ما هي فرص اللاجئين للدراسة في ألمانيا؟
٢ يونيو ٢٠١٦جاؤوا من دول مختلفة واختلفت أسباب هجرتهم: 30 لاجئاً يدرسون في كلية تمهيدية تابعة لجامعة برلين الحرة ويحضرون دورات اللغة الألمانية ثلاث مرات أسبوعيا على أمل الحصول على مكان للدراسة في الجامعة. وهناك حوالي 70 طالبا يستفيدون من مبادرة جامعة برلين الحرة وغالبيتهم من اللاجئين السوريين وأعمارهم أقل من 25 سنة.
عبد الحميد قوقا هو أحد هؤلاء، جاء إلى ألمانيا قبل ثمانية شهور ووصل برلين بعد ثلاثة شهور من فراره من مدينة حلب. "تسجلت للدراسة في شهر تشرين الأول، لكن لا يمكن البدء بالدراسة بدون هذه الوثائق"، يقول الشاب الذي يرغب في دراسة الماجستير في شعبة تكنولوجيا المعلومات أو البرمجة. عبد الحميد فر من حلب بدون وثائق تثبت أنه خريج جامعي، لذا عليه التقدم لامتحانات خاصة بالطلبة الأجانب. ويغضبه أيضا أنه رغم تعلمه اللغة الألمانية فإنه لم يجد مكاناً في إحدى دورات الاندماج حتى الآن. السبب في ذلك هو أن لغته الألمانية جيدة، لذا يتم تفضيل آخرين عليه ممن لازالت لغتهم ضعيفة.
لكن بدون حصوله على شهادة تثبت مشاركته في دورة اندماج، فلا يمكن قبوله في الجامعة ولا يمكنه العمل أيضا. لذا فهو يعمل كمتطوع مع الصليب الأحمر "أريد أن أعمل وبسرعة"، يقول عبد الحميد.
آلاف التخصصات بجامعات ألمانيا
تقدم جامعة برلين الحرة هذه الدورات منذ أكتوبر الماضي، وحاليا هناك أربع دورات في نفس الوقت. وهناك 180 جامعة في كل ألمانيا تقدم برامج شبيهة، ويحظى البرنامج بدعم من وزارة التربية حتى عام 2019 قدره 100 مليون يورو. ومن المقرر أن تنفق الحكومة 27 مليون يورو هذه السنة لدورات يشارك فيها 2400 لاجئ. وتقول وزيرة التربية يوهانا فانكا: "من لديه الكفاءة المناسبة، يمكنه الدراسة في جامعاتنا".
تشير التقديرات إلى أن حوالي 50 ألف لاجئ يرغبون في الالتحاق بالجامعات الألمانية، وبما أن الجامعات الألمانية تقدم 17 ألف تخصص للدراسة، فقد تقرر توسيع الإرشاد وتقديم المعلومات للطلبة كي يختاروا التخصص الأنسب لهم. وهو أمر رحبت به رئيسة الهيئة الألمانية للتبادل العلمي "DAAD" مارغريت فنترمانتل، التي ترى أن الطلاب الألمان أيضايجدون صعوبة في اختيار التخصص المناسب لهم.
"تعملت الألمانية كثيرا واشتغلت قليلا"
لذا تقدم جامعة برلين الحرة استشارات ونصائح للطلبة من بين اللاجئين باللغات الألمانية والإنجليزية والعربية والفارسية. معظم الاجئين يرغبون في دراسة تخصصات علمية مثل برمجة الحاسوب وهندسة الكهرباء والميكانيكا أو الطب والرياضيات والصيدلة.
عبد الحميد قوقا اقترب من حلمه بكسب بعض المال وتم قبوله كمتدرب في شركة سيمنس ببرلين. "لقد استعدت الثقة بنفسي، لأنني أعرف الآن كيف تسير الأمور". وهو يرى أن برامج الاندماج يجب أن تكون عملية ويقول "لماذا يتعين عليّ الالتحاق بدورات اندماج اذا كنت قادرا على جمع خبراتي بشكل عملي؟". وهو سعيد أيضا بأنه أصبح قادراً على إعالة نفسه من عمله، ويقول: "هذا جيد أيضا لدافعي الضرائب الألمان".