مقتل متظاهر وجرح العشرات في احتجاجات بدرعا السورية
٢٠ مارس ٢٠١١أفاد ناشط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان أن متظاهرا قتل اليوم الأحد (20 مارس/ آذار) على أيدي قوات الأمن السورية خلال تظاهرة ضد النظام في درعا جنوب دمشق، أطلقت خلالها قوات الأمن الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيلة للدموع ضد آلاف المتظاهرين ما أسفر عن إصابة أكثر من مائة شخص بجروح، بحسب ما أفاد مصدر حقوقي في المكان لوكالة الأنباء الفرنسية. وقال هذا المصدر "إن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين الذين فاق عددهم العشرة آلاف شخص". ووفقا لتعبير المصدر تحولت درعا التي هي مسرح لتظاهرات منذ ثلاثة أيام متتالية "إلى بركان"، خلال التظاهرة التي نظمت في قلب المدينة القديمة. وأضاف أن قوات الأمن حظيت بمساعدة الشرطة المركزية وعناصر لا يرتدون الزي الموحد. ولم يرد أي تأكيد للخبر من مصادر أخرى.
وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مصادر سكان في المنطقة قولهم إن آلاف الأشخاص نظموا احتجاجا في مدينة درعا السورية اليوم الأحد، مع وصول وفد حكومي لتقديم تعازيه بعد سقوط قتلى على أيدي قوات الأمن في مظاهرات مطالبة بالحرية الأسبوع الماضي. وذكر شاهد عيان لوكالة الأنباء الألمانية ( دب أ) أن نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد (من أبناء منطقة حوران ) وضابط الاستخبارات السوري الشهير اللواء رستم غزالة رئيس فرع الأمن العسكري في ريف دمشق ورئيس فرع المنطقة في العاصمة ( أيضا من أبناء منطقة حوران ) ووزير الإدارة المحلية ثامر الحجة والعضو في القيادة القطرية للبعث الحاكم أسامة عدي قدموا واجب العزاء اليوم وان الوجهاء وخطباء المساجد نقلوا عنهم رغبة الرئيس الأسد بلقاء الأهالي للاستماع إلى مطالبهم وتهدئة الخواطر".
الإفراج عن تلاميذ معتقلين
وسعت الحكومة إلى تهدئة السخط العام بالتعهد بالإفراج عن 15 طفلا أجج القبض عليهم الاحتجاجات التي تعد أكبر تحد للنظام الحاكم منذ تفجر الانتفاضات الشعبية في أجزاء من العالم العربي هذا العام. وأوضح بيان رسمي أنه سيفرج على الفور عن الأطفال الذين كتبوا شعارات تطالب بالحرية على الجدران مستلهمين الانتفاضتين الشعبيتين في تونس ومصر. وأكد شهود عيان سوريون أن سيارات ودراجات نارية تجوب شوارع محافظة درعا جنوب دمشق وترفع شارة النصر "ابتهاجا" بإطلاق سراح عدد من المعتقلين الشباب.
ومن جهتها طالبت منظمات حقوقية سورية الأحد السلطات السورية في بيان مشترك بفتح "تحقيق فوري وشفاف" حول الأحداث التي وقعت في درعا "وتقديم المتورطين فيها والمسؤولين عنها إلى القضاء المختص". وأشار البيان إلى أن قوات الأمن السورية استخدمت "القوة المفرطة ضد المحتجين الأمر الذي أدى إلى سقوط أربعة قتلى وعشرات الجرحى من الضحايا المدنيين"في الاحتجاجات التي وقعت الأسبوع الماضي.
ألمانيا تدين "كافة أشكال العنف ضد المتظاهرين"
وكان آلاف المعزين قد دعوا أمس السبت إلى الثورة في جنازة محتجين قتلتهم قوات الأمن السورية في أكبر تحد للحكم في سورية منذ أن بدأت الانتفاضات تجتاح العالم العربي. وردت قوات الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق حشود في درعا، حيث تظاهر عشرة آلاف شخص على الأقل في جنازة اثنين من المحتجين بين أربعة على الأقل قتلوا الجمعة.
وقتل شخصان عندما فتحت قوات الأمن النار الجمعة على مدنيين يشاركون في احتجاج سلمي يطالبون بحريات سياسية ونهاية للفساد في سوريا التي تخضع لأحكام الطواريء التي فرضها حزب البعث منذ نحو نصف قرن. وقتل شخص ثالث يوم الجمعة يدعى الحريري دفن في قرية قرب درعا في يوم السبت. وتوفى شخص رابع يدعى عدنان اكرد السبت متأثرا بجروح أصيب بها.
وقد أدان وزير الخارجية الألمانية يوم أمس السبت "قمع المتظاهرين" في سوريا وقال في بيان تلقت دويتشه فيله نسخة منه إنه "يتابع بقلق كبير" الأخبار الواردة من سوريا. وأضاف "إننا ندين كافة أشكال العنف ضد المتظاهرين السلميين وننتظر أن يتم احترام حقوق الإنسان ومبادئ سيادة القانون وحمايتها، داعيا جميع القوى السياسية وخاصة الحكومة أن تتصرف بمسؤولية وأن تسعى من أجل الحوار لتجنب مزيد من التصعيد.
( ع.ج. م/أ ف ب، رويترز، دب أ)
مراجعة: منصف السليمي