مشاورات لتشكيل حكومة جديدة في ايطاليا وبرلسكوني قد يعود لحبه القديم
١٣ نوفمبر ٢٠١١بدأ الرئيس الإيطالي اليوم الاحد(13 نوفمبر/تشرين الثاني) مشاوراته لتكليف حكومة طوارئ تحل محل رئيس الوزراء المستقيل سيلفيو برلوسكوني، وتتولى مهمة التعامل مع أزمة وضعت إيطاليا، ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، على شفا كارثة مالية. وبعد ساعات قليلة من المهرجانات التي كانت تعج بها الشوارع في وسط روما احتفالاً برحيل برلوسكوني التقى الرئيس جورجو نابوليتانو برئيسي مجلسي البرلمان. ومن المتوقع أن يطلب نابوليتانو بعد ذلك من المفوض الأوروبي السابق ماريو مونتي تشيكل حكومة تكنوقراط قبل فتح الأسواق غداً الاثنين.
وقوبل برلسكوني بموجة من الإهانات والسخرية خلال توجهه لقصر كويرينيل لتقديم استقالته للرئيس. وتجمهرت حشود من الناس بعد موافقة البرلمان على قانون ميزانية جديدة بعد ظهر السبت دفعت برلسكوني لتنفيذ تعهده بالاستقالة بعد فشله في تحقيق أغلبية في تصويت حاسم يوم الثلاثاء. وبعد أسابيع من انعدام اليقين السياسي وتنامي دعوات من شركاء دوليين حثت ايطاليا على التحرك للسيطرة على الدين العام ارتفعت تكاليف الاقتراض في الأسبوع الماضي لمستويات لا يمكن السيطرة عليها مما هدد بوقوع انهيار مالي في أنحاء أوروبا.
والتقى مونتي الذي عين عضوا بمجلس الشيوخ مدى الحياة الأسبوع الماضي بماريو دراجي رئيس البنك المركزي الأوروبي وسياسيين من عدة أحزاب أمس السبت فور انطلاق الاستعدادات لفترة انتقالية حتى قبل استقالة برلسكوني. ولم يعلن حتى الآن رسميا عن تعيين مونتي ولكنه حظي بدعم جماعات المعارضة الرئيسية وموافقة مشروطة من حزب شعب الحرية المنتمي له برلسكوني بعد التغلب على بعض الاعتراضات من بضع فصائل في الحزب.
ومع عدم إجراء انتخابات قبل 2013 يكون أمام الحكومة الجديدة نحو 18 شهرا لإقرار إصلاحات اقتصادية جذرية، غير أنها تحتاج لدعم الأغلبية في البرلمان. ويقع الآن على عاتق خليفة برلسكوني السعي لإعادة الاطمئنان للأسواق وإقرار إصلاحات داخلية.
ومن جانبه رحب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله بالبرنامج التقشفي والإصلاحي للحكومة الإيطالية. وقال فيسترفيله اليوم الأحد على هامش مؤتمر الحزب الديمقراطي الحر الشريك في الائتلاف الحاكم في فرانكفورت غربي ألمانيا إن هذا البرنامج إسهام مهم لتحقيق الاستقرار في أوروبا. في الوقت نفسه وجه فيسترفيله الشكر إلى حكومة سيلفيو برلسكوني التي أعلنت استقالتها وذلك بعد إقرار البرلمان الإيطالي بشكل نهائي لحزمة الإجراءات التقشفية والإصلاحية التي طلبها الاتحاد الأوروبي.
عودة برلسكوني إلى عشقه القديم
وقد يعود سيلفيو برلوسكوني إلى عشقه القديم بعد تقديم استقالته، أي إلى رئاسة نادي ميلان لكرة القدم، ذلك النادي الذي يعتبر نفسه "الحائز على أكثر ألقاب في العالم"، والذي واكب منذ 17 عاما صعود برلسكوني الذي يرى في شخصه "أفضل رئيس وزراء عرفته ايطاليا". وكان برلوسكوني تخلى عام 2004 عن رئاسة ميلان بعد أن اعتبرت رابطة الدوري المحلي أن هناك صراع مصالح مع دوره كمالك لثلاث قنوات تلفزيونية. وعاد برلوسكوني من 2006 إلى 2008 إلى النادي خلال فترة حكومة رومانو برودي، وأحرز اللقب عام 2007، وبات أنصار ميلان يحلمون بعد استقالته الحالية بإحراز اللقب الأوروبي عام 2012.
وخلال نحو 20 عاما كان فيها برلسكوني مالكاً لنادي ميلان، ظفر النادي 5 مرات بأهم لقب في كرة القدم على المستوى الأوروبي، وهو لقب بطل أبطال أوروبا في كرة القدم, (أعوام 1989 و1990 و1994 و2003 و2007)، أي أكثر من فوزه برئاسة الحكومة (3 مرات). وبعد تعرضه مؤخرا لصفعة كبيرة في السياسة، قد يعود برلوسكوني (75 عاما) إلى النادي الذي رفعه إلى القمة وجعل منه اسما معروفا في الخارج.
واحتضن ميلان في عهد برلوسكوني العديد من النجوم, وتوج أوروبيا عام 1994 بقيادة الثنائي "العظيم" المؤلف من الصربي ديان سافيسيفيتش والكرواتي زفونيمير بوبان, ثم مع الأوكراني اندري شيفتشنكو (2003)، وأخيرا مع البرازيلي كاكا (2007). أما نجم الفريق حاليا فهو السويدي زلاتان ابراهيموفيتش الذي يعول برلوسكوني عليه كثيرا في مشوار العودة إلى القمة.
(س ج / د ب أ، رويترز، أ ف ب)
مراجعة: منصف السليمي