لماذا منعت السلطات السعودية إيمان القحطاني من السفر؟
٢٣ يوليو ٢٠١٣DW: لماذا منعت الناشطة السعودية لحقوق الإنسان إيمان القحطاني من السفر؟
بتاريخ 19يوليو/ تموز 2013، كانت الصحفية والمدافعة عن حقوق الإنسان إيمان القحطاني في مطار الدمام في طريقها للسفر إلى اسطنبول، حيث قامت السلطات بإيقافها وإعلامها بأن منعها من السفر صدر من جهات أمنية. وهذا شيء متوقع لأنه بتاريخ 10 أبريل/ نيسان 2013 كانت إيمان القحطاني قد أوقفت التغريد على حسابها على موقع تويتر- وهي التي كانت نشطة على تويتر، ولها أكثر من 80000 متابع- وذلك بسبب المضايقات المستمرة من قبل قوات الأمن. لقد هددوها بالسجن واستهداف أفراد أسرتها، بما في ذلك والدتها، إذا لم تتوقف عن نشاطاتها في مجال حقوق الإنسان.
هل ينحصر سبب الاعتقال في التغريد على تويتر ؟
السيدة القحطاني كانت تتابع دائما جلسات محاكمة جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية (حسم)، والتي حكم على بعض قادتها بالسجن، ومن أبرز قادة جمعية حسم القاضي والمحامي السابق سليمان الرشودي ومحمد القحطاني وغيرهم. إيمان القحطاني قامت بالتضامن مع المعتقلين وعائلاتهم وكتبت عن المحاكمة وغطتها عبر تويتر. إلى أن جرى تهديد إيمان ولكنها استمرت بعملها، ثم جرى تهديد والدتها فكتبت تغريدة "أتوقف عن الكتابة في تويتر من أجل أمي". وبتاريخ 17 يوليو/ تموز 2013 تلقى زوجها اتصالا هاتفيا من السلطات السعودية كي تمثل إيمان أمام السلطات للتحقيق معها.
ما دور منظمات ومراكز حقوق الإنسان إزاء حالات ناشطين مثل إيمان القحطاني؟
نحن في مركز الخليج نعمل بشكل وثيق مع الناشطين في دول المنطقة والسعودية منها، ونحاول جاهدين استخدام الآليات الدولية ومن بينها آليات الأمم المتحدة، كما في حالة الدكتور محمد القحطاني، الذي اتهمته السلطات السعودي بالتعاون مع الأمم المتحدة. ما هذه التهمة والحكومة السعودية نفسها تتعاون مع الأمم المتحدة بوصفها عضو في المنظمة الدولية، فكيف تمنع الناشطين من إرسال تقارير إلى المنظمات الدولية؟
فيما يخص إيمان القحطاني نحن نتواصل مع منظمات حقوقية دولية للضغط على الحكومة السعودية للتوقف عن مضايقة الصحفية السعودية إيمان والعمل على ضمان حقوقها هي وغيرها من الناشطين والصحفيين.
كيف ترى وضع حقوق الإنسان عموما في السعودية؟
النظام السعودي لا يملك كما هو معروف مؤسسات، فالعائلة المالكة تسيطر على كل شيء. وليس هناك رأي حر، والقضاء مسيس ومسيطر عليه ويمكن من خلاله توجيه الاتهامات الباطلة بحق الناشطين.
الوضع هناك سيء جدا، والناشطون يعملون في ظروف سيئة جدا. الصحافة كلها مملوكة للدولة، وليس أمام الناشطين سوى وسائل التواصل الاجتماعي وحتى هنا يوجد تضييق كبير وملاحقات.
قد تكون معاملة المجرمين أفضل من معاملة المدافعين عن حقوق الإنسان. وأن تكون مدافعا عن حقوق الإنسان في السعودية فهذا يعني أن تستعد للسجن والتعذيب والمطاردة، وهاهم يخضعون للسجن والمحاكمات التعسفية ويمنعون من السفر. وهناك تضييق شديد بحق ( الجميع ) وحتى النساء منهن ، والحقوق منتهكة، وهناك قضايا كثيرة أثيرت بحق النساء الناشطات وآخرها قضية إيمان القحطاني.
هل سيبقى الوضع في السعودية على ما هو عليه في مجال حقوق الإنسان؟
الحقيقة أن المجتمع الدولي لا يتحمل مسؤولياته تجاه الوضع في السعودية، ويغض النظر عما يجري هناك. والأمم المتحدة تعمل بشكل بطيء، وهذا ما يجعل العمل في هذا المجال تكتنفه صعوبات كثيرة، والمسألة قد تأخذ وقتا طويلا جدا، قبل أن نرى تحسنا في أوضاع حقوق الإنسان في السعودية.
خالد إبراهيم: مدير مركز الخليج لحقوق الإنسان ومقره بيروت، عمل لأكثر من عشر سنوات في منظمة Frontline Defendersالدولية، وهي المؤسسة الدولية لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان.