ملف إيران النووي يهيمن على مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية
٥ فبراير ٢٠١٠رغم عدم مشاركة المستشارة الألمانية أو جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي في مؤتمر هذا العام علي غرار ما حدث في مؤتمر العام الماضي، فإن هذا لا يقلل من الطبيعة الحساسة للموضوعات التي يتدارسها المؤتمر، ولا من أهمية الشخصيات المشاركة فيه، والتي يفوق عددها 300 من صناع السياسات الأمنية. وتصدر الملف النووي الإيراني أعمال اليوم الأول، وكان الحضور المفاجئ لوزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي قد أعطى هذا الملف زخما خاصا، في وقت أكد فيه العديد من المراقبين أن علاقة الغرب مع طهران بدأت تدخل منعطفا جديدا قد يقود إلى تصعيد لا تحمد عقباه.
وبخلاف وزير خارجية الصين يانج جيتشي الذي دعا إلى إبداء مزيد من الصبر مع إيران وحقها في الاستعمال السلمي للطاقة الذرية في إطار معاهدة عدم الانتشار النووي، فإن المسؤولين الغربيين ومن بينهم الألمان صعدوا من لهجتهم مطالبين طهران بخطوات ملموسة لحل النزاع حول برنامجها النووي.
" السعي إلى سلاح نووي إيراني يهدد الأمن العالمي"
عبر وزير الدفاع الألماني كالر تيودور زو جوتنبرج في كلمة الافتتاح عن ارتياحه لمشاركة وزير
الخارجية الإيراني منوشهر متقي في مؤتمر هذا العام، إلا أنه أضاف أنه ينتظر منه "إشارة واضحة غير قابلة لسوء الفهم" في أفق وضع حد لنزاع طهران مع المجتمع الدولي حول برنامجها النووي. وأضاف الوزير الألماني أن سعي إيران للحصول على السلاح النووي يشكل تهديدا للأمن العالمي.
من جانبه عبر وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله عن "قلق ألمانيا والمجتمع الدولي" اتجاه موقف طهران، وأضاف أن موقف بلاده لن يبنى على وعود "كلامية غير ملزمة" وإنما على "وقائع ملموسة" فيما اعتبره المراقبون ردا على تصريح لمنوشهر متقي لصحيفة "زود دويتشه تساتونغ" الألمانية، والذي أشار فيه إلى استعداد بلاده المبدئي لتخصيب اليورانيوم في الخارج ولكن بشروط.
النخب الإيرانية والبرنامج النووي
من جهته دعا فولكر بيترس الخبير الألماني في الشؤون الإيرانية ومدير مؤسسة العلوم والسياسة في برلين، في حديث لإذاعة "دويتشلاندفونك" الألمانية إلى ضرورة محاولة "فهم المنطق الذي يحكم النخب الإيرانية والطريقة التي تنظر بها إلى العالم". وأضاف أن من ينظر من طهران إلى الخليج الفارسي والعراق وأفغانستان حيث تتمركز القوات الأمريكية، "يرى العالم بشكل مختلف عما لو كان في أوروبا". إلا أن هذا لا يقلل من مسؤولية إيران حسب الخبير الألماني، الذي دعا طهران إلى بناء علاقات ثقة مع دول الجوار، والكثير من هذه الدول صغيرة، "لا أقصد بذلك إسرائيل التي تملك وسائل ردع ذاتية، وإنما دولا كالإمارات العربية والكويت التي ينتابها قلق متزايد اتجاه التسلح الإيراني".
ويذكر أن مؤتمر ميونيخ انطلق وسط إجراءات أمنية مشددة، بينما تظاهر المئات من دعاة السلام أمام مبنى بلدية ميونيخ، ورفعوا شعارات مناهضة للحرب في أفغانستان. من جهته نفي فولفغانغ ايشنغر مقرر المؤتمر اتهامات المتظاهرين بأن هدف المؤتمر إعداد خطط لتدخلات الناتو في حروب خارجية وأكد أن المؤتمر "ليس من صلاحياته التخطيط لحروب مستقبلية بل العمل من أجل إحلال السلام والأمن العالمي ونزع الأسلحة النووية".
الكاتب: صلاح سليمان / ميونيخ
مراجعة: حسن زنيند