معارك عنيفة للسيطرة على خطوط الإمداد وتهديد تركي برد أقوى
١٠ أكتوبر ٢٠١٢نقل مراسل لوكالة فرانس برس في محافظة إدلب، عن المكتب الإعلامي للمعارضة السورية في مدينة سرمين، أن المقاتلين المعارضين يحاولون عرقلة وصول تعزيزات عسكرية أرسلها نظام الرئيس بشار الأسد إلى مدينة معرة النعمان، التي سيطر عليها المعارضون الثلاثاء. وأوضح المصدر أن النظام أرسل التعزيزات من قاعدة مسطومة جنوب مدينة إدلب، وأن الجيش انتشر على جزء من الطريق الممتدة على خمسين كيلومترا والمؤدية إلى معرة النعمان لتأمين مرور قافلة الدبابات. وأشار إلى أن المقاتلين المعارضين يحاولون إعاقة تقدم القافلة عن طريق استخدام قاذفات الصواريخ والعبوات الناسفة.
وكان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أفاد عن اشتباكات عنيفة عند مشارف خان شيخون لإعاقة تقدم القوات النظامية، مشيرا إلى أن طائرات النظام تقصف من جهتها المنطقة لتأمين مرور التعزيزات. وكانت القوات النظامية انسحبت الثلاثاء من كل الحواجز في معرة النعمان باستثناء واحد عند أحد مداخلها، بحسب المرصد، بعد ثمان وأربعين ساعة من المعارك. إلا أن قناة الإخبارية التلفزيونية الرسمية نفت سيطرة "الإرهابيين" على المدينة. وتعتبر معرة النعمان نقطة استراتيجية، لوقوعها على الطريق العام بين مدينتي دمشق وحلب، حيث تدور معارك دامية منذ العشرين من تموز/يوليو. وتقع خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب على الطريق الدولي بين دمشق وحلب، علما أن المقاتلين المعارضين يسيطرون ايضا على سراقب. وتمر كل تعزيزات القوات النظامية نحو حلب حكما بهذه المدن الثلاث.
وقُتل في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، اليوم الأربعاء، خمسون شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينهم مراسل قناة الإخبارية السورية، الذي قتل في مدينة دير الزور برصاص "إرهابيين"، حسبما أفادت القناة. وفيما استمرت الاشتباكات وعمليات القصف الأربعاء في مناطق عدة من ريف دمشق، قال المرصد السوري في بريد الكتروني بعد الظهر انه تم العثور على "أكثر من عشر جثث مجهولة الهوية في بئر قديم لا تزال ظروف استشهادهم مجهولة حتى اللحظة".
دمشق ترفض وقف إطلاق النار من جانب واحد
سياسيا، أعلنت دمشق الأربعاء أنها طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إيفاد مبعوثين إلى الدول التي تدعم "المجموعات المسلحة" والطلب منها الالتزام بوقف تمويل وتدريب وتسليح هذه المجموعات، وتوظيف "نفوذها من أجل وقف العنف من الجانب الآخر". وسمّى الناطق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي السعودية وقطر وتركيا بين هذه الدول. وأضاف "بعد ذلك، يتم إعلام الجانب السوري بنتائج مساعي الأمين العام للأمم المتحدة ليعرض الأمر على القيادة لاتخاذ وبحث الترتيبات اللازمة". وكان مقدسي يعلق على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة الثلاثاء النظام السوري إلى تطبيق وقف أحادي لإطلاق النار.
تهديد تركي برد أقوى
في موازاة ذلك، استمر التوتر بين أنقرة ودمشق، حيث هدد قائد الجيش التركي الجنرال نجدت أوزل سوريا "برد أقوى"، إذا استمرت في إطلاق النار على الأراضي التركية. جاء ذلك أثناء قيام أوزل، قائد الجيش التركي بجولة على قرية اكجاكالي (جنوب شرق)، حيث قتل خمسة مدنيين مطلع تشرين الأول/ أكتوبر في قصف سوري ردت عليه المدفعية التركية. وقال خلال الجولة "رددنا (على إطلاق النار السوري). إذا ما استمروا فسنرد بشكل أقوى".
من جهة أخرى، نفى الأردن الأربعاء وجود قوات أميركية خاصة فوق أراضي المملكة لمساعدته على التعامل مع تدفق اللاجئين السوريين ومواجهة أي خطر متعلق بالأسلحة الكيماوية، وفق ما أكد مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة لوكالة الأنباء الأردنية.
وكان مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية قد أكد أن الولايات المتحدة نشرت حوالي 150 عسكريا في الأردن، لمساعدته على مواجهة تدفق اللاجئين السوريين والتحضير لسيناريوهات تشمل فقدان السيطرة على الأسلحة الكيميائية في سوريا. وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته أن هذه القوة تنتشر في مركز للتدريب تابع الجيش الأردني على بعد حوالي خمسين كيلومترا عن الحدود السورية. وأكد المسؤول الأميركي بذلك نبأ نشرته صحيفة نيويورك تايمز، اليوم الأربعاء.
ف. ي/ ح.ز (أ ف ب، رويترز، د ب ا)