"محادثة بناءة" بين كلينتون ولافروف حول سوريا وارتفاع عدد قتلى الجمعة
٣ فبراير ٢٠١٢أعلنت الخارجية الأميركية أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف اجريا اليوم الجمعة (الثالث من شباط/ فبراير 2012) "محادثة بناءة" حول سوريا، وتوافقا على مواصلة العمل على مشروع قرار في مجلس الأمن. وقال المتحدث باسم الخارجية مارك تونر في مؤتمر صحافي إن الوزيرين "توافقا على أن يواصل فريقاهما في نيويورك العمل على مشروع قرار". وأضاف تونر أن فريقي البلدين "يبذلان جهدا كبيرا للتوصل إلى رد موحد لمجلس الأمن" على العنف في سوريا، معتبرا أن مجرد استمرار المفاوضات هو أمر "مشجع".
وتحاول كلينتون منذ أيام عدة التواصل مع نظيرها الروسي الذي يزور استراليا. وقد تحادث الوزيران فيما كانت كلينتون متجهة إلى ألمانيا. وأعلنت روسيا الجمعة انها ترفض دعم مشروع القرار الجديد في مجلس الأمن الذي يدين القمع في سوريا "في صيغته الحالية". ولا تدعو الصيغة الحالية صراحة الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي كما لا تتطرق إلى فرض حظر على بيع الأسلحة لسوريا أو فرض عقوبات أخرى، إلا أنها "تؤيد تماما" خطة الجامعة العربية لتسهيل الانتقال الديمقراطي في سوريا التي تتضمن فقرة تنص على أن يسلم الرئيس السوري صلاحياته لنائبه.
معارضون يقتحمون السفارة السورية في برلين
يأتي هذا في وقت اقتحمت فيه مجموعة من المعارضين السوريين في ألمانيا مبنى السفارة السورية في برلين. وحسب الشرطة الألمانية فإن حوالي ثلاثين شخصا دخلوا مبنى السفارة وعبثوا بصور الرئيس السوري بشار الأسد. كما كتبوا شعارات باللغتين العربية والإنكليزية في أرضية السفارة تندد بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وتدعوا إلى إسقاطه. كما هتف المقتحمون للحركة الاحتجاجية التي أطلقوا عليها بـ"الثورة والحرية". وبعد حوالي عشرين دقيقة غادروا مبنى السفارة.
ارتفاع عدد القتلى وحلب في قلب الاحتجاجات
ميدانيا، ارتفع عدد قتلى جمعة "عذرا حماة" ليصل إلى أربعين شخصا، حسب الهيئة العامة للثورة السورية، أحدى قوى المعارضة التي تنظم التظاهرات والاحتجاجات، لكن لم يتم التأكد من صحة هذه المعلومات من مصادر مستقلة حتى ساعة إعداد هذا الخبر. من جانبه تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 17 شخصا، بينهم تسعة جنود في الجيش النظامي السوري، في مناطق متفرقة من سوريا. وقتل ثمانية منهم في اشتباكات مع مجموعة منشقة في بلدتي كفر شمس ونوى في محافظة درعا (جنوب)، بحسب المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له. وكان جندي قتل فجرا وجرح خمسة آخرون في اشتباكات بين الجيش النظامي السوري ومجموعة منشقة في مدينة جاسم في درعا.
وكان المرصد قد أصدر سلسلة بيانات أفادت عن سقوط قتلى في إطلاق نار وأعمال عنف مختلفة. فقد قتل شاب اثر إصابته بإطلاق رصاص خلال اقتحام قوات الأمن السورية اليوم لقرية بسامس في محافظة إدلب. وفي المحافظة نفسها قتل طفلان في انفجار عبوة ناسفة في بلدة كفرتخاريم. وقتل شخصان في إطلاق نار من قوات الأمن في مدينة داريا في ريف دمشق، حيث قتل أيضا مواطنان اثر إطلاق الرصاص عليهما في مزارع بلدة رنكوس بعد منتصف ليل الخميس الجمعة.
كما شهدت محافظة حلب، ثاني أكبر مدينة سورية، سقوط قتلى لها خلال حملات الجيش السوري على المنشقين، وكانت حلب شهدت في الماضي العديد من المسيرات المؤيدة للرئيس بشار الأسد. حلب شهدت انشقاق مجموعة من الجنود للمرة الأولى منذ انطلاق حركة الاحتجاجات في منتص شهر آذار/ مارس الماضي. كما شهدت عدة مظاهرات هي وريفها وخصوصا مدينة عفرين ذات الأغلبية الكردية.
في غضون ذلك انطلقت في عدد من المدن السورية مظاهرات جمعة "عذرا حماة، سامحينا" لإحياء ذكرى مجزرة حماة عام 1982 في عهد الرئيس حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي. وخرج المتظاهرون بعد صلاة الجمعة في عدد من أحياء دمشق وحلب والقامشلي (شمال) وحمص (وسط) وادلب (شمال غرب) وريف دمشق وريف حماة ودير الزور (شرق)، وفق لجان التنسيق المحلية.
هيومن رايتس ووتش تتهم نظام الأسد بتعذيب الأطفال
من جهتها، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الإنسان إن أطفالا بالكاد يبلغون من العمر 13 عاما تعرضوا للتعذيب على أيدي الجيش وقوات الأمن في سوريا خلال حملة القمع المستمرة التي يقوم بها النظام ضد المطالبين بسقوطه. وقالت المنظمة غير الحكومية إن "قوات الجيش وضباط الأمن لم يترددوا العام الماضي في توقيف أطفال وتعذيبهم"، موضحة أنها "أحصت 12 حالة على الأقل اعتقل فيها أطفال في ظروف غير إنسانية وعذبوا أو قتلوا بالرصاص في بيوتهم أو في الشوارع". واتهمت المنظمة النظام السوري بأنه "حول مدارس إلى مراكز اعتقال وقواعد عسكرية ونشر قناصة على هذه المباني التي أوقف فيها أطفال". ونقل التقرير عن عائلة فتى في الثالثة عشرة في اللاذقية أن ابنها اعتقل لمدة تسعة أيام بعد أن اتهم بإحراق صور لبشار الأسد وبالتحريض على التظاهر ضد النظام وبتدمير آليات للقوى الأمنية.
ونقل تقرير المنظمة عن العائلة قولها إن عناصر الأمن "أحرقوا عنق الصبي ويديه بالسجائر وصبوا ماء غالية على جسمه". وروى فتى آخر في الثالثة عشرة لهيومان رايتس ووتش أنه تعرض للتعذيب لمدة ثلاثة أيام على أيدي عناصر أمن في مركز عسكري، مشيرا إلى أنه فقد وعيه بعد أن تعرض لصدمة كهربائية في معدته. وقال "عندما استجوبوني للمرة الثانية، استخدموا أيضا الكهرباء. في المرة الثالثة، اقتلعوا أظافر رجلي". ودعا تقرير المنظمة "مجلس الأمن الدولي إلى مطالبة دمشق فورا وقف هذه الانتهاكات والتعاون مع لجنة التحقيق التي شكلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة". وأضافت المنظمة أن "على الحكومة السورية سحب قواتها من المدارس والمستشفيات".
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب)
مراجعة: أحمد حسو