مدونون حديديون يعيدون الحياة لعالم التدوين في ألمانيا
٧ يوليو ٢٠١٣يريدون العودة بقوة إلى عالم التدوين ويسعون إلى المزيد من التواصل فيما بينهم، وجميعهم يعشق شرب البيرة. كما أنهم ينظمون أنفسهم في مجموعات ويطلقون على أنفسهم اسم "المدونون الحديديون" Ironblogger. كل مدون حديدي ملزم بأن يكتب على الأقل مرة واحدة في الأسبوع، وإلا فعليه أن يدفع خمسة يوروهات للصندوق، الذي تخصص وارداته لشراء البيرة التي تقدم في الاجتماع التالي للفريق.
ويعود أصل هذا المشروع إلى أواخر عام 2011 في بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية. فهناك انبثقت هذه الفكرة، التي يقف وراءها المدون بنيامين ماكو هيل، الذي حاول بهذه الطريقة التواصل مع بقية العالم. وفي هذا الصدد يقول هيل:"ليس هناك حافز أفضل من ضغط المجموعة".
وفي برلين اكتشفت المدونتان نيكول إيبر وميشيل تورنه هذه الحركة، وبعد ذلك بوقت قصير قامتا بتأسيس أول مجموعة تدوين حديدية Ironbloggerفي ألمانيا. وهدف نيكول إيبر الأساسي من ذلك هو "التغلب على حواجز الكتابة"، كما تصفها في مدونتها "antischokke.de" . وبالإضافة إلى ذلك تقدر أيضا قيمة التعاون و"التأثير الإيجابي لإعادة إحياء المدونات وفرض السيطرة من جديد على عالم الإنترنت."
الكتابة والشرب والتواصل
لقيت الفكرة إقبالا كبيرا من المدونين في العاصمة الألمانية برلين. ففي مؤتمر التدوين Republicaالذي عقد في مايو / أيار 2013 تحدتث نيكول عن نشر أكثر من 3500 نصاً لمدونين في برلين خلال سنة ونصف، بالإضافة إلى تدفق 1500 يورو على صندوق شراء البيرة كـ "عقاب" للمدونين الكسولين. ويشارك في الوقت الحالي في هذه الشبكة 61 مدوناً من برلين.
وكان مؤتمر Republicaفرصة أيضا لتوسيع نطاق هذه الفكرة التي لقيت إعجابا كبيرا، حيث أبدى المدونون في مدينة كولونيا وكارلسروه نيتهم في تأسيس شبكات مماثلة. وهو ما تحقق بالفعل، حيث وصل عدد شبكات التدوين الحديدية Ironblogger-Clubsفي الشهرين الماضيين إلى اثني عشر في المانيا. ويتناول المدونون في كتاباتهم مواضيع متنوعة في شتى المجالات، من بينها التكنولوجيا والإنترنت والمدونات والسياسة والغذاءوالحيوانات وغيرها من المواضيع.
وتشدد نيكول على أن "النازيين والبلهاء الآخرين لا يحق لهم المشاركة بطبيعة الحال". وبالإضافة إلى ذلك فإن المدونات تلقى اهتماما من بعض المسوقين، الذين يرون في هذا المشروع كنزا للاستثمار في مجال الاعلان. ولكن جواب نيكول ايبر في هذا الصدد واضح جدا: "هدف هذا المشروع ليس الربح المادي، بل الكتابة وإعادة الحياة للمدونات التي تحتضر"
ويبدو أن الإقبال على هذه المجموعات الجديدة في تزايد مستمر، فمنذ شهر يونيو تشارك مدينة كولونيا بأكثر من 30 عضوا ومن بينهم شتيفان إيفيرتس، المسؤول عن هذه المبادرة في كولونيا. وهو يعمل بمساعدة الأعضاء الآخرين على نشر الموقع و كتابة الملخصات الأسبوعية وتسجيل الوافدين الجدد. وفي هذا السياق يقول شتيفان:"في الأساس، نرحب هنا بالجميع ولكن عندما يكون هناك مرشح مشكوك في أمره، فعندها نناقش ذلك داخل المجموعة."
و الجدير بالذكر أيضا هو أن نفس القواعد تطبق في جميع المدن. ومن بين القواعد الأساسية للمدونين الحديديين: "وجوب المشاركة في الاجتماعات التي تعقد في المدن الأخرى، وذلك بغض النظر عمن يتحمل تكاليف البيرة". ويعبر شتيفان عن إعجابه بفكرة تعزيز التعاون بين المجموعات، ويشير إلى تأسيس شبكة جديدة مع مدينة بون المجاورة، التي تضم ستة وثلاثين مدوناً حديدياً Ironblogger. ومن بينهم كارين كروبك، التي تكتب حول الطعام والقصص المثيرة وبعض التجارب المؤلمة في غرف انتظار الطبيب. وقد بدأت بالتدوين في عام 1996 في الوقت الذي كان لا يزال الإنترنت غريبا بالنسبة للكثير من لناس. وتحمل مدونتها الجديدة، التي أنشأتها عام 2011 عنوان "كاري والثقافة". وتقول إن التدوين مهم جدا بالنسبة لها، مضيفة أن ميزته الأساسية هي أن المحتوى الذي تكتبه على الصفحة يبقى ملكا خاصا بك." وذلك على عكس شبكات التواصل الاجتماعي.
المدونات بديل لشبكات التوصل الاجتماعي
دعا المدون الألماني المشهور ساشا لوبو في السنة الماضية الناشطين على شبكة الإنترنت إلى المزيد من التدوين وعدم إهداء المحتوى المكتوب إلى الشركات العملاقة مثل فيسبوك و تامبلر. وتشاطر كارين بدورها هذا الرأي، حيث قامت بإغلاق حسابها على فيسبوك للتركيز أكثر على مدوناتها الخاصة.
وكانت كارين حاضرة منذ البداية في شبكة Ironbloggerفي مدينة بون، فهي "تحب الكتابة" على حد تعبيرها، وتعشق أيضا قراءة مدونات الآخرين. وقد شاركت في أول اجتماع للمدونين في مدينة بون وتؤكد في هذا الصدد على أن: "ذلك كان جيدا، خاصة وأن القاسم المشترك يبقى هو الكتابة ووصول الرسالة إلى الجمهور". وهي سعيدة بلقاء مدونين جدد من أجل تبادل الأفكار وتطويرها.
ولكن كارين تعترف بأن ضغط المجموعة كان حافزا كبيرا بالنسبة لها للكتابة: "لقد كتبت بعض النصوص، التي لم أكن لأكتبها دون مجوعة المدونين الحديديين."