ما من خصم تحدى بايرن هذا الموسم مثل مونشنغلادباخ!
٢٨ أكتوبر ٢٠١٤كانت السبعينيات العصر الذهبي لمونشنغلادباخ بقيادة المدرب هينيس فايسفيلار حينذاك، وكان التنافس على بطولة الدوري الألماني في ذلك الوقت منحصرا بين مونشنغلادباخ وبايرن ميونخ فقط. والآن وفي عام 2014 -ولأول مرة منذ عقود بعد صعود وهبوط- ها هو مونشنغلادباخ يعتلي مجددا قائمة الترتيب العام لدوري الأضواء الألماني ويحتل المركز الثاني في الدوري منافسا حامل اللقب والمتصدر بايرن ميونخ.
لقد تمكن بروسيا مونشنغلادباخ من إيقاف انتصارات الفريق البافاري بعد أن انتزع منه تعادلا سلبيا مهما في ختام مباريات المرحلة التاسعة من الدوري الألماني، الأحد (26 أكتوبر/ تشرين الأول 2014). ولم يستفد بايرن من الدفعة المعنوية الهائلة التي نالها بعد فوزه الكاسح بنتيجة (7 - 1) على روما الإيطالي -في عقر دار هذا الأخير- في دوري أبطال أوروبا قبل أسبوع من مباراة الأحد، التي سقط فيها النادي البافاري في فخ التعادل السلبي أمام مضيفه مونشنغلادباخ في الدوري المحلي. فهل أصبح مونشنغلادباخ يشكل تهديدا خطيرا للنادي الأسطورة بايرن ميونيخ، بعد أن أصبح الصراع بينهما مفتوحا؟ وأين تكمن نقاط التحدي بينهما؟
تنافس يذكر بحقبة السبعينات الذهبية
غدا مونشنغلادباخ وبايرن في تنافس دائم، وهو ما يذكر بحقبة السبعينات الذهبية. الأداء المتسم بالكر والفر هو ما خيم على مباراة الأحد التي جمعت بين الفريقين الخصمين، وبالتحديد في شوطها الثاني. صحيح أن بايرن ميونخ يتمتع بأفضل دفاع في الدوري الألماني -يتجلى ذلك بتصريح لوسيان فافر مدرب غلادباخ حين وصف أداء بايرن في أداء مباراة الأحد قائلا: "في الشوط الأول صعبت علينا السيطرة على بايرن ميونخ، لقد قدم لاعبوه أداءا جيدا"- غير أن مونشنغلادباخ يمتلك في المقابل ثاني أفضل دفاع في الدوري.
يرى الخبراء أن تألق غلادباخ لم يأتِ صدفة، ويعزون صعوده إلى عدة عوامل يأتي على رأسها خطط مدرب الفريق لوسيان فافر السويسري -الذي لم يهزم إلى هذا الحين في هذا الموسم- وإلى سياسة الانتقالات المتوازنة التي يتبعها، فضلا عن المواهب الرياضية التي يتمتع بها فريق مونشنغلادباخ. وتتميز خطة لوسيان فافر -مدرب غلادباخ- بالهجمات المرتدة المنطلقة من مرمى فريقه إلى منطقة جزاء الخصم. ففي مباراة الأحد ترك غلادباخ لاعبي بايرن يتقدمون متربصين بالهجمات المرتدة في حين ركز بايرن على أسلوبه المعتاد في السيطرة على الكرة، ولم يتأثر أداء مونشنغلادباخ رغم تسديدة خطرة من النمساوي ألابا لاعب ميونخ ذي الأصول النيجيرية-الفلبينية.
غلادباخ في مواجهة أفضل حارس مرمى في العالم
تقنية الهجمات المرتدة السريعة هي ما يتميز به فريق مونشنغلادباخ. وتجلى هذا في المباراة ذاتها التي جمعت أفضل فريقين في الدوري، بتمريرة ما كس كروزيه -لاعب مونشنغلادباخ- إلى زميله أندريه هان التي هددت الشباك البافارية. صحيح أن حارس الفريق البافاري مانويل نوير -أفضل حارس مرمى في العالم لعام 2014- كان لهذه التسديدة بالمرصاد ولكن كان عليه في المقابل صد الكثير من ضربات مونشنغلادباخ التي هددت شباكه. وقد عبر مانويل نوير -حارس ميونيخ وحارس المنتخب الألماني لكأس العالم بالبرازيل 2014- عن الضغط الذي واجهه في مباراة الأحد بالقول: "إجمالا لا يحدث ضغط على مرماي بهذه الكثافة، أحيانا تكون هناك كرة أو كرتان خطيرتان يكون علي التصدي لهما، ولكن في هذه المباراة كان علي فعل الكثير".
كرات خطيرة لمونشنغلادباخ اضطر أمامها الفريق البافاري إلى بذل أكبر جهد ممكن لتفادي اهتزاز شباكه، وجعلت الإسباني جوسيب غوارديولا -مدرب ميونيخ- يبدو متوترا. بالطبع توفرت فرص لبايرن ميونيخ الذي سيطر على مجريات مباراة لأحد، ولكن ما من خصم تحدى بايرن في هذا الموسم مثل فريق لوسيان فافر -مدرب غلادباخ- الذي يرى بفخر أن تبادل الأدوار بين لاعبيه أحد أسرار تألقهم، حيث يقول: "هذه المباراة كانت مهمة جدا، إنني فخور جدا بلاعبي فريقي، لقد كان أداؤنا جيدا". وأفلت الفريق البافاري -المتصدر وحامل اللقب- من الخسارة الأولى له هذا الموسم أمام بوروسيا مونشنغلادباخ، الذي كان الأفضل في الهجمات المرتدة وكاد يهز شباك خصمه في أكثر من مناسبة وغدا بإمكانه أن يحلم مجددا بعصر السبعينيات الذهبي.