مسائية DW: الخاسرون من تعاون إماراتي - تركي عبر إيران!

فتحت زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو إلى طهران باباً جديداً من التعاون بين البلدين، بعدما تصاعد التوتر على خلفية التوتر بين أذربيجان وأرمينيا (أذربيجان تتعاون مع تركيا وأرمينيا مع إيران)، والذي شمل مناورات عسكرية حدودية وتهديد، وهو ما ناقشه برنامج مسائية دي دبليو بتوسع مع ضيوفه.

واعتبر الباحث في الشؤون الإيرانية الدكتور محمد صالح صدقيان أن تركيا وإيران تحتاجان بعضهما البعض اقتصاديا، في حين فضّل الدكتور سمير صالحة أستاذ العلاقات الدولية والخبير في القانون الدولي عدم فصل السياسة عن الاقتصاد، موضّحا أن التقارب الجديد بين أنقرة وطهران مردّه سياسي جيواستراتيجي، وأن لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن دورا كبيرا فيه.

وناقش الضيفان من إسطنبول وطهران مجموعة من الملفات الخلافية بين البلدين مثل سوريا والعراق وجنوب القوقاز، بالإضافة إلى لبنان واحتمالات ملء تركيا الفراغ السعودي في بيروت  بموافقة إيرانية.

وزار جاووش أوغلو طهران الإثنين، حاملاً معه وعوداً بخارطة طريق طويلة الأمد، بعدما التقى نظيره أمير عبد اللهيان والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. وبالتزامن مع الزيارة أعلنت عدة مواقع تركية ووكالات انباء منها رويترز عن زيارة مرتقبة لولي العهد الإماراتي محمد بن زايد إلى تركيا، ثم أعلنت أيضا عن زيارة مرتقبة لمسؤول إماراتي رفيع إلى طهران، ما يؤشر على تغيّر خارطة التحالفات التي سادت خلال السنوات الماضية.

إيران، الأمارات وإسرائيل

وناقش الضيفان في برنامج مسائية دي دبليو التقاطعات بين الزيارات المذكورة وتأثيراتها على  المنطقة، خصوصا بعدما بدأت أبو ظبي مع أنقرة ممراً تجاريا يمر عبر إيران.

وحول الممر التجاري الجديد الواصل بين ميناء الشارقة الإماراتي وميناء مرسين التركي، عبر معبر بازركان في شمال غرب إيران، تباينت آراء الضيفان مع الزميلة ديمة ترحيني حول الهدف منه.

وذكّر الدكتور صالحة بأهمية ما يعرف بالقانون الدولي بـ"دبلوماسية الممرات" ودورها في تطوير العلاقات بين البلدان الثلاثة، إلا أنه أكد على ضرورة الاتفاقيات السياسية لتوسيع هذه الدبلوماسية، تحديدا مع دول الخليج.

ووفقا للأرقام فإن أبو ظبي سرّعت بالممر المذكور من عمليات الشحن البرّي والبحري، فبعدما كانت تقوم بذلك عبر قناة السويس والبحر الأحمر خلال 20 يوما، ما طرح التساؤل حول خسارة مصر من هذا التعاون الثلاثي واحتمالات تحوله إلى اصطفاف إقليمي، وهو ما أجاب عنه الدكتور صالحة في البرنامج اليومي الحواري.

وردّا على سؤال حول العلاقات الإماراتية الإسرائيلية وتأثيرها على العلاقة بين الامارات وايران، أكد الدكتور صدقيان أن العلاقات الإماراتية الإيرانية أعرق من نظيرتها الإماراتية الإسرائيلية، معتبرا أنّ العلاقات الاقتصادية بين طهران ودبي استمرت رغم الفتور السياسي والدبلوماسي بين البلدين.

ف.م