مشاهدة المسلسل الرمضاني أم متابعة مباريات يورو؟
٨ يونيو ٢٠١٦في حوالي الساعة السابعة مساءً يرج صوت آذان المغرب جميع أركان البلاد لإعلان حلول موعد إفطار رمضان، وهو الموعد الذي اعتبرته القنوات الفضائية الأفضل لعرض أفضل مسلسلاتها، وضمان أعلى نسب في عدد المشاهدين، كما في السنوات الماضية. الوضع يختلف هذا العام، ففي تمام الساعة السادسة (ابتداء من 11 يونيو/حزيران) سيتم يوميًا عرض مباراة من مباريات بطولة يورو 2016. ويعني ذلك أن الشوط الثاني من كل مباراة سيتزامن تمامًا مع موعد الإفطار، وهو أفضل أوقات عرض المسلسلات. وسيضع ذلك المشاهد أمام خيارين: إما متابعة اليورو أو متابعة المسلسلات.
"المسلسلات الشبابية ستتأثر باليورو"
وعن ذلك يقول علوي أبوالعلا، وهو صحفي متخصص في أخبار الفن بجريدة "المصري اليوم"، لـDW عربية: "أولًا علينا أن نلفت النظر إلى أن المسلسلات تنقسم إلى مسلسلات عائلية - وهي غالبًا لن تتأثر باليورو نهائيًا لأن جمهورها عادة ليس من ربات البيوت وكبار السن والأطفال – كما إن هناك مسلسلات شبابية وهي المسلسلات التي من المتوقع أن تتأثر بشكل كبير بسبب تزامن بثها مع مباريات اليورو".
واعتبر أبوالعلا أن المشاهد إذا لزمه الإختيار بين مسلسل ومباراة فغالبًا ما يختار المباراة، خصوصًا وأن المسلسلات يمكن مشاهدتها في أوقات لاحقة على الإنترنت. واستدرك أن القنوات قد تتأثر بشكل كبير، وهو ما سيتضح من خلال سوق الإعلانات، بعد مرور الأسبوع الأول من اليورو، حسب رأيه.
ويرى الصحفي الفني أن مسلسلات مثل «القيصر» و«الطبال» و«جراند أوتيل» ستتأثر بتزامن اليورو مع عرضها، وقد يتم إبعادها من تصنيفات المشاهدة هذا العام بسبب اليورو.
وقت الإفطار الذي كان يعتبر الوقت الأمثل في المنافسة لعرض مسلسلات القنوات الفضائية أصبح نقمة بالنسبة للقنوات هذا العام بسبب تزامنه مع أوقات مباريات البطولة الأوروبية. ويضيف أبوالعلا: "في أحد الأعوام كانت هناك مباريات في دوري أبطال إفريقيا، وكنت تجد الناس متجمعة على المقاهي لمشاهدة المباريات. كان أغلب الناس يتفرجون، لأن أغلبية المصريين شباب، وإذا كنت تعتقد أن هناك ناس سيشاهدون المسلسلات هذا العام، فسيكون عددهم قليل جدًا».
مشاهدة اليورو أولا، ثم مشاهدة المسلسلات في الإنترنت
ويضيف أبوالعلا قائلا: "المنتجون قالوا ممكن نتعرض لخسائر، لكني أعتقد أن كل اللي باع باع، لكن من سيتعرض أكثر للخسائر هي القنوات الفضائية. ولن تتعرض قنوات الـYouTube للخسائر. وما تفعله القنوات الفضائية الآن هو طرح الحلقة على الإنترنت بمجرد بداية عرض المسلسل على التلفزيون".
من جانبه يرى عمرو عتريس، رئيس قسم الرياضة ببوابة المصري اليوم الإلكترونية، أن المنافسة بين اليورو والمسلسلات لن تكون كبيرة نظرًا لاختلاف جمهور مسلسلات رمضان عن جمهور اليورو، موضحًا أن "جمهور اليورو يكون من فئات الشباب والأعمار الأقل سنًا. أما جمهور رمضان فيشمل بشكل كبير ربات البيوت والرجال كبار السن»، لكنه في الوقت نفسه يرى أن فئات الشباب في أعمار بين 12- 35 سنة، قد يتجاهلون المسلسلات أو يتجهوا لمشاهدتها عبر الإنترنت في وقت لاحق ويضيف: "حاليًا معظم القنوات الفضائية تستخدم الـYouTube، لذا فهناك فرصة لمشاهدة المسلسلات بشكل ما، وهناك بالطبع رغبة لمشاهدت المباريات على الهواء مباشرة، لذا سيكون للمباريات أولوية في المشاهدة".
وأشار «عتريس» إلى عامل آخر قد يؤثر على نسب مشاهدة المسلسلات واليورو سواء، وهو تزامن امتحانات الثانوية العامة مع كلا الفعاليات. كما يرى أن تشفير قنوات اليورو سيدفع بالعديد للنزول ومشاهدة المباريات في وقت الإفطار ويلاحظ "وبعد الافطار معظم الشباب المصري يبقى في المقاهي حتى السحور وهو ما سيتيح له مشاهدة مبارتين في اليوم على الأقل"
الخيار المفروض
واختتم المتحدث موضحًا أن الجمهور المحب لمشاهدة المسلسلات وكرة القدم سينحاز في الأخير لكرة القدم وسيشاهد مباريات اليورو، وقد يؤجل مشاهدة مسلسلات نجومه المفضلة بعد نهاية رمضان.
وقد استطلعت DW عربية آراء بعض المصريين عن خيارهم في رمضان بين المسلسلات واليورو، حيث اتضح بشكل كبير توجه الشباب لمشاهدة مباريات اليورو. ويقول شريف صلاح، (26 عاما)"سأشاهد اليورو بالطبع فهو حدث لا يتكرر كل عام، وسأشاهد مسلسل أو اثنين على الإنترنت إذا كان لي وقتً لذلك"، كما قرر حازم السيد، 21 عاما، أن يدفع اشتراك اليورو بدوره وهو الحدث الأكثر أهمية في وجهة نظره هذا العام ولا يمكن تفويته كمشجع كرة قدم، موضحًا أن "المسلسلات تبقى طازجة طالما لم يشاهدها، أما المباريات فتضيع حلاوتها بمجرد معرفة نتيجتها".
أما سلمى عادل، 30، فعبرت عن رغبتها في متابعة عدة مسلسلات خلال رمضان، موضحة أنها قد تكون مجبرة لمتابعة بعض مباريات اليورو أثناء الإفطار بسببب زوجها إلا أنها ستعوض الحلقات الضائعة لاحقًا في أوقات العرض الأخرى أو على الإنترنت.