ماكرون يحث الأوروبيين على التخلي عن "السذاجة" تجاه واشنطن
٢٨ سبتمبر ٢٠٢١أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء (29 سبتمبر/ أيلول 2021) من قصر الإليزيه، بحضور نظيره اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس عن توقيع اتفاقية بين البلدين تشتري بموجبها أثينا ثلاث فرقاطات من فرنسا، وذلك في إطار "شراكة استراتيجية" أكثر عمقا بين البلدين للدفاع عن مصالحهما المشتركة في البحر المتوسط، وفق ما أعرب عنه الجانبان.
وفي مستهل حديثه أكد الرئيس اليوناني إتمام الصفقة مع إتاحة الخيار أمام بلاده لشراء رابعة، مضيفا أن اليونان تجري حاليا محادثات مع فرنسا لتعزيز تحالفهما الدفاعي في الوقت الذي تسعى فيه أثينا الرفع من قدراتها الحربية.
ويتمّ الإعلان عن هذه الصفقة في وقت تمر فيه العلاقات الفرنسية الأمريكية من أزمة دبلوماسية حادة إثر الإعلان في الـ 15 من الشهر الجاري عن شراكة استراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ما أدى إلى فسخ عقد ضخم لبيع كانبيرا غواصات فرنسية.
"يجب أن نتخلى عن السذاجة"
ولم يفوت إيمانويل ماكرون الفرصة للتطرق إلى العلاقات عبر الأطلسي، مشدداً على أن الاتفاق الجديد مع حكومة أثينا هي "خطوة أولى جريئة نحو استقلالية استراتيجية أوروبية".
وحثّ ماكرون الأوروبيين على "التخلي عن السذاجة" و"استخلاص العبر" من الخيارات الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة التي تتركز على خصومتها مع الصين.
وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده برفقة ميتسوتاكيس، إنه "حين نكون تحت تأثير ضغوط قوى كبرى تشتد أحيانا، فإن إبداء ردّ فعل أو الإثبات بأن لدينا نحن أيضا القوة والقدرة على الدفاع عن أنفسنا لا يعني الانقياد إلى التصعيد، بل هو ببساطة فرض احترامنا". وتابع إن "الولايات المتحدة الأمريكية صديق تاريخي كبير وحليف قيّم، لكن لا بد لنا من الإقرار بأنه منذ أكثر عشر سنوات، تركزالولايات المتحدة جهودها بالمقام الأول على نفسها، ولها مصالح استراتيجية تعيد توجيهها إلى الصين والمحيط الهادئ".
واستدرك ماكرون قائلا إنّ "هذا من حقهم، إنها سيادتهم الخاصة. لكننا سنكون هنا ساذجين أو سنرتكب خطأ فادحا إذا رفضنا استخلاص كل العبر لأنفسنا".
ودعا ماكرون الأوروبيين إلى التحلي بذات الروح البراغماتية الأمريكية قائلا إنه "علينا كأوروبيين تحمل قسطنا من المسؤولية في تأمين حمايتنا الخاصة. هذا ليس بديلا عن التحالف مع الولايات المتحدة، ليس استعاضة عنه، بل هو تحمل مسؤولية هذه الركيزة الأوروبية في إطار الحلف الأطلسي".
و.ب/ع.ج.م (رويترز، أ ف ب)