر من الحرب التي دخلت عامها الثالث.
ودعت البرازيل والصين الدول الأخرى لدعم دعوتهما إلى عقد مؤتمر دولي تشارك فيه روسيا وأوكرانيا لمناقشة إنهاء الحرب. وهذه هي المرة الأولى التي توجه فيها الدولتان نداء مشتركا بشأن الحرب منذ أن بدأت روسيا غزوها في فبراير / شباط 2022.
يشار إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف -أعلن في وقت سابق- أن سويسرا لم تعد مكانا مناسبا للمفاوضات، بما في ذلك بشأن أوكرانيا. وقال لافروف إن سويسرا تركز على صيغة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، لكنها في الوقت نفسه تتجاهل المبادرات الأخرى القائمة بما في ذلك مبادرة الصين التي تعتبر "الأكثر شمولا"، بحسب وصفه.
كييف تعلن أنها "أوقفت" الهجوم الروسي على منطقة خاركيف
ميدانياً أعلنت أوكرانيا اليوم الجمعة أنها "أوقفت" الهجوم الروسي على خاركيف المستمر منذ أسبوعين، وبدأت هجوما مضادا في هذه المنطقة في شمال شرق البلاد التي أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أنه يزورها. ومنذ العاشر من مايو / أيار تواجه كييف هجوماً برياً روسياً على منطقة خاركيف، حيث اقتحم آلاف الجنود الحدود وحقَّقوا أكبر تقدُّم ميداني خلال 18 شهراً.
وقال الكولونيل إيغور بروخورينكو، المسؤول في الجيش الأوكراني الجمعة، إنه بعد أسبوعين من القتال، "أوقفت قوات الدفاع الأوكرانية القوات الروسية" و"تنفذ عمليات هجوم مضاد". ووصف الوضع بأنه "صعب" لكنه "مستقر وتحت السيطرة" في هذه المنطقة حيث يدور القتال خصوصا بهدف السيطرة على بلدة فوفتشانسك التي قُسمت إلى شطرين وحيث اتهمت كييف موسكو بارتكاب انتهاكات. وقال قائد الجيش الأوكراني ألكسندر سيرسكي في رسالة عبر تلغرام الجمعة إن الروس "عالقون في معارك شوارع في فوفتشانسك وقد مُنوا بخسائر كبيرة جداً". كما أشار إلى أنّ روسيا ترسل "جنود احتياط" لمواصلة هجومها.
ووفقاً لكييف تسعى روسيا إلى التوسع حتى تتمكن من اختراق خطوط دفاع القوات الأوكرانية التي أضعفتها الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين في ظل نقص المجندين الجدد ونقص الأسلحة بسبب أشهر من المماطلة في تسليم المساعدات العسكرية الغربية.
ومنذ العاشر من مايو/أيار 2024 اُضطر حوالي 11 ألف مدني إلى مغادرة منازلهم في المنطقة، بحسب ما أفاد حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف الخميس. من جهته، أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أنه يزور خاركيف الجمعة لعقد اجتماعات حول "الدفاع عن المنطقة، خصوصاً عن بلدة فوفتشانسك". مع ذلك اتسمت نبرة سيرسكي بالتشاؤم عندما تطرّق إلى قطاعات أخرى على الجبهة.
وتؤكد موسكو أنها بدأت هجومها -في شمال شرق أوكرانيا في مايو / أيار 2024- من أجل إقامة منطقة عازلة بهدف منع القوات الأوكرانية من قصف الأراضي الروسية. ويحاول الكرملين الاستفادة من واقع أنّ الجيش الأوكراني قد أُضعف بسبب الخسائر التي مُني بها وبسبب تأخر تسليم المساعدات العسكرية الأمريكية.
إضافة إلى ما تقدملا تزال أوكرانيا تفتقر إلى وسائل الدفاع الجوي، وتطالب الأوروبيين والأمريكيين بالسماح لها باستخدام الأسلحة التي قدموها لها لضرب قواعد الجيش الروسي على الأراضي الروسية، الأمر الذي ترفضه الدول الغربية حتّى الآن خوفاً من حدوث تصعيد. وكثف زيلينسكي تصريحاته التي تحمل ضغوطاً على حلفائه للحصول على أنظمة دفاع جوي والسماح له بضرب أهداف عسكرية في روسيا بذخائر غربية.
في غضون ذلك تواصل قوات موسكو ضرب خاركيف التي تعد ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا. وقد استُهدفت بحوالي 15 صاروخاً أمس الخميس، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص.
في هذه الأثناء تواصل أوكرانيا استهداف المناطق المحتلة ومناطق روسية وأخرى في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014. وأشار الحاكم الروسي للقرم سيرغي أكسيونوف إلى مقتل مدنيين اثنين في منطقة سيمفيروبول وسط شبه الجزيرة.
ع.م/ف.ي (د ب أ ، أ ف ب)