متظاهرون يحتلون القنصلية اليونانية ببرلين احتجاجاً على مقتل شاب برصاص الشرطة

ألقى مئات من الطلاب قنابل حارقة على الشرطة في مدينة سالانيك بشمال اليونان اليوم الاثنين (8 ديسمبر/كانون الأول) في اليوم الثالث على التوالي من أعمال شغب أعقبت مقتل فتي برصاص الشرطة وأججها تفاقم المشكلات الاقتصادية.

وأصيب عشرات الأشخاص ودمرت عشرات المتاجر في أثينا ومدينة سالانيك خلال أسوأ أعمال شغب تقع في اليونان منذ عقود، مما زاد من الضغوط على الحكومة التي تعاني بالفعل تراجعا في استطلاعات الرأي.

مقتل الشاب يؤجج غضب الكثيرين

ويخشى الكثير من اليونانيين تواصل الإضرابات، حيث من المقرر تنظيم إضراب عام يستمر 24 ساعة يوم الأربعاء المقبل احتجاجاً على نظام لإصلاح المعاشات والسياسات الاقتصادية للحكومة.

وأجج مقتل الفتى غضب الشبان المستائين بالفعل من الفجوة الواسعة بين الأغنياء والفقراء. ومن المألوف وقوع عنف في التجمعات الطلابية وشن هجمات بالقنابل الحارقة من قبل جماعات توصف بـ"الفوضوية"، لاسيما في حي اكسارتشي المضطربة التي قتل فيها الفتى في أثينا.

وتم توجيه اتهامات لضابطي الشرطة فيما يتعلق بإطلاق النار على الفتى، حيث اتهم أحدهما بالقتل والثاني بالتعاون معه. وقال بيان للشرطة إن ضابطا أطلق ثلاثة أعيرة نارية بعد أن هوجمت سيارتهما من قبل 30 شابا في حي اكسارتشي. وقال مسؤول بالشرطة إن الضابط وصف الطلقات بأنها كانت تحذيرية لكن شهود عيان قالوا للتلفزيون اليوناني بانه صوب سلاحه مباشرة نحو الفتى الكساندروس جريجوروبولوس. ولا يزال الغموض يكتنف ملابسات الحادث، حيث تضاربت الأنباء التي ذكرتها وسائل الإعلام حول عمره، إذ أشارت إلى أنه يتراوح مابين 15 و16 عاما.

الاحتجاجات تصل إلى برلين

وفي غضون ذلك احتل متظاهرون غاضبون مقر القنصلية اليونانية بالعاصمة الألمانية برلين صباح اليوم الاثنين احتجاجا على مقتل الشاب اليوناني. وقال المتحدث باسم السفارة اليونانية بانتيليس بانتيلوريس في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن نحو 15 شخصاً اقتحموا قسم الاستقبال في المبنى. وقالت إحدى المتظاهرات إن هذه العملية تهدف للاحتجاج على الحكومة اليونانية التي تتحمل مسئولية مقتل الشاب. وقالت مصادر بالشرطة إن هناك محادثات في الوقت الحالي مع المتظاهرين لإنهاء الموقف.

وأسفرت أعمال الشغب التي بدأت أمس الأول السبت في اليونان عن إصابة 40 شخصا على الأقل. وتحولت العاصمة اليونانية أثينا ومدينة سالونيكا الساحلية الشمالية إلى ما يشبه ساحات حرب، حيث قام من يوصفون بـ "مثيري الشغب" بأعمال تخريبية وأشعلوا النيران في سيارات وبنوك وحواجز ومبان حكومية ومنازل خاصة ومحال تجارية وبنوك ومبان سكنية. وبدأت أعمال الشغب بعد وقت قصير من حادث إطلاق النار على الشاب في منطقة كسارتشيا وسط المدينة.